أمتلأ أمس مزار البابا أثناسيوس بالكاتدرائية المرقسية الكبرى بالعباسية. الذي يضم أربع أجساد هم “جسد البابا أثناسيوس وجسد المتنيح الأنبا إغريغوريوس وجسد المتنيح الأنبا صموئيل والمتنيح أبونا ميخائيل إبراهيم” بالعديد من الزوار المحبيين لأبونا ميخائيل إبراهيم؛ ذلك إحتفالاً بعيد نياحته 26مارس. هناك إلتقينا بالدياكون نبيل شكري الذي كان يعترف على يد القديس أبونا ميخائيل إبراهيم. والذي جاء ليأخذ بركة جسد القديس في عيد نياحته. وتحدثت جريدة وطني مع الذياكون نبيل ليسرد لنا ذكرياته مع أبونا ميخائيل إبراهيم.
وبدأ الدياكون نبيل حديثة قائلاً: إنني جئت اليوم لكي أأخذ بركة أبونا في عيد نياحته لأنني عاصرته وكنت اعترف على يده في الخمسينات وظللت أعترف على يده لمدة ثلاثة سنوات.
وأستطرد الدياكون نبيل حديثة قائلاً : إن إعترافي على يد أبونا ميخائيل كان سبب بركات كثيرة لحياتي؛ فكنت أذهب لمنزل أبونا للإعتراف وكنا نصلي معاً ونسجد قبل الإعتراف ثم يطلب بصوت عالي معونة الله وإرشاده وعندما كنت أتحدث معه عن مشاكل تؤرقني، كان يقول لي حلول لكل المشاكل وكان الله يكشف له عما سيحدث ويطمئنني. وبالفعل كانت كل المشاكل تزول وكانت الأمور تسير كما كان يذكرها لي أبونا؛ فكان لديه شفافيه وقامة روحية عالية.
كان أبونا ميخائيل ذو قامة روحية عالية فكان يصلي المزامير دائماً وكان يصليها أيضاً على رأس كل شخص بعد الإعتراف مع قراءة التحليل.
وأذكر أن أبونا ميخائيل كان أب إعتراف قداسة البابا المتنيح الأنبا شنودة الثالث؛ كما كان أيضاً أب إعتراف المتنيح أبونا بيشوى كامل قبل رسامته.
كان أبونا رجل صلاة وكان الله يهئ له الطريق دائماً فبعد إنتقال أبونا ميخائيل من خدمته بقرية كفر عبده وجاء ليسكن بالقاهرة؛ ذهب لأقرب كنيسة لمنزله ليصلي بها قداس الأحد وفي هذا اليوم إنتظر شعب الكنيسة مجئ الراهب المكلف بالصلاة لكنه لم يأتي في ذلك اليوم، فرفع أبونا ميخائيل الذبيحة وصلي القداس ومنذ ذلك الحين ظل أبينا يصلي ويخدم في هذه الكنيسة تلك الكنيسة هي “كنيسة مارمرقس بشبرا” .
وأتذكر أنه عندما كان يخدم أبونا بكنيسة مارمرقس بشبرا كانت الكنيسة في هذا الوقت تشبه العشة في وصفها؛ فكان أبونا يسجد ويقبل الأرض في كل خطوة منذ دخوله باب الكنيسة حتي وصوله لمذبحة . وكنا ننظر ونتعجب كثيراً عندما نراه يفعل هكذا في كل مرة يدخل فيها للكنيسة.
وقال الدياكون : إن أبونا ميخائيل كان رجل صلاة وكان يقدس الصلاة دائماً ويفضلها عن أغلي ما عنده؛ ففي أحد الأيام كان أبونا ميخائيل يصلي القداس وأبلغوه بأن إبنه يحتضر فقال لهم ” لن أخلع التونية إلا بعد إنتهائي من صلاة القداس” وخلال الصلاة ذكر للشعب بأنه سيتم الصلاة على جثمان متوفي بعد إنتهاء القداس؛ فكان يعيش القداسة على الأرض لذلك كشف الله له عن إنتقال إبنه دون أن يخبره أحد بوفاته.
وذكر الدياكون نبيل أن أبونا ميخائيل كان رمزاً للعطاء بلا حدود ففي أحد الأيام جاء إلي القديس شخص يحتاج لنقود ؛ فأعطاه أبونا ورقة بعشرون جنيه ولم يكن معه أي نقود سواها وذكر أحد أبناء القديس عن هذا الموقف أنهم ظلوا يأكلون ساندوتشات حلبة لمدة طويلة؛ ذلك لعدم وجود نقود بالمنزل وأنهم كانوا سعداء جداً بهذه الفترة.
وكان أبونا ميخائيل لا يأخذ أي نقود من الشعب سواء في صلوات الأكاليل أو العماد أو الميامر أو اللقان المنزلي فكان يخدم الشعب دون مقابل.
وأبونا ميخائيل مثال يحتذي به للأزواج؛ حيث كان يحترم زوجته ويحبها جداً؛ فبعد إنتقالها لوحظ أن أبونا يضع قماشة بيضاء على رأسه أسفل ” العمة ” وعندما سألوه عنها وقال:” إن هذا غطاء الرأس الخاص بزوجتي وأنه يرتديه لمحبته لها وليتبارك منه”.
كما أن أبونا ميخائيل كان صاحب حق ويقدر تعب الأخرين. وأذكر مثال على ذلك: قبل رسامة أبونا كاهناً أرسل بدلته ليتم كيها؛ بعدها جاء إليه المكوجي ليخبره بأن البدلة ضاعت؛ فأخبره أبونا بأنه غير متضايق من ضياع البدلة وسأل أبونا المكوجي قائلاً : ” ياإبني أنت كويت البدلة؟ فقال له: نعم ياأبونا كويتها؛ رد أبونا وقال له:إذن أنت تستحق أجرتك ” وأعطاة أبونا أجرة المكوي.
في وقت نياحته طلب شعب كنيسة مارمرقس بشبرا بأن يدفن في الكنيسة لكن قداسة البابا شنودة أقر دفنه في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية وقال حينها ” إن القمص ميخائيل رجل عام ليس ملكا لكنيسة واحدة و ابناؤه في كل موضع ، كل حى في كل بلد و لا يصح أن يقتصر على مكان معين فالأفضل أن يدفن هنا في مكان عام”. أما السبب الحقيقي الذي في أعماقي فهو أنني كنت أريد أن يصير جسد هذا الرجل سنداً لنا في هذا الموضع، نستمد منه البركة ..
(و هنا بكى البابا، و قام نيافة الأنبا يؤانس أسقف الغربية يكمل الكلمة “.