استعادت مصر جثامين شهداء الوطن والكنيسة شهداء الإيمان من ليبيا الذين استشهدوا في فبراير ٢٠١٥ علي يد تنظيم داعش الإرهابي أعداء الإنسانية واعداء الحياة ومات من لا يستحقون الموت على يد من لا يستحقون الحياة.
هؤلاء الشهداء الأبرار قدوة لنا جميعاً وهم إبطال الإيمان المسيحي الذين أبهروا العالم كله بشجاعتهم وبقوة وصلابة وثبات إيمانهم، وتجسد تاريخ شهداء الكنيسة في هذا المشهد ليتحول تاريخنا الذي نقرأه عن إبطال إيمان العظماء إليّ واقع حقيقي نلمسه وشاهدناه ونتعلم منهم ومن قوة إيمانهم وأنهم رجال اقوياء، وشهود أمناء لله الذي فداهم، ونمجد الله من خلال أبناءه، لأن الله لا يترك نفسه بلا شاهد وسوف يسجل هذا اليوم في تاريخ الكنيسة.
وبقدوم جثامين شهدائنا تتبارك أرض الوطن بهم وهم نموذج مشرف شهد العالم كله علي عظمة إيمانهم المسيحي ولَم يرهبهم وحشية داعش وتعذيبهم لهم علي مدار أربعين يومًا، ورفضوا كل إغراءاتهم ، وفضلوا أن يكونوا مع المسيح ذاك أفضل جدًا. وتفتخر الكنيسة بقوة إيمان أبناءها. وأن العناية الإلهية كشفت ملابسات الحادث رغم صعوبة الأوضاع في ليبيا. وهذا يؤكد أن الله لا ينسي أبناءه الذين استشهدوا علي اسمه “اكرم الذين يكرمونني”. حيث أن الدولة المصرية بذلت مجهودات كبيرة للثأر لدماء أبناءها وتحركت القوات المسلحة المصرية خلال ساعات من وقوع الحادث خارج حدود الوطن وقامت بغارات جوية في ليبيا للقصاص لدماء أبناءهم، وقامت بالتنسيق مع السلطات الليبية التي نشكرها إيضاً علي كافة المجهودات التي بذلت في هذا الشأن.
وتعتبر عودة جثامين هؤلاء الشهداء الأبرار هي لحظات تاريخية في عمر الوطن والكنيسة تؤكد أن الدم المصري غال وهي انتصار لدماء الشهداء وانتصار للوطن. وأجسادهم الطاهرة سوف تدفن في كنيستهم التي أنشئت باسمهم في قرية العور – سمالوط – المنيا، لتكون شاهدة أمام العالم على عظمة وقوة الإيمان المسيحي، المجد لشهداء الوطن والكنيسة الأبرار.