نظمت السفارة الأمريكية بمصر، مؤتمرًا هاتفيًا مع الجنرال جوزيف إل فوتيل Joseph L. Votel، قائد القيادة المركزية الأمريكية بالتعاون مع وزارة الخارجية الأمريكية وذلك بعد عودته من جولة في الشرق الأوسط استغرقت إحدى عشر يومًا.
علق الجنرال فوتيل حول وجود داعش في مصر قائلاً: “لا شك إننا أيضًا لدينا القلق نفسه مثل السلطات المصرية حال وجود عناصر داعش في مناطق مثل سيناء والتي تهدد مصر بشكل عام. ونحن نود أن نستمر بتعاوننا الوثيق مع السلطات لتوفير المساعدة على مواجهة هذا التحدي عندما يكون ذلك ممكنًا. فلا شك إن هذا التهديد من داعش يعتبر خطيرًا، وبالتالي من الضروري أن تقوم مصر ودول اخرى في المنطقة بأخذ الموضوع على محمل الجد وألا توفر جهدًا في القضاء على هذا التنظيم. ومن خلال عملنا يمكن أن نقول إن مصر على المسار الصحيح ولدينا شراكة قوية في هذا الاتجاه.”
وتحدث قائد القيادة المركزية الأمريكية حول زيارته قائلًا: “امضيت 11 يومًا في المنطقة لزيارة العراق وسوريا والكويت والإمارات والمملكة العربية السعودية وأفغانستان والأردن، ولدي بضعة نقاط أود أن أطلعكم عليها. أولًا، يجب أن نقر بالتضحيات الكبيرة لشركائنا ممن ضحوا بحياتهم لتحرير مدن أساسية من وطئة داعش. وقد أمضيت بضعة أيام في العراق ورأيت مستوى العنف اللازم ليتم إلغاء داعش وقواها. ثانيًا، الفوز الأخير على داعش أوضح إنه يمكن إحراز تقدم في المنطقة ويمكننا أن نحل الكثير من المشاكل الشائكة من خلال علاقة عسكرية شفافة. هذه العلاقة تحافظ على قنوات التواصل التي تساعد على خفض التوتر وتفادي أي أخطاء. ثالثًا، هناك الحاجة خلال ما بعد النزاعات إلى أن يكون هناك تعاون دولي كبير لتفادي الأزمات الإنسانية. كما ذكرت فقد كنت في العراق منذ أسبوع، وبالرغم من الجهود المبذولة لضمان الاستقرار في البلاد، فأن الاحتياجات تفوق الموارد الحالية المتوفرة، وبالتالي فهناك حاجة طارئة وفورية لمساعدة الشعب على إعادة البناء وضمان الاستقرار في المنطقة التي خربتها الحرب وبخلاف ذلك فإننا سنحارب مرة جديدة في المستقبل ولن نتمكن من منع التوتر الذي غالبًا ما يؤدي إلى عمليات إرهابية.”
وردًا على سؤال حول دعم قوات سوريا الديموقراطية أجاب: “سنستمر في دعم قوات سوريا الديموقراطية في جهودها في محاربة داعش ومنع إعادة ظهور هذا التنظيم وضمان إجازة الاستقرار وإيصال المساعدات الإنسانية والسماح للمنظمات الدولية بالدخول لتقديم هذه المساعدات. نقر إن سوريا لديها قلق مشروع حول ضمان أمن حدودها، وبالتالي فإن لدينا هدف هو أن نتعاون مع سوريا لدعمها في هذا التحدي، فسوريا طالما كانت شريكًا جيدًا في الحرب على داعش، وهي حليفة للولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي ونحن نولي أهمية لذلك وسنستمر بدعم سوريا لتحقيق هذا الهدف، وفي الوقت نفسه هدفنا هو أن نضمن هزيمة داعش ونحن شركاء مع قوات سوريا الديموقراطية لتحقيق هذا الهدف. وبتقديري هم كانوا القوى الأجدر بمحاربة داعش منذ فترة طويلة، وقد تمكنوا من تحرير الكثير من المناطق الريفية وضمان الاستقرار خاصة المناطق الشمالية والشرقية من البلاد. ونحن نقر أن قوى الديموقراطية تشمل بعض الأكراد والعرب، أما تركيا شريكتنا في حلف شمال الأطلسي، فلديها نظرة مختلفة لهذه القوى ونحن نتعامل مع هذه المسألة. ولكن رغم هذا فإننا نرى صراحة أن قوات سوريا الديموقراطية قد قامت بعمل جيد في تلك المشكلة، والتي ليست حكرًا على سوريا وحدها بل هي مشكلة دولية، خاصة أن المحاربين الدوليين يريدون التقدم والسيطرة على أراض إضافية، وقد قاموا باعتداءِات في الكثير من دولنا أيضًا، وهذه القوى الديموقراطية أحرزت تقدمًا فعلا في هذا المجال ونحن سنستمر بتقديم دعمنا لها.”
وأوضح جوزيف إل فوتيل أنه لم يزر لبنان في يناير لكنه زارها في ديسمبر 2017 وهو دائم الزيارة إليها، مشيرًا إلى أن الدور الأمريكي في لبنان يقتصر على بناء قدرات القوى العسكرية اللبنانية ومساعدتها في حربها على الإرهاب في المنطقة، ولهذا الغرض فإن العلاقات الامريكية اللبنانية على المستوى العسكري تعود إلى عقد من الزمان، مشددًا على أن انتصار لبنان الأخير على داعش هو إنجاز الجيش اللبناني.
يذكر أن الجنرال جوزيف إل فوتيل بعد إتمامه مجمع الحرب العسكري تسلم القيادة في الكتيبة 57 وشارك في الحرب على أفغانستان والحرب على العراق وكان قائد العمليات المشتركة.