جاءت كلمت قداسة البابا تواضروس الثاني التي ألقاها باجتماع الأربعاء الأسبوعي مساء أمس بكنيسة السيدة العذراء والقديس الأنبا بيشوي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، بعنوان “أين هي ثمـــــاركم؟” وجاء فيها:
باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. تحل علينا نعمته وبركته من الآن وإلى الأبد آمين
“زي ما تعودنا في فترة الصوم المقدس أننا بناخد إنجيل في يوم من الأيام عبر الصوم المقدس في أسابيع الصوم وبنشوف السؤال اللي ممكن توجه كلمة الله للإنسان أحياناً يكون السؤال واضحا ًومباشراً وأحياناً السؤال بيبقى بصورة تلميحيه لكن في أحياناً أخرى تكون فقرة الكتاب المقدس نفسها هي صورة أو إجابة على السؤال المطروح النهاردة هنقرأ إنجيل القداس يوم السبت للأسبوع الرابع اللي هو السبت اللي جاي.
أقرأ إليكم جزء من إنجيل معلمنا متى (33:21)
33 «اِسْمَعُوا مَثَلاً آخَرَ: كَانَ إِنْسَانٌ رَبُّ بَيْتٍ غَرَسَ كَرْمًا، وَأَحَاطَهُ بِسِيَاجٍ، وَحَفَرَ فِيهِ مَعْصَرَةً، وَبَنَى بُرْجًا، وَسَلَّمَهُ إِلَى كَرَّامِينَ وَسَافَرَ.
34 وَلَمَّا قَرُبَ وَقْتُ الأَثْمَارِ أَرْسَلَ عَبِيدَهُ إِلَى الْكَرَّامِينَ لِيَأْخُذَ أَثْمَارَهُ.
35 فَأَخَذَ الْكَرَّامُونَ عَبِيدَهُ وَجَلَدُوا بَعْضًا وَقَتَلُوا بَعْضًا وَرَجَمُوا بَعْضًا.
36 ثُمَّ أَرْسَلَ أَيْضًا عَبِيدًا آخَرِينَ أَكْثَرَ مِنَ الأَوَّلِينَ، فَفَعَلُوا بِهِمْ كَذلِكَ.
37 فَأَخِيرًا أَرْسَلَ إِلَيْهِمُ ابْنَهُ قَائِلاً: يَهَابُونَ ابْنِي!
38 وَأَمَّا الْكَرَّامُونَ فَلَمَّا رَأَوْا الابْنَ قَالُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ: هذَا هُوَ الْوَارِثُ! هَلُمُّوا نَقْتُلْهُ وَنَأْخُذْ مِيرَاثَهُ!
39 فَأَخَذُوهُ وَأَخْرَجُوهُ خَارِجَ الْكَرْمِ وَقَتَلُوهُ.
40 فَمَتَى جَاءَ صَاحِبُ الْكَرْمِ، مَاذَا يَفْعَلُ بِأُولَئِكَ الْكَرَّامِينَ؟»
41 قَالُوا لَهُ: «أُولئِكَ الأَرْدِيَاءُ يُهْلِكُهُمْ هَلاَكًا رَدِيًّا، وَيُسَلِّمُ الْكَرْمَ إِلَى كَرَّامِينَ آخَرِينَ يُعْطُونَهُ الأَثْمَارَ فِي أَوْقَاتِهَا».
42 قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ؟ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا!
43 لِذلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ.
44 وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ، وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ!».
45 وَلَمَّا سَمِعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ أَمْثَالَهُ، عَرَفُوا أَنَّهُ تَكَلَّمَ عَلَيْهِمْ.
46 وَإِذْ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يُمْسِكُوهُ، خَافُوا مِنَ الْجُمُوعِ، لأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ مِثْلَ نَبِيٍّ. والمجد لله دائمًا.
هذا الجزء اللي سمعناه هو سؤال لكل واحد فينا بقول “أين هي اثمارك”
“فين الثمر بتاعك، الفقرة الإنجيلية بتقدم لنا صورة مهمة من خلال مثال هذا المثل نسميه مثل الكرامين والمثل عبارة عن قصة وهذه القصة يأتي من ورائها فائدة روحية وتعليم يصل للجميع بيشرح للجميع في واحد عنده كرم غرس للجميع والكرم اللي هو حديقة العنب ويحتاج مجهود في العمل وعمل حواليه كل شيء غرس الكرم والكنيسة هي غرس الرب وعمل الكرم وأحاطه بسياج ليحميه من الثعالب، والكنيسة أيضا تحت الحماية الخاصة لله ومش كدة وبس يقولنا حفر فيه معصرة يعني يطلع العنب هنا ويتعصر هنا وبنى برجاً اللي هو التعبير أن الكنيسة فيها نظام ووصايا وفيها طقوس وعبادة والعبادة تقدم بشكل جميل ولو شفتوا حديقة العنب كدة لما تبقى معموله في أي مكان بيكون شكلها جميل وترى عناقيد العنب وهي تتدلى تعبير عن الحيوية والخصوبة والكرم اللى عمله هذا الرجل في المثل عمل له كل شيء الله صنع لنا كل شئ وقدم لنا كل شئ وينتظر من الانسان ان يكون له ثمر بعت ناس يحصدوا الثمر الناس اللى راحوا دول يقول لنا الكتاب أنهم ” فَأَخَذَ الْكَرَّامُونَ عَبِيدَهُ وَجَلَدُوا بَعْضًا وَقَتَلُوا بَعْضًا وَرَجَمُوا بَعْضًا”، فارسل عبيد آخرين فعمل فيهم نفس العمل ولم يقيموا الثمر بعد كده أرسل ابنه وقال كده في نص الكتاب ” َأَخِيرًا أَرْسَلَ إِلَيْهِمُ ابْنَهُ قَائِلاً: يَهَابُونَ ابْنِي!” وبردة مفيش ثمر
المثل في رمزه الكتابي يرمز إلى حقيقة الأمة اليهودية وكيف أنها كانت أمة تعيش في العناد والتذمر لكن احنا يهمنا أن ننظر في الفقرة الإنجيلية ونطبقها على أنفسنا لنستفيد بها روحياَ داود النبي في المزمور يقول ” جَعَلْتَ سُرُورًا فِي قَلْبِي أَعْظَمَ مِنْ سُرُورِهِمْ إِذْ كَثُرَتْ حِنْطَتُهُمْ وَخَمْرُهُمْ. ”
يعني من نعم الله الكثيرة يقول أدتنى فرح أكثر من الناس اللى زرعت عندهم القمح والزيت ودى مفردات الحياة في المجتمع اليهودي القديم وده كان يعبر عن الثراء انت يارب ادتني في حياتي فرح وسرور أكثر من الناس اللي عندهم هذه العطايا المجانية اللي قدمتها ويجى السؤال قدامك ياترى حياتك فيها ثمر؟
ياترى شجرة حياتك بتثمر من سنة لسنة ونبدء ناخذ المثل بطريقة تفصيلية علشان كل واحد يأخذ الفائدة الروحية علشان يقدر يطبقه في حياته . الركن الأول محبة السيد لكرمه بصورة تفوق العقل
الله يحبك بصورة تفوق العقل ليس على مستوى الفرد فقط ولكن على مستوى الجموع يمكن لو كل واحد نظر إلى نفسه يقدر يطلع نعم الله يقدمها له كل صباح على المستوى الفردي في نعم كثيرة جدا يمكن احنا في صلاة الشكر بنعبر عنها بتعبير لطيف “نشكرك لأنك سترتنا وأعنتنا وحفظتنا وادتنا الصحة والقوة” وكمان من النعم الكبيرة نعمة المكان اللي أنت بتعيش فيه فمثلا احنا في بلادنا بنعيش في جو معتدل مقارنة بدول أخرى وبنسمع عن دول درجات الحرارة فيها بتنزل تحت الصفر وصحيح بلادنا فيها شتاء وصيف لكن إلى حد ما معتدل، ونشعر أن بلادنا محفوظة من كوارث الطبيعة مثلا فيضانات من الزلازل من البراكين في بعض بلاد لقوا فيها البراكين من وقت للتاني يثور فيطلع من الوقت للتاني الحمم بتاعته فتحرق القرى المجاورة وتنتهى حياتهم، نشكر الله عندنا طبيعة هادئة، مثل الشمس فمثلا أهل كندا معندهمش شمس اللي بتطلع لنا طاقة، أنا مش بعدد النعم لكن بقف عند محبة الله الفائقة للإنسان.
الله بيحبك حتى لو خاطي وبتزعله ومحبة الله لشخصك وينتظر منك توبتك حاجه مهمة جدا ومحبته الفائقة هي التي جعلته يعمل في هذا الكرم ويعمل له كل احتياجاته ويعطيه الصدقات الطيبة أو يعطيك الأسرة الهادئة كل هذه نعم بس الإنسان فيه ضعف غريب أنه لا يشعر بالنعمة إلا لو حرم منها تصور كدة يمنعوا عنك الهواء لمدة ثواني تقول ياه مفيش نفس نعيش في نعم كثيرةد ولذلك يجب على الانسان أن يتعلم الشكر ويقدر قيمة النعمة .
الركن الثاني : هؤلاء الكرامين لم يقدموا ثمراً
وده يرمز في العهد القديم لأنبياء كثيرين كان يقدموا النصيحة عبر الأجيال لكن للأسف هؤلاء العبيد الأردياء لم يقدموا ثمراً بل ارتكبوا أخطاء علشان كده هؤلاء الكرامين سببوا الألم والطرد لعبيد جم يأخذوا الثمر، وفي الآخر قتلوا ابن صاحب الكرم وطبعا المثل بيشرح لنا هذا الصورة ….، وهؤلاء الكرامين عاشوا بلا ثمر، أوعى حياتك ميبقاش فيها ثمر وكمان فيها شر حياتك تبقى جدباء، والسؤال يتكرر تاني هل في ثمر تقدر تقدمه وتفرح به ربنا ؟؟.
الركن الثالث : أن “يسلم الكرم لكرامين غيرهم ليأخذ الثمار
يسلم الكرم لكرامين غيرهم ليأخذ الثمار في حينه ياخد النعم ويعطيها لآخرين
الخلاصة أحترس من الحياة التي بلا ثمر طيب إيه الثمر اللي ممكن نقدمه وفي رسالة غلاطية الإصلاح الخامس بنقدم بعض الثمر “محبة وفرح وسلام وطول أناه صلاح إيمان تعفف ولطف ”
وثمر وعمل الروح القدس فيك علشان كده لازم تراجع نفسك يعني مثلا لو إنسان غاوب نكد أو تعب او تذمر أو غضوب أو إنسان معندوش التعفف وغائب عنه روح الوداعة ومعندوش اللطف وكل ده مطلوب منك كانسان يعمل فيه الروح القدس” رسالة أفسس (4: 1-5) أسألكم أنا الأسير في الرب أن تسلكوا كما يحق للدعوة التي دعيتم إليها، بكل تواضع القلب والوداعة وطول الأناة، محتملين بعضكم بعضا بالمحبة، مسرعين إلى حفظ وحدانية الروح برباط الصلح الكامل”
وكل يوم بنصليها لنتذكرها هل عندك فضيلة الاحتمال وفي شخص في نطاق أسرته وخدمته لايحتمل وهل الكلمة اللي هقولها والخبر والموضع اللي هتكلم فيه هل يوحدهم ولا يفرقهم وده اللي خلى الكتاب يعلمنا أن كثرة الكلام تجيب معصية وقول الحق بروح الحق وبالطريقة الصالحة مسرعين إلى حفظ وحدانية الروح برباط الصلح الكامل وكل هذا ينطبق على الأسرة والمجتمع .
ومثال لذلك ثمرة الرحمة ثمرة القلب الرحيم هل عينيك وقلبك رحيم ونصلى طوبى للرحماء على المساكين. وتوجد فضيلة أخرى وهي الشكر نشكر على كل حال ومن أجل كل حال وفية كل حال.
ويوم الأحد الماضي كان أحد الابن الضال رجع وكان فرح سبب فرح لأبيه ولكن كان في انسان متذمر ورفض أن يدخل لما فالوله كان ميتا وعاش ذلك الأخ الذي لم يفرح برجوع اخوه هل ياترى الشكر دايماً حاضر وياك ولا بتذمر ورافض حياتك او متذمر في مواقف الحياة المختلفة، وكلمة الثمر تتكرر في هذا المثل 4 مرات وتذكرنا بإشارة الصليب ولو جالك المسيح وسألك هل عندك أثمار تفرح المسيح وفي الحقول وفي بعض الحقول اللى بتزرع الفواكه تلاقي الفلاحين وهما يجمعوا الثمر تلاقيهم فرحانين …لقد وضع المسيح بذور كثيرة وهو الآن ينتظر منك الثمر .
هل في حياتك من ضمن الثمار علاقاتك الجيدة في شخص صدامي وفى شخص غضوب وفى شخص قلبة متسع، هل عندك علاقات طيبة وبولس الرسول بيقول “يا أولادي الذين أتمخض بكم إلى أن يتصور المسيح فيكم ” هل عندك ثمر ؟
“أنت أيها الإنسان نعمة الروح القدس والمعمودية وممارسة الأسرار كلها ثم وسائط النعمة اللى نعيش بها واليوم يقولك فين الثمر وكل ما تكبر المفترض تكون حياتك أكثر قرباً للسماء وستقف قدام لمسيح ويقول اعطني ثمر هتقوله معنديش غير تراب، وفي نهاية المثل بيقول “إِنَّ مَلَكُوتَ اللهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ”، ونعمة العهد الجديد هي ثمر لنا والمسيح ينتظر أثمارنا هل ستقدم أم ستكون يدك فارغة؟
الثمر على مستوى الفرد في الفضائل وعلى مستوى الكنائس تقدم ثمر أيضاً إشغل نفسك الأحد الجاي هو أحد النص يعني نص الصيام قد مضى ولو مكنتش واخد بالك من فضلك أنتبه لقد صار اليهود بلا كنيسة وينتظر الله من كل كنيسة ثمار لذا يا اخواتي الأحباء اجتهدوا أن يكون عندكم ثمر المسيح عندما يسألكم أين هو ثمارك التي تفرحني أقعد بينك وبين نفسك واقرأ الإنجيل تاني وراجع نفسك وأعرف هل حياتك فيها ثمر وأعرف اللي بيعيقك وايه اللي بيخلى مفيش ثمر وايه اللي بيخلي في ضعفات وأقف قدام ربنا وقوله أوعدك من النهاردة حياتي يكون فيها ثمار تفرح قلبك وتفرح الكنيسة، لألهنا كل المجد والكرامة من الأن وإلى الابد أمين.