يعتبر مقترح الثانوية العامة الجديد محط جدل كبير بين أولياء الأمور والطلاب لما به من جوانب تحتاج للدراسة وتطبيقها من الناحية العملية يعتبر صعب، لما يشكل عبء جديد على كاهل البيت المصري، وتتخبط الآراء بين مؤيد ومعارض لذلك القرار.
فالقرار في مجمله قد يبدو أنه يريح الطالب المصري من أعباء الثانوية العامة، ويخفف الحمل عن الأسرة المصرية، ولكن بين مؤيد ومعارض وعن أبعاد هذا المقترح وكيفية تطبيقه وتداعيات تطبيقة.
استفتاء رفض النظام الجديد
قالت جيهان زاهر منسقة حملة تمرد على المناهج التعليمية: إن حملة تمرد على المناهج قد أجرت استفتاء على ذلك المقترح والنتائج الأولية للإستفتاء العام على رأي المجتمع فيما تم طرحه إعلاميًا حتى الآن من أفكار ومقترحات تخص نظام التعليم الثانوي الجديد أو المُعدل المزمع تطبيقه من العام القادم، انطلاقًا من مبدأ حق الجميع في الإطلاع على النتائج والمصارحة المجتمعية، وكبديل مشروع لتجاهل إقامة حوار مجتمعي شامل يُتيح لأولياء الأمور وباقي عناصر العملية التعليمية المشاركة وإبداء الرأي وعرض المخاوف على السادة المسئولين.
وأضافت: شاركت جميع فئات المجتمع من محافظات مصر بنسب مختلفة، وشَمل الاستفتاء مُشاركة كل المهتمين بالعملية التعليمية من مُعلمين وأساتذة جامعات وطلاب وأولياء أمور وإعلاميين ومهتمين بالشأن التعليمي.
كان الاستفتاء العام للاختيار ما بين الموافقة أو الرفض على مُقترحات نظام الثانوية العامة الجديد أو الثانوية المُعدلة مع تسجيل تعليقات المُصَوتين، وكانت النتيجة الأولية هي:
الموافقة على تطبيق النظام بنسبة ( ١٧% ) من إجمالي عدد المشاركين بالاستفتاء.
الرفض بنسبة ( ٨٣%) من إجمالي عدد المشاركين بالاستفتاء.
لتكون الأغلبية للنسبة الرافضة وبتسجيل وحَصر أهم تعليقات وتخوفات السادة المشاركين الرافضين بالاستفتاء، كانت أهم النقاط التى تم رَصدُها هي كالأتي:
المناهج الحالية غير مناسبة على الإطلاق لهذا النظام ومن الصعب جدا تحويلها لمناهج إلكترونية أو ديجيتال.
عدم تعود الطلاب على الاكتفاء بفيديوهات لشرح عناوين رئيسية، خاصًة وان هذا الجيل اعتاد على الحفظ والتلقين على مدار تسع سنوات لهذا وجب الاحتفاظ بالمنهج النصي المكتوب.
بات من الأكيد أنه من الصعب تغيير المناهج لطلاب الصف الاول الثانوي تطبيقًا لمبدأ البناء التراكمي التصاعدي للمناهج مع عدم توافر العامل الزمني لذلك حتى إن حاولنا.
الشكوى من سوء خدمات شبكة الإنترنت وأكد المشاركون، أن هناك مناطق بالصعيد والمحافظات الحدودية والمناطق النائية تعاني سوء شبكات المحمول ووصل الأمر إلى أن أبراج تغذية الشبكات ليست مجهزة ببطاريات شحن تعمل في حالة انقطاع الكهرباء بمعنى أنه إذا انقطعت الكهرباء انقطعت معها خدمات الإنترنت.
النظام التراكمي يُحمل الطلاب و أولياء الأمور أعباء نفسية على مدار ثلاثة أعوام.
أثبتت كل التجارب التراكمية السابقة، أن هذا النظام يزيد من الأعباء المادية للأسر المصرية ويزيد من انتشار الدروس الخصوصية. (خاصة مع الإبقاء على نفس المناهج).
أجمع الرافضون أن أحتساب درجات الصف الأول الثانوي من مجموع الدرجات التراكمية للثانوية أمر غير عادل وغير مقبول لأنه العام الأول للتطبيق والأوقع أن يحتسب العامين الأول والثاني الثانوي كأعوام للتدريب على النظام وتقييم مدى تطبيقه كنظام نهائي للثانوية العامة.
قلق شديد من تطبيق الامتحانات بنظام( open book)
حيث أنه من المعروف عنها أنها تعتمد على الفهم الدقيق والتحليل والاستنتاج وهو ما لم يعتاده الطلاب طوال السنوات السابقة ولا يدعمه المناهج.
كما تحتاج هذه الامتحانات لوقت أطول. استنكار شديد من عدم تدريب المعلمين على هذا النظام الجديد من حيث الشرح والتعامل الإلكتروني مع المناهج والاكتفاء بمجرد تدريبهم على كيفية التسجيل على بنك المعرفة.
وأضافت أنه لا يوجد أي رد يشرح موقف أبناء مصر الطلاب بالخارج من حيث عدم توافر بنك المعرفة للقائمين خارج مصر.
واقترحت زاهر مقترحات وتوصيات حملة تمرد على المناهج التعليمية.
تؤكد أن الاستفتاء لم يشمل جميع المقترحات التي صدر بشأنها تصريحات أو نشر بشأنها أخبار تنفي تطبيقها أو تستبعدها من التطبيق والتي من أهمها:
أعمال السنة_المشاريع والأبحاث_إلغاء مكتب التنسيق_درجات الالتزام بالحضور_إلغاء القسمين العلمي والأدبي.
نود أن نؤكد أننا لسنا ضد التطوير أبدًا بل نحن أول من طالب به، وقد كان من أهم أسباب إنشاء جروب تمرد على المناهج التعليمية، لكننا نرفض مقترحات نؤكد مدى صعوبة أو استحالة تطبيقها حاليًا من واقع معايشتنا اليومية مع أبنائنا.
كما نؤكد أن الهدف الأول لطرح أسباب الرفض والمخاوف هو ثقتنا بأنها ستأخذ بعين الاعتبار والاهتمام والعمل على إيجاد حلول مثالية أو إرجاء التطبيق لحين القضاء على أسباب جميع المخاوف.
ونؤكد أن من أهم عوامل نجاح أي نظام أن تتضافر القوى البشرية وتستعد وتؤهل لتطبيقة وهو ما لم يتحقق حتى الآن للأسف فجميع عناصر المنظومة التعليمية البشرية مازالت غير مؤهله لتطبيق هذا النظام والواقع أن الأمر يحتاج لمزيد من الوقت والجهد والتأهيل.
ولهذا وبالرغم من تقديرنا لمحاولات البدء الجاد في التطوير إلا أننا لا نجد من الصحيح أبدًا الإسراع في التطبيق دون إعداد جيد لأن الفشل سيكون حاجز ضخم يمنع تكرار أي محاولات اخرى للتطوير.
ونعلن أننا نؤيد وبشدة اتجاه الوزارة للتطوير من المراحل الأولى ونجدها الأفضل على الإطلاق.
حمل ثقيل
وقالت هايدي سامى طالبة بالصف الثاني الثانوي: يعتبر هذا النظام حمل ثقيل على كاهل طالب الثانوية العامة، ففي ذلك توتر كبير للأسرة المصرية فشدة الأعصاب سوف يكون ثلاثة سنوات متتالية وذلك يشكل عبء كبير.
يُعطي فرصة أخرى للطالب
ولكن شجعت إنجي سامي الصف الثالث الثانوي نظام الثانوية الجديد، قائلة: إن العبء سوف يقسم على ثلاث سنوات وأن الذي أخفق فى سنة سيعوض ذلك في السنتين الباقيين.
كما سيدفع الطالب على المذاكرة والتأسيس بعيد عن الاستهتار، وأن نظام الكتاب المفتوح سيتيح للطالب الاطلاع أكثر والاستفادة.
توتر ثلاث سنوات
وقالت نانسي سامي طالبة بالصف الأول الثانوي إنها تشفق على من سيطبق عليه النظام الجديد لما فيه من قلق يديم ثلاث سنوات.
ورفضت يوستينا أيمن طالبة بثالثة إعدادي هذا النظام وقالت : إنه سوف يضعنا في توتر لثلاث سنوات وذلك يجعلنا نفقد حماسنا للمذاكرة ويجعلنا في حال يرثى لها وسوف يزيد الأعباء المادية على الأسرة.
يزيد عبء الأسرة المصرية
قال نبيل حلمي مدرس رياضيات، إن مقترح الثانوية العامة تطبيقة صعب على الطلاب والبيت المصري إذا تواجد أكثر من طالب في الأسرة الواحدة في مرحلة الثانوي وال٤٠٪ التي تخضع لقدرات الطالب يجب أن تخضع لبعض الاعتبارت حتى تدار بشكل صحيح.
المناخ التعليمي غير مؤهل
وقال محمد المفتي أستاذ المناهح وعميد كلية التربية جامعة عين شمس سابقا، إن هذا النظام سيضع المصري في ضغوط اقتصادية وعصبية لمدة ثلاث سنوات، إضافة إلى أن الطالب سيحرم من الجانب الترفيهي ويصبح هناك كساد في السياحة الداخلية وسوف يتأثر الكثير من الجوانب والأمور في هذا المجال.
وأضاف أنه تم تطبيق هذا النظام بالفعل من قبل و تقسيم الثانوية العامة على سنتين ولكن هذا النظام قد فشل ولم يحقق النتائج المرجوه فنحن بهذا النظام الجديد لم نستفيد من أخطاءنا السابقة بل على العكس نكررها.
واتفقت الدكتورة نادية جمال الدين أستاذ أصول التربية بجامعة القاهرة، أن الجمهور المستهدف ليس لديه أي تفاصيل دقيقة عن هذا النظام وليس له أي دراية عن التصريحات التي يطلقها الوزير ولا آليات تطبيق هذا النظام وكيفية تطبيقه، فيجب أن يخضع لمناقشة علانية يستطيع كل طرف من الجمهور المستهدف من النظام الجديد لطرح وجهه نظره للاستفادة.
وأضافت أن المناخ التعليمي بمصر غير مؤهل لهذا النظام ولم يتم تجريبة قبل تطبيقة على أبنائنا من الطلاب من المفروض أن أي نظام يطبق يخضع أولا إلى دراسة علمية تربوية للنظام وكيفية تطبيقة فليست كل الأنظمة تجوز لكل مناخ تربوي تعليمي.