كن متميزاً.. من دون أن تميز نفسك عن غيرك.. بل تكون متميزاً في مبادئك الراقية وفِي رؤيتك للأمور، فدائما ما أسعد بالحديث مع الناس عن كثيرين وفجأة يقولون: “أما فلان ده حاجة تانية”.. أي متميز عن أقرانه وليس مثل الجميع، بل مختلف بسمات شخصية ومهارية متميزة ترقى إلى الحالة المثالية الرائعة..
وتجد المتميز صاحب شخصية مستقلة وليس تابعاً لأحد بعينه ولا ميال لفكر خاص ولا منساقاً لجماعة ما.. كلنا نعلم أولاد الله الذين كانوا يعيشون قبل الطوفان ولكن نوح كان مختلف!! وقرأنا عن حكماء الملك نبوخذنصر ولكن دانيال الحكيم كان مختلف!! وحكى لنا السيد المسيح عن شفاء العشر رجال من داء البرص ولكن كان العاشر منهم مختلف حيث عاد وقدم شكره للمسيح.. كل هذه نماذج تثير الإعجاب ووتكون لنا بمثابة المثل الجيد الذي يفصح عن جمال الإنسان وما يتمتع به من فضائل وملكات إنسانية تجعله نوراً للآخرين وملحاً للأرض، فيستطيع أن يساهم بنجاح بدوره الإنساني في المجتمع ويرسخ المبادئ التي تجعل للحياة رونقاً ونظاماً.. وليس تشويشاً وعشوائية..
تعجبت بمن يدير حواراً متميزاً ومختلفاً عن الأخرين فعندماً يتحدث عن الألم تجده يتحدث عن الأمل .. وعندما يتحدث عن الهزيمة تجده يتحدث عن كيفية الانتصار.. وعندما يتحدث عن البطالة تجده يحثك على النهوض للعمل.. وعندما يتكلم عن أخطاءك ويلومك تجده يعلمك ويرشدك لتكون أحسن وتحاول مرة اخرى.. في كلامه معك يتفاءل ولا يتشاءم.. يسمع أسرارك ويحفظها ويصونها.. لماذا لا تكن أنت هكذا بتلك الصفات؟ هذا ليس صعباً.. وبه تصير متميزاً ومختلفاً عن أقرانك..