لم تنته أزمات الاتحاد المصري لكرة القدم، ولم تمر أسابيع قليلة على أزمة تصميم الطائرة الناقلة للمنتخب إلى كأس العالم روسيا 2018، واضطرار الشركة الراعية للاستجابة إلى رغبة محمد صلاح في حذف صورته، نتيجة تضاربها مع حملته الإعلانية لشركة اتصالات أخرى، حتى جاءت استضافة مدينة جروزني بإقليم الشيشان للمنتخب المصري بالرغم من الانتقادات المستمرة لها المكان نتيجة انتهاكات حقوق الإنسان.
اتحاد الكرة المصري يزعم أن الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” هو من عرض عليهم مدينة جروزني ضمن عدة مدن لتكون مقرا لإقامة منتخب الفراعنة، والبعض يرى أن الاختيار جاء نتيجة تواجد أغلبية مسلمة بالمدينة، وأكبر مسجد في روسيا، وهو ما يساعد على تهيئة الأجواء للاعبين، خاصة وأن معسكر منتخب مصر بروسيا بدأ في الأيام الأخيرة من شهر رمضان.
الصحف والمواقع الأجنبية ألقت الضوء مؤخرا على خبر منح صلاح قاديروف المواطنة الشرفية للنجم المصري محمد صلاح، على هامش تكريم الوفد المصري قبل مغادرة جروزني للسفر إلى مدينة فولجوجراد لمقابلة منتخب السعودية في ختام الدور الأول، وترى شبكة CNN أن رئيس الشيشان قمع المعارضة، وأخضع الحركة الانفصالية التي حاربت الجيش الروسي منذ ما يقرب من عقدين تحت مظلته، ووقف كل أشكال الهجوم على روسيا الاتحادية.
وتهكمت المواقع الأجنبية على نبأ منح صلاح المواطنة الشرفية، واستغلال رئيس الشيشان لنجومية صلاح للمرة الثانية لتحقيق مصالح سياسية، حيث كانت المرة الأولى حينما طلب قاديروف من الاتحاد المصري لكرة القدم السماح للجمهور برؤية تدريب المنتخب المصري بقيادة صلاح، ثم اصطحابه لتحية الجماهير والتقاط الصور التذكارية معه.
من جانبه, أبدى محمد صلاح عدم رضاه لما يحدث مؤخراً واستغلاله بشكل سياسي ووضعه في موقف محرج، وهو ما عبر عنه بشكل غير مباشر وكيل أعماله رامي عباس، الذي كشف في تغريده عن أنه يتمنى أن تمر هذه الأيام القليلة بخير على أن يتم النظر فيما بعد في كيفية التعامل مع الأمر.
حتى سربت شبكة CNN نبأ اعتزال صلاح اللعب الدولي نتيجة استغلاله سياسيا، وتأثير ذلك على نجوميته في الدوري الإنجليزي بعد أن تم تكريمه من قاديروف وحصوله على المواطنة الشرفية، وهو ما أدى إلى حالة من الضجر في الوسط الإعلامي المصري، وانتظار تفسيرات واضحة من الاتحاد المصري لكرة القدم.
وفي سياق متصل رصدت شبكة Sky الإخبارية استغلال قاديروف لنجومية محمد صلاح، وقيامه بكتابة تغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي قال فيها “شكرنا محمد صلاح على الاستقبال الجيد والمثير للدهشة، والموقف الممتاز للفريق، والظروف المعيشية الممتازة والتدريب، ونتمنى عودة مصر إلى الشيشان بعد نهائيات كأس العالم لكرة القدم لمباراة ودية ضد نادي أخمات جروزني”، وهو الذي سمي على اسم والده الذي اغتيل عام 2004.
وترى الشبكة أن قاديروف يدعم سياسات الرئيس بوتين، إلا انه في الوقت نفسه يخضع لعقوبات تفرضها الولايات المتحدة التي تتهمه بانتهاك حقوق الإنسان، وسط اتهامات بملاحقة المعارضة وتعذيب المواطنين المدنيين وسوء ملف حقوق الإنسان في الإقليم.
ويشتهر قاديروف باستغلال شعبية نجوم كرة القدم عالميا في تحقيق مصالح سياسية أمام مواطنيه، وسبق أن استدعى مارادونا ولويس فيجو وستيف ماكمانامان إلى جروزني عام 2011 من أجل إقامة لعبة عرض بمناسبة افتتاح ملعب جديد بـ 30 ألف مشجع، كما سبق وأن نشر البرازيلي رونالدينيو صورا لنفسه مع قاديروف خلال زيارة إلى جروزني، وأثنى الملاكم فلويد مايويذر على قاديروف أثناء تصويرها معا في العاصمة الشيشانية.
واهتمت الجارديان البريطانية أيضا بخبر منح قاديروف للنجم المصري صلاح المواطنة الشرفية في الشيشان، مستفيداً من فترة بقاء قصيرة لليفربول في جمهورية روسيا الأكثر إثارة للجدل، و قميص بتوقيع من ن إف سي شمات جروزني ، نادي كرة القدم الذي أعاد تسميته قاديروف على شرف والده العام الماضي.
ربما تحمل الأيام القادمة مزيداً من المفاجآت بشأن مستقبل محمد صلاح مع المنتخب المصري، وسواء أجرت السلطات المختصة في مصر تحقيقا أو في هذا الأمر، هناك مواقع عديدة ستشهد تغييرات كبيرة سواء في مجلس إدارة الاتحاد المصري لكرة القدم أو منصب المدير الإداري للاتحاد، وامتصاص أية خطوات قد يتخذها صلاح نتيجة استيائه من الطريقة غير الاحترافية التي يسير عليها الاتحاد المصري لكرة القدم.