أقامت سفارة البرتغال بمصر، منتدى الأعمال المصري البرتغالي، وذلك بحضور البروفيسور مارسيلو ريبلو دي سوزا Marcelo Rebelo de Sousa رئيس جمهورية البرتغال، والذي قام بزيارة مصر مؤخراً.
هدف اللقاء إلى إقامة وتعزيز الحوار بين مجتمع رجال الأعمال في مصر والبرتغال لإقامة مشروعات مشتركة، وحضره العديد من وزراء مصر والبرتغال وأعضاء من البرلمان البرتغالي ومجلس الأعمال وسفيرة البرتغال بمصر، مادالينا فيشر Madalena Fischer .
قال الرئيس “دي سوزا”: “بعد عامين من زيارة الرئيس المصري للبرتغال في 2016، يأتي رئيس البرتغال إلى بلادكم. وفي العام الماضي تم مناقشة شئون سياسية واجتماعية واقتصادية، وهذا العام نناقش التعاون بين رجال الأعمال. والسؤال الذي سأله العديدون لي هو: لماذا يحدث هذا الآن؟ إن الأمر ليس مصادفةً بل هو اختيار سياسي لكل من الدولتين. فقد قررت مصر اختيار البرتغال كوسيط لها مع الاتحاد الأوروبي ومنصة حوار بينها وبين الاتحاد الأوروبي ومع مناطق أخرى في العالم. واختارت البرتغال مصر كوسيط لها في المنطقة وأفريقيا وسائر العالم إلى حد ما.
وتابع الرئيس: “ولكن لماذا؟ بالطبع الأسباب التاريخية موضوعة في الاعتبار، لكن العديد من دول العالم اختارت مصر لأنهم مأخوذين بشدة بالحضارة والثقافة الموجودة فيها، فالحضارة والإنسانية عناصر أساسية فيها. لكن كل هذا ليس كافيًا لاختيار مصر، إذ توجد عناصر أخرى، فهناك قواعد وأسس مسبقة لحوار ناجح بين البلدين. الأسس السياسية المسبقة بشأن البرتغال على أنها جزء من الاتحاد الأوروبي كما إنها تلعب دورًا مهماً في مجتمع الشعوب الناطقة بالبرتغالية، سواء في شبه الجزيرة الأيبيرية أو أمريكا الجنوبية، ومعنى هذا أن البرتغال تعتبر وسيط بين العديد من القارات، وعندما نتحدث عن القارات فلا يقتصر حديثنا على الثقافات بل الاقتصاديات. وفي الوقت نفسه فإن مصر تحتفظ بمكانة رئيسية في المنطقة، وهي منطقة كبيرة ومختلفة عن البرتغال، وهي قريبة مننا، وهي جزء من أفريقيا وبالتالي فهي مدخل للكثير من دول القارة السمراء.”
وأضاف أن هناك الكثير من الأسس المسبقة الأخرى، فالبرتغال دولة متحضرة، ولديها خبرة في الحياة السياسية 42 عاماً منذ عقد أول انتخابات تشريعية بها عام 1976 . وهي ذات نظام سياسي مسالم ومتحضر. وبعد فترة الأزمة، تمتعت البرتغال بوضع مالي واقتصادي قوي. أما مصر فهي في فترة انتقالية، وشعبها ذو سمات حضارية رأيناها في الانتخابات الأخيرة ورأينا ذلك في الثورة الحادثة هذه الأيام. ملمحًا إلى أن الدولتين متحضرتين سياسيًا واجتماعيًا واقتصاديًا، قائلًا: “هذه لحظة جيدة، للتقابل والعمل سويًا. ولهذا فأنا أقدر الثقة. فرجال الأعمال يعلمون كيف أن الثقة مهمة جدًا. فالناس يحتاجون إلى الثقة لأن يكونوا أحياء ولأن يتزاوروا ولأن يبنوا ويثقوا في مجتمعاتهم.
وأجاب رئيس جمهورية البرتغال عن سؤال “لماذا حدث هذا الآن؟” قائلًا: “لقد حدث ذلك بسرعة كبيرة، وهذه علامة جيدة للغاية. لكن الأهم هو أن نبني ثقة كل طرف عند الآخر بشكل يومي، ولهذا؛ فتأسيس مجلس الأعمال المصري البرتغالي كان أمرًا هامًا. لكن الأكثر أهمية من ذلك أن يؤمن كل منكم بالآخر في كل قطاع. كما يجب أن تؤمنوا أن تلك الفرصة هي فرصة فريدة.”
وأضاف: “والسؤال الاخر لم كل هذا؟ أولا وقبل كل شيء، التنمية الاقتصادية والتنمية الاجتماعية في مصر والعمل المشترك العملاق في أفريقيا، فلقد بدأ في أفريقيا وكان من الممكن أن يكون في أي مكان آخر. ولهذا فلدينا هنا مجالين للعمل فيهم، وهما مجالان لهما الأولوية القصوى، وهما التنمية الاقتصادية والاجتماعية ويجب أن نعمل سويًا فيهما، ثم نعمل مع الدول الأخرى في ذات المجالين سواء كانت الدول الناطقة بالبرتغالية أو دول أخرى. ويجب أن نعمل في مجالات متعددة في نفس الوقت. بالطبع السياسيون يساعدون كثيرًا، فيجب عليهم أن يخلقون إطار مؤسسي لعمل رجال الأعمال وخاصة في المجال الاقتصادي. لكن إذا أردنا العمل في التنمية المستدامة يجب العمل على تأسيس الحكومة الجيدة ورعاية صحية أفضل والأهم من كل هذا تعليم أفضل. وهناك مجالات أخرى عديدة بدأنا في بعض منها وسنبدأ في مجالات آخرى في القريب العاجل. يجب العمل على خطط قصيرة الأمد هي الاقتصاد وخطط متوسطة وطويلة الأمد وهي الصحة والتعليم والحوكمة الرشيدة.”
وحول سؤال “متى يجب أن نبدأ؟” أجاب: “من الآن، في مجال الأعمال إما الفوز أو الخسارة، ولن ينتظرك أحد، ولهذا لا يجب أن لا ننتظر ولنبدأ الآن. والفكرة حول هذا اللقاء هو أن يبدأ العديد منا الآن، حتى لا نكون في الحاجة إلى زيارة رئاسية في الغد.”
وختم الرئيس كلمته بقوله: “نحن لا نريد زيارة رؤساء آخرين، بل أريد أن أزور مصر في غضون عامين لأرى نتائج هذا الاجتماع أريد أن أعرف أي من مجالات الاستثمار اخترتموها للعمل فيها معا. ولا يجب أن تفوت البرتغال ومصر هذه الفرصة، يجب أن تكون شراكتنا هذه نموذج لدول أوروبا، يجب أن يشاهدوا ما يحدث ويقولوا ” لقد كنا مخطئين بشأن مصر، فقد كانت آمنة بعد كل شيء مرت به. وما كان يجب أن نفوت هذه الفرصة.”