قال البابا تواضروس في كلمته بجناز مثلث الرحمات الانبا فام: إن الموت هو اصدق حقيقة على وجه الأرض، فالانسان يعيش على الارض في ظلام، ولكن الموت هو الحقيقة التى تقف امامه ويتعجب.
وليس الموت فقط هو الحقيقة، ولكن هناك السماء اروع حقيقة، التى تنتظر كل انسان بار عاش على الارض، فماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم وخسر نفسه.
لذلك نحن نعيش على الارض باقدامنا ونتطلع للسماء، لذلك وجدت الصلاة، لكى يصير له مكان ويوجد في حضرة الابرار والصديقين .
واذا كانت السماء هى اروع حقيقة ننتظرها فيجب ان نستعد، فالعمر المنقضى في الملاهى يضيع حقيقة السماء، ويفرح بتراب الارض وينسى السماء.
لذلك عندما نجتمع لنودع حبيب للسماء فنتذكر الحياة الابدية.
ففى الحياة الرهبانية والانبا فام راهب من دير الانبا بيشوى، فانه اصبح ميتا على العالم، فاذا كنا نودع الانبا فام اليوم فهو ودعه منذ زمن، فالراهب يموت عن الاهواء.
والموت حافز للقاء المفرح فى السماء.
الانبا فام بدأ حياته في اسرة مباركة وتعلم تعليما جيدا وعمل في الهندسة والبترول، وبعد تخرجه بعشرة اعوام ترهب بدير الانبا بيشوى، ثم رسم اسقفا لايبارشية طما وتعرض فى بدايته لازمة ولكنه تخطاها، واستمر اسقفا على ايبارشبة طما لمدة 37 عام.
تقابلت معه في الدير كثيرا وكان محبا للتسبيح، كان هادئا في كل شيء مع الكهنة والشعب، واتذكر انى زرت ايبارشية طما ورايت خدمته الصالحة، وحمل في نهاية حياته صليب المرض، والعناية الالهية اختارته ليسكن في السماء.
باسم الجميع نطلب ان يعطينا التعزية، والشكر لمحافظ سوهاج أيمن عبد المنعم على مشاركته وهو معروف بمحبته بين اساقفة سوهاج، ونشكر اعضاء مجلس الشعب، والشكر للانبا انجيليوس والانبا انطونى، والشكر للكل الاطباء الذين قاموا بعلاج الانبا فام.
وفي النهاية سوف يذهب الجثمان الى الايبارشية لزفه للمكان الذى يسكن فيه.