في ذكرى تحرير سيناء يرصد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بسيناء ووجه بحري علماء عشقوا طور سيناء وعاشوا بها وكتبوا عن آثارها ونقوشها الصخرية ومعادنها ومنهم المهندس الفرنسي الموسيو لينان الذي أرسله محمد على عام 1825 إلى بلاد الطور، وقد درس معادنها ورسم خارطة لها وسمى نفسه هناك عبد الحق وكانت الخارطة التي رسمها هي أول خارطة وضعت لسيناء في التاريخ الحديث.
ويضيف الدكتور ريحان، أن العالم الثاني هو قيصر عالم الطبيعة السويسري الذي عاش بالطور 12 عام من (1304- 1316هـ/1886 – 1898م) وأنجز بحثه العلمي والذي دخل ضمن كتاب المرشد السياحي للمسافرين.
وقد تم اكتشاف اسمه عن طريق المسح الأثري للبعثة اليابانية بالطور، تحت إشراف منطقة جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية مسجل على جبل الناقوس الذي يقع على بعد 13 كم شمال غرب طور سيناء والنقش المكتشف عليه تاريخ (1305هـ/1887م).
ويتابع الدكتور ريحان، أنه في عهد إسماعيل بن إبراهيم باشا أرسل الإنجليز عام 1868 لجنة علمية، برئاسة هنري بالمر للتنقيب في بلاد الطور فأقامت هناك ستة أشهر ورسمت عدة خرائط ونشرت أعمالها عام 1872.
كما كان العالم فيرورن هو الباحث الوحيد الذي تعرف على نقوش جبل الناقوس خصوصاً الكتابات العربية وتوفى عام 1314هـ/1896م. وقد تم أيضًا اكتشاف اسمه مسجل على جبل الناقوس.
ويوضح الدكتور ريحان، أن العصر الحديث تضمن سيرة العالم الياباني الدكتور مؤتسو كاواتوكو الذي ترأس أعمال البعثة اليابانية بطور سيناء من عام 1985 وحتى عام 2008.
وقد أنجز اكتشاف الميناء المملوكي بتل الكيلاني بطور سيناء، تحت إشراف منطقة جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية ودوره الرائد في خدمة التجارة بين الشرق والغرب وأكد على عمق العلاقات التجارية المصرية مع الصين وبلاد جنوب شرق آسيا وأوروبا، حيث اكتشفت به لقى أثرية من البورسلين والسيلادون الصيني والفخار المطلي من أسبانيا وإيطاليا وقبرص.
كما أنجز الدكتور كاواتوكو اكتشاف حصن رأس راية الإسلامي من العصر العباسي حتى العصر الفاطمي بمدينة الطور عن طريق بعثة آثار يابانبة مصرية مشتركة وساهم في أعمال حفائر وترميم دير الوادي بطور سيناء منذ عام 1994 علاوة على أعمال المسح الأثري بمناطق جنوب سيناء أهمها أعمال استكمال اكتشاف النقوش الصخرية بجبل الناقوس الذي بدأها العالم فيرورن في القرن التاسع عشر.
وينوه الدكتور ريحان، إلى أن أعمال المسح الأثري للدكتور كاواتوكو بجبل الناقوس أكدت أن الكتابات العربية الإسلامية على جبل الناقوس كانت خاصة بالقوافل التجارية بين الشرق والغرب وأن الكتابات المسيحية أشارت إلى كتابات المقدسون المسيحيون في طريق رحلتهم المقدسة إلى القدس عبر سيناء وكذلك أسماء لعائلات مسيحية تقطن الطور ويشغل بعضها مراكز مرموقة بها كوكلاء لدير سانت كاترين بالطور ومن هذه العائلات عنصرة، براميلي، بولس، غريغوري، ديمترى استورو.