الوعي هو المعرفة بأمر ما أو الإدراك بشئ لم نعرفه من قبل.. الوعي يأتي عبر المرور أولاً عبر حواس الانسان الخمسة ثم الفكر ثم المعرفة ثم الوعي بالأمر، أي أننا عندما نعي شيئاً ما، نكون قد مررنا بثلاث مراحل هامة حتى نصل إلى الوعي بالأمر؛ باستقبال المدخلات ثم تحليلها ومعرفتها ثم الوعي بسلبيات أو ايجابيات تلك المعلومات.. في الحقيقة لا يستطيع احد أن يمنع أي مدخلات إليه؛ فالعين ترى والأذن تسمع واليد تلمس والأنف يشم واللسان يتذوق، وهذه كلها تعتبر مصادر رئيسية للوعي والإدراك.
وعادة نحصل على الوعي أو التوعية من ذواتنا أو من الآخرين، أي أنه يمكن أن تعي بالأمور من ذاتك وهذا يتطلب أن تحلل بحكمة المعلومة التي وصلت إليك من خلال ما رصدته حواسك، ومن خلال التحليل الحكيم يمكنك معرفة ما هو نافع وما هو ضار فعلى سبيل المثال: أثناء سيرك في الطريق تسمع فجأة صوت احتكاك شديد لفرامل أحدى السيارات ثم صرخة عالية من رجل وتشم قدراً من الغبار ثم ترى رجلاً طريح الأرض غارقاً في دمائه، فبتحليلك لكل هذه المعلومات ستعي بالتأكيد ان الحادث الأليم كان بسبب المجازفة بعبور الطريق دون تروي وأنني إن فعلت ذلك سيؤدي بي إلى الهلاك. وبذلك التوعية هنا تكون ذاتية.
ويمكن أن تأتي إليك التوعية من شخص آخر، أو تصدر أنت الوعي السليم إلى الأخرين سواء في محيط الأسرة أو المجتمع. لذا تأتي هنا أهمية التعليم وقيمة الإرشاد والتوجيه ونوع الشخصية التي تصدر المعرفة، فهناك من يصدر معرفة شريرة تؤدي إلى وعي مدمر للآخرين! وهذا يعتمد على مدى مسئولياتنا تجاه الآخرين – سواء كانوا تلاميذ أم أفراد أسرة أم آخرين في المجتمع، في تصدير رؤى ومعرفة وسلوك جيد للآخر حتى يعي أن للقيم ضرورة وللالتزام منفعة وأن للمبادئ احتياج.. ليروا أعمالكم فيمجدوا أباكم الذي في السموات..