يوسف سيدهم: التشرذم سبب ضعف الأحزاب.. وعلينا مناقشة سبل إصلاح الحياة الحزبية
أمير يوسف: الاندماج بين حزبين بنفس القوة أمر صعب.. ولنا دور في توعية الشارع
إسلام الغازولي: عدد كبير من قيادات المصريين الأحرار شباب ونقوم بالتدريب وإعداد الكوادر
محمد فرج: تكتل الأحزاب المتشابهة يجب أن يكون اختيارياً دون فرض أو قانون
أحمد عابد: علي الدولة إعطاء الفرصة للأحزاب للعمل بحرية
أحمد بدر: الاندماج بين الأحزاب صعب والأحزاب ليست مرنة في أفكارها
عقدت جريدة وطني أولي حلقات الصالون الثقافي بعنوان ”الأحزاب ودورها في إصلاح الخريطة الحزبية”، وذلك بمقر الجريدة برئاسة المهندس يوسف سيدهم، وبمشاركة عدد من ممثلي الأحزاب: إسلام الغزولي - مستشار رئيس حزب المصريين الأحرار لشئون الشباب، أمير يوسف - عضو المكتب السياسي بالمصريين الأحرار، محمد فرج – أمين عام التثقيف وإعداد القيادات بحزب التجمع، أحمد عابد – سكرتير حزب الوفد بالجيزة، أحمد بدر – أمين حزب مستقبل وطن بالعبور، مارك مجدي – عضو أمانة الشباب بحزب التجمع وعماد إسحق - عضو بمستقبل وطن، وعدد من أعضاء الأحزاب والصحفيين.
افتتح المهندس يوسف سيدهم الحوار بالحديث عن الحياة الحزبية ودورها قائلاً: الرئيس مهما طالت مدته لابد وأن تنتهي في يوماً، فالدستور يضع فترة رئاسية نحن ملتزمون بها، مع التأكيد علي محبتنا الكبيرة للرئيس عبد الفتاح السيسي، فالواقع الذي يفرضه الدستور أن تنتهي فترة الرئاسة بعد 4 سنوات يمكن تجديدها مرة واحدة، ولدينا عدم إدراك أنه لا يوجد بديل، وذلك ليس نتيجة نقص لكوادر، فمصر ولادة وبها كوادر ولكنها تفتقد للمناخ الذي يهيئها للقيادة السياسية، وهذا لن يتآتي إلا بوجود أحزاب قوية.
أضاف: الواقع أن لدينا 104 أحزاب منها كثير من الأسماء غير المعروفة، فهناك خريطة حزبية مبعثرة وواجب علينا أن نبدأ في مناقشة ما العمل خلال الفترة المقبلة للمساهمة في إصلاح الحياة الحزبية.
وتابع رئيس تحرير جريدة وطني تحدث الرئيس في عام 2016 عن الخريطة الحزبية، وهل هي قادرة علي إفراز قيادات قادرة علي قيادة البلاد، وأن تكون هناك كتل حزبية قادرة علي عمل زخم سياسي.
ركز المحور الأول للصالون عن رؤية الأحزاب لدورها وقوتها في الشارع المصري.. قال محمد فرج - حزب التجمع وهو يساري من أقدم الأحزاب التي لا تقل أهمية عن غيرها وتتميز أنها تهتم بقضايا العدل الاجتماعي، ويهتم بالفئات الشعبية عمال وفلاحين وطبقة وسطي فمر بتجارب مختلفة ما قبل 25 يناير وما بعدها، بالتزامن مرت البلاد بحزب الرئيس وتعددية حزبية كانت قليلة وضعيفة، لكن كانت المشاركة في الأحزاب قوية.. ولابد من وجود ظهير سياسي للرئيس، ولكن لا عودة لتجربة الحزب الوطني، أو حزب الحرية والعدالة، ضعف الحياة الحزبية ليس نابعاً من التعددية الحزبية التي نتجت بعد 25 يناير، ونحذر من مشروع مقدم من البرلمان بأن الحزب غير الممثل بالبرلمان ليس له مكان علي الساحة السياسية، مشيراً إلي تجارب الدول المتقدمة بتمثيل أحزاب في البرلمان في دورة برلمانية معينة وعدم تمثيلها في الدورة البرلمانية التالية.
محمد فرج
ويستكمل مارك مجدي، عضو بأمانة شباب حزب التجمع: أحد مقاييس قوة الحزب تواجده في الشارع وأن يكون الحزب جزءا من المجتمع المدني، وجود عدد من النواب له في البرلمان وكذلك تمثيله بالمنظمات النقابية التي تعبر عن الشعب وتضم فئات كبيرة من الشعب.
مارك مجدي
أما أحمد عابد، سكرتير حزب الوفد الجيزة، فقال:الأحزاب في الشارع يراها المواطنون بشكل مختلف، فهناك من يراها في أنها جمعية أهلية وهناك من يراها من خلال تمثيلها في البرلمان، الأحزاب تتأثر بوجود متبرعين لها، وعلي الدولة أن تسمح بخصم جزء من الوعاء الضريبي للحزب وإعطائه الفرصة أن يعمل بحرية أكبر، وبذلك يكون للحزب أدواته التي يستطيع أن يعطي بها وأن يكون قويا دون أن يخالف الدستور أو القانون.
أحمد عابد
وأضاف أمير يوسف – عضو المكتب السياسي لحزب المصريين الأحرار: الصورة التي تكونت لدي البعض عن الأحزاب ليست صحيحة، بسبب استخدام بعض الأحزاب السابقة لأدوات جعلت دور الحزب أقرب للشئون الاجتماعية، ولابد من تصحيح هذه الصورة، علي لجنة شئون الأحزاب دور في الترخيص للأحزاب التي لا تعمل، هناك أهمية لنزول الحزب إلي الشارع والتواجد بين المواطنين وأن يضم الحزب شخصيات لها ثقل في مناطقها لكي تنقل صورة الحزب وأفكاره للمواطنين بالإضافة إلي مشروعات القوانين التي ينقلها الحزب عن طريق نوابه بالبرلمان.
وأضاف عضو المكتب السياسي، أن حزب المصريين الأحرار يركز علي الكيف وليس الكم، ولابد أن يكون هناك توعية للشارع بما تقوم به الدولة من أجل المواطن والمخاطر التي تتعرض لها، بالإضافة إلي نقد الدولة في حالة وجود سلبيات مع تقديم حلول بديلة.
أمير يوسف
ًوقال إسلام الغزولي – مستشار رئيس حزب المصريين الأحرار لشئون الشباب: الأحزاب السياسية تعيش واقعاً مريرا فيه عدم ثقة بين المواطن البسيط والأحزاب والنخب، وكلنا مسئولون عن هذا الوضع، كل أطراف المعادلة السياسية بما فيهم لجنة شئون الأحزاب، فأصبح الحزب عبارة عن اسم ومقر ورئيس حزب.
بعد 11 فبراير 2011 حدث حالة من الانفلات، وشهدنا العديد من الائتلافات والتجمعات والأحزاب والاتجاهات، ذلك من أجل المنفعة الشخصية أو الرغبة في وضع سياسي أو وظيفة أو غيرها، وحدث تفشي في هذه الظاهرة.
يجب إعادة النظر في المنظومة الحزبية حتي يفهم المواطن معني الحزب الحقيقي وإنه ليس مجرد إعانات، وأن يدرس الحزب نفسه وأهدافه التي بني من أجلها.
إسلام الغزولي
وأكد أحمد بدر – أمين حزب مستقبل وطن بالعبور، علي التمويل كأداة مهمة لقوة الحزب في الشارع قائلا: يجب ألا يكون الحزب مجرد المقر والجريدة بالإضافة إلي تعريف الحزب لنفسه أمام أعضائه، ويجب أن يكون كل عضو بالحزب يعلم أهدافه ومبادئه وما له وما عليه، وأن يقوم الحزب بالدور التوعوي وتوضيح دور الحزب في الحياة الحزبية، بالإضافة إلي أن قوة الحزب بالشباب والمرأة، وبالطبع وجود أعضاء للحزب في البرلمان مهم لإظهار قوته وتأثيره في الشارع.
أحمد بدر
وعن إمكانية الاندماجات بين الأحزاب المتشابهة في برامجها الحزبية.
قال محمد فرج: لتقوية الحياة الحزبية يمكنها أن تتكتل بمعني أن الأحزاب المتشابهة تستطيع أن تتكتل اختياريا – دون فرض أو قانون – في شكل اندماج في حزب واحد أو في شكل ائتلافات وهذا الأمر يعطي مناخا أكثر استقرارا من الناحية الحزبية، وهذا يعني أيضا أن هناك أحزاباً ستنتهي ولن يكون لها أثر.
تحقيق الاندماج يحتاج إلي جهد سياسي وواع من الأحزاب، ولابد من مؤتمر سياسي تدعو له الدولة تؤكد أن النظام قائم علي التعددية، وأن ممارسة الحياة الحزبية مشروعة في حدود القانون والدستور.
وأضاف مارك مجدي: أزمة الأحزاب في وجود مناخ عام لا يشجع وهناك الأزمة التشريعية التي تقيد قيام العديد من الاندماجات وعلي لجنة شئون الأحزاب بتطبيق القانون علي الحزب الذي لا يعقد مؤتمراته ويقوم بممارسة عمله السياسي بصفة منتظمة.
ورأي أحمد عابد أن فكرة الاندماج غير مجدية لكن يمكن أن يكون هناك تحالف انتخابي من أجل الانتخابات، ثم ينتهي بانتهاء هذه المرحلة، والرجوع في كل قرارات الاندماج للهيئة العليا لها القرار.. أيضا يوجد احتياج لمناخ أفضل للأحزاب لكي تعمل فيه.
وقال أمير يوسف: لنا تجربة في الاندماجات، فكان أول اندماج مع حزب الجبهة الديمقراطي، والمصري الديمقراطي، ولكن فشلت التجربة لأسباب كثيرة وملخصها أنه مثلما هناك تنافس بين الأحزاب وبعضها، كذلك هناك تنافس بين أعضاء الحزبين المندمجين.
وأضاف: يمكن أن يكون هناك تحالف في انتخابات أو اتجاهات معينة داخل البرلمان، لكن اندماج بين حزبين في نفس القوي أمر صعب.
وأكد إسلام الغزولي أن المصريين الأحرار أعلن أنه ضد اندماجه مع حزب آخر، و أري أن الأحزاب القوية من حيث تشكيلاتها وعدد أعضائها لا تحتاج إلى اندماج، فالأيديولوجية تختلف من حزب لآخر حتى لو كان الحزبان ليبراليين أو اشتراكيين، وكل هذا التنوع يفيد الحياة السياسية المصرية.
وقال أحمد بدر: بالنسبة لمستقبل وطن فتمت مناقشة فكرة الاندماج بين الحزب وحزب آخر، والفكرة تم رفضها من قبل الأعضاء، فمن سيتنازل عن منصبه في الحزب لكي يعطي الفرصة للآخر من الحزب الثاني! فالأحزاب ليست مرنة في أفكارها، وبالتالي فالاندماج بينهم صعب.. والخطأ في رأيي أن يكون أغلبية النواب في البرلمان مستقلين، ولماذا لا ينتمون لأحزاب؟ ولماذا لا يعلن مجلس النواب أن المرشح للبرلمان لابد وأن ينتمي لحزب؟!
أم عن دور الأحزاب في إصلاح الحياة الحزبية وإعداد كوادر سياسية قادرة على قيادة البلاد في يوم ما.
قال محمد فرج: مهمة الحزب الرئيسية هي إخراج قيادات سياسية في كل المجالات النيابية أو المحلية والنقابات وغيرها، وأن المناخ العام ليس مؤهلا لإخراج قيادات، فكرة ”مستقل” ليست موجودة في أي مكان في العالم إلا في مصر، وبالتالي أغلبية المجالس المحلية والنيابية مستقلة بل والإعلام دائما يحرض ضد الأحزاب ويري أنها مالهاش لازمة.
بداية تكوين الأحزاب أن لها دورا في إعداد كوادر سياسية ولذلك يجب الإعلان عن مؤتمر للإصلاح السياسي، فالحياة السياسية ضرورة مثل الحياة الاقتصادية وغيرها، وأن الأحزاب لها دور مهم جدا وتكون رسالة واضحة في المجتمع تعلن فيه أن للأحزاب دورها السياسي المهم في مصر، وأن الأحزاب السياسية لها دور واضح.
وأوضح مارك مجدي الحزب أهم حلقة في مسلسل إعداد القادة السياسيين، ولابد من تأسيس أكاديمية وطنية عامة لإعداد القيادات وتأهيلها، وألا يخشي أحد الحديث عن السياسة، وأن تكون بحرية.
أما أحمد عابد فقال: إعداد الكوادر من خلال دورات تدريبية للشباب، فدور الحزب تأهيل كادر شعبوي قادر علي التواصل مع الشارع وكادر تنظيمي لتولي المسئولية وتولي المناصب كمساعد وزير مثلا، بالإضافة إلي كادر تنظيمي داخل الحزب ويقف دوره داخل الحزب فقط.
وأضاف أمير يوسف: المصريين الأحرار لديه عدد كبير من الشباب من أبناء الحزب الذي تم تدريبهم ليكونوا كوادر ناجحة منهم نواب حاليين في البرلمان، ولدينا مستشار إعلامي لشئون الشباب بما يعطي أهمية كبيرة من الحزب لتأهيل الشباب وتدريبهم علي المشاركة في الحياة السياسية، كما أن الحزب سيضاعف عدد الشباب المشاركين فيه.
وقال إسلام الغزولي: أمانة الشباب تعمل بكفاءة وعملنا في مجال الانتخابات الرئاسية ولدينا فريق من الشباب في كل المحافظات، وكذلك أمانة المرأة، نبني الكادر السياسي من خلال دورات تثقيفية وعدد كبير من قيادات المصريين الأحرار شباب وسيخوضون المجالس المحلية القادمة التي تملك سحب الثقة من المحافظ، لذلك لابد من إعداده جيدا، كذلك أمانة الإعلام سيكون لها دور الفترة المقبلة.
أما أحمد بدر تحدث عن حزب مستقبل وطن قائلا: انضم عدد من الشباب للحزب هم من ساهموا في تأسيس الحزب، بالإضافة للمنضمين من أحزاب سابقة، وعملنا علي فكرة الاندماج الفكري بين كل الأعضاء داخل الحزب، ومن لائحتنا السياسية تدريب الشباب علي الحياة السياسية الجديدة، وإعداد جيل قادر علي القيادة.
لنا تجربة خاصة في إعداد كوادر سياسية، فقمنا بعمل برلمان شباب العبور لمحاكاة مجلس النواب ونناقش فيه القضايا والمشكلات ومنه نعمل علي تدريب للشباب المشاركة.
وقال المهندس يوسف سيدهم عن الآراء التي تحدث فيها ممثلو الأحزاب الندوة عرضت تنوعاً للآراء لأن المائدة تضم الأحزاب الممثلة في البرلمان لكن هناك مقاعد كثيرة للمستقلين، ذلك يضعنا أمام مسئولية كبيرة وهي كيف نغير الواقع، وأرجو ألا نلقي العبء علي الدولة في عدم التمويل أو غيرها ولابد من تهيئة الساحة لأن التفتت والتشرذم بين الأحزاب هو سبب الضعف، فما الفائدة من وجود 100 حزب هذا ضد اللعبة السياسية، فنحن نحتاج للاصطفاف لنصبح أحزاباً قوية تستطيع أن تكمل بقوتها دون اصطفاف، ولكن ستبقي أغلبية تحتاج إلى الاصطفاف.
وتساءل: هل ممكن نأخذ المبادرة بالاصطفاف لزيادة القوة، فالمستقلون قد يكونون ناتجين عن القبائلية والعشائرية الأسرية سياسياً وهذا يبرز خارج محافظات القاهرة الكبري والإسكندرية، وصحيح هناك أعمدة وفدية وغيرها من الشخصيات الحزبية، لكن مفترق الطرق أمامنا هو هل سنفعلها طواعية أم سيسن تشريع يرغم الأحزاب على الاندماج في يوماً ما؟
وقدم ”سيدهم” مثالاً أنه في مصر منذ سنوات تكاثر في السوق المصرفية بنوك مصرية وأجنبية صغيرة جداً ولكنها تعمل علي العمل علي السوق الفردي وتخدم المواطن العادي، ولا تخدم خطط التنمية، ولما أدركوا خطورة التشتت والتفتيت بين البنوك صدر قرار يلزم البنوك المسجلة بأن ترفع رأس مالها إلى ما لا يقل عن خمسمائة مليون جنيه، ومن لا يلتزم يتم شطبه من السوق المصرفية، وبالتالي اتحدت البنوك الصغيرة في مجموعات وكونت بنوكاً كبيرة استطاعت أن تتعافي بما أثرت على السوق المصرية بالإيجاب.
كان لبعض الشباب الصحفيين المشارك تعقيباً
تساءل ناصر صبحي: هل الأحزاب لديها أجندة للتحضير لإعداد قادة سياسيين بعد انتهاء مدة الرئاسة؟ وأضاف: نتمني أن يكون للأحزاب تأثير ملموس علي أرض الواقع.
كما تساءلت نورا نجيب: لماذا تحمل الأحزاب المواطن عبء عدم رؤيته لدورها المواطن يري الأحزاب كارتونية أو جمعيات تعاونية، وقالت: لو كان للأحزاب دور في حل المشكلات التي تواجه المجتمع، فلماذا لم نسمع عن دورها في تقديم حلول لمشكلات في التعليم وغيرها.
في حين أكد إسلام الغزولي أن المصريين الأحرار يهتم بقضايا التعليم وغيرها من خلال مشروعات قوانين يقدمها أو طرح بدائل للحلول الممكنة لبعض المشكلات التي تواجه المجتمع.
كما أكد أحمد عابد أن هناك مشروعات قوانين يقدمها حزب الوفد خاصة بالأسرة والرياضة والإسكان وغيرها وتظهر رسالة الحزب عبر المواقع والصحف، مشيرا إلي أن البرامج الحوارية لا تبرز دور الأحزاب وتقديمها لحلول المشكلات المختلفة.
جانب من الحضور