التقى وزير التجارة السعودي المهندس ماجد القصبي بنظيره المهندس طارق قابيل وزير التجارة المصري والذي يزور القاهرة حاليا ضمن الوفد الرسمي المرافق لولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان.
من جانبه أشار المهندس طارق قابيل وزير التجارة والصناعة، أن مصر والسعودية تربطهما علاقات استراتيجية تستند لتاريخ طويل من العلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتميزة وعلاقات وثيقة بين الشعبين العربيين، مؤكدًا إلى أن البلدين تمثلان حاليا شطرى معادلة التوازن الإقليمي ومحور الاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط والعالم العربي.
وقال الوزيراليوم الثلاثاء، إن الزيارات المتبادلة للقيادة السياسية في البلدين تمثل ركيزة أساسية لتنمية وتطوير العلاقات الاقتصادية المشتركة، مشيرًا إلى أن الزيارة الحالية لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تمهد لتحقيق نقلة نوعية للتعاون الاقتصادي المشترك من خلال تنفيذ عدد من المشروعات الكبرى الى تحقق مصالح الشعبين المصري والسعودي.
وأفاد قابيل إن المباحثات قد تناولت سبل تعزيز العلاقات التجارية بين البلدين من خلال إزالة العراقيل التي تعيق انسياب التدفقات التجارية وتسهيل تبادل الاستثمارات بين مصر والسعودية، لافتًا إلى أنه من المقرر عقد اجتماع اللجنة الوزارية المصرية السعودية المشتركة بالرياض خلال النصف الثاني من العام الجاري برئاسة وزيري التجارة في البلدين وذلك لبحث تنمية وتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية المشتركة.
ولفت الوزير، إلى أن المباحثات قد أكدت أيضاً على حرص حكومتي البلدين على تعزيز التعاون الصناعى المشترك في اطار رؤية 2030 وذلك من خلال جذب الصناعات كثيفة العمالة في المملكة العربية السعودية إلى مصر وخاصةً تلك الصناعات التى تعانى من ارتفاع تكلفة استقدام العمالة الأجنبية، وذلك للاستفادة من المزايا الاستثمارية في مصر التى تتضمن توفير أراضي صناعية مرفقة وبأسعار منافسة، مشيرًا إلى أنه من المقرر عقد الاجتماع الأول للجنة التعاون الصناعي بين البلدين وذلك خلال فعاليات الدورة القادمة للجنة الوزارية المشتركة وذلك بهدف مناقشة فرص الاستثمار المتاحة وإزالة المعوقات أمام المشروعات الصناعية في الجانبين.
وأكد الوزير المصري على عمق وقوة العلاقات السياسية المتميزة بين مصر والسعودية، والتى انعكست إيجابيًا على معدلات التجارة البينية والاستثمارات المشتركة بين البلدين خلال المرحلة الحالية، لافتا الى ان حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ العام الماضي نحو 2.6 مليار دولار.
وتابع الوزير أن الاستثمارات السعودية فى مصر تبلغ حوالى 6,1 مليار دولار، وتمثل نحو 11% من إجمالي الاستثمارات الأجنبية ونحو 27% من إجمالي استثمارات الدول العربية في مصر وذلك فى مجالات الصناعة والانشاءات والسياحة والتمويل والخدمات والزراعة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات موضحا أن الاستثمارات المصرية في المملكة تبلغ حوالى 1,1 مليار دولار في عدد 1043 مشروعا منها 262 مشروعا صناعيا و781 مشروعات تجارية وخدمية ومجالات أخرى.
وأكد قابيل على أهمية دور مجلس الأعمال المصرى السعودي المشترك فى تعزيز أوجه التعاون بين مجتمعي أعمال البلدين بما يسهم في إنشاء المزيد من المشروعات المشتركة في كل من مصر والسعودية، لافتاً في هذا الصدد إلى أهمية مشروع انشاء الجسر البري الذي يربط بين الدولتين في تدفق الاستثمارات والتجارة البينية فضلاً عن زيادة تدفق الصادرات النفطية والبتروكيماوية والتعدينية إلى القارة الإفريقية إلى جانب المساهمة في زيادة حركة السياحة الوافدة من السعودية إلى مصر بشكل متضاعف.
وأضاف الوزير أنه تم أيضًا بحث تعزيز الصادرات الزراعية المصرية إلى السوق السعودي خاصةً فى ظل الإجراءات العديدة التي اتخذتها الحكومة المصرية لضمان جودة وسلامة المنتجات المصدرة، مشيداً فى هذا الإطار بالتنسيق والتعاون المستمر مع المسؤولين بالحكومة السعودية لحل اي مشكلات تعترض نفاذ الصادرات المصرية الى السوق السعودي.
ومن جانبه أكد ماجد القصبي وزير التجارة السعودي أن قوة وصلابة العلاقات المشتركة بين مصر والسعودية تمثل الركيزة الأساسية لتحقيق إنطلاقة فى مستوى العلاقات الاقتصادية والتجارية المشتركة خلال المرحلة المقبلة، مشيرًا إلى أن زيارة ولي العهد السعودي إلى القاهرة جاءت لتؤكد على عمق العلاقة الأبدية التي تربط الشعبين الشقيقين.
وقال إن الإصلاحات الجذرية التي يشهدها اقتصاد البلدين تمثل ركيزة أساسية لتعزيز التعاون الاقتصادي المشترك بين البلدين بما يسهم في تحقيق إنطلاقة حقيقية لمستوى التعاون المصري السعودي المشترك.