عقد منتدى القادة، الذي انطلق اليوم الثلاثاء من إمارة أبوظبي بمشاركة دولية، عدة جلسات، وكانت الجلسة الأولى من المنتدى قد بدأت تحت عنوان”قيادة الثورة الصناعية الرابعة وتحقيق رؤية الإمارات 2071″ بكلمة مبارك الشامسي، مدير عام مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني .
و أكد الشامسي في بداية كلمته، الحرص على افتتاح منتدى القادة بكلمة مسجلة للشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي.
وأوضح إلى أن الدورة الرابعة من ” أسبوع التعليم التقني والابتكار2018 تقام تحت شعار” الابتكار في التعليم التقني: سبيلنا لقيادة الثورة الصناعية الرابعة ” ..
ووجه الشكر للشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي لرعاية هذا المؤتمر الذي يأتي ترجمةً لتنفيذ توجيهات القيادة الرشيدة بضرورة استمرار الجهود واستحداث الوسائل التي تمكن الشباب من الابتكار باعتباره عنصراً رئيساً في تحقيق الخطة الاستراتيجية للدولة2021 ورؤية أبوظبي 2030 متطلعين أن يكون هذا الاسبوع فرصة ثمينة للشباب للالتقاء بنخبة من خبراء القطاع الصناعي للتعرف على المشروعات الحالية والمستقبلية ومسارات التعليم التقني والمهني والفرص الوظيفية المتخصصة التي تنتظرهم في المستقبل.
وقال الشامسي إن التحديات التي أفرزتها وستفرزها الثورة الصناعية الرابعة تتطلب نقلة نوعية جديدة في منظومة التعليم بالدولة قادرة على صناعة الكفاءات الوطنية ذات السمات المهنية والشخصية لتمكينها من تلبية متطلبات الحاضر والمستقبل خصوصا مع ازدياد تحديات مجتمع المعرفة والتطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي وانترنت الأشياء والبيانات الضخمة الذي سيكون لها أبلغ الأثر في اختفاء كثير من المهن مستقبلاً وإلى حدوث تحولات كبيرة في خارطة التوظيف
وكانت دراسة قد سبق و قامت بها مؤسسة ماكنزي في يوليو 2016 قد أشارت لما يقارب 800 مهنة في سوق العمل الأمريكي إلى أن أكثر المهن المعرضة لخطر الأتمتة واستخدام الروبوتات تكمن في القطاع الصناعي بنسبة 59 بالمائة وقطاع الخدمات الغذائي بنسبة 73 بالمائة وتجارة التجزئة بنسبة 53 بالمائة وقطاع الضيافة والفندقة بنسبة 73 بالمائة حيث تشهد تلك القطاعات تقدمًا ملحوظًا على المستوى التقني والتكنولوجي مما يعرض هذه المهن لخطر الأتمتة بنسب كبيرة الأمر الذي يتطلب الاهتمام بالتعليم التقني والمهني أسوة بالتجارب المتميزة في الدول الصناعية مثل كوريا الجنوبية وسنغافورة وسويسرا وألمانيا للاستفادة من تجاربها الرائدة والناجحة في هذا المجال.
وأضاف ان تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي حول مستقبل الوظائف في العالم يشير إلى أن الروبوتات ستحل محل 5 ملايين وظيفة بحلول عام 2020 وفقدان أكثر من 7 ملايين وظيفة بسبب الطفرة التكنولوجية وقد توقعت إحدى الدراسات التي قامت بها جامعة أوكسفورد بعنوان «مستقبل التوظيف» أنه ستختفي نحو 50 بالمائة من الوظائف خلال العقود الأربعة أو الخمسة القادمة كما يؤكد البنك الاسيوي للتنمية في دراسة أجراها عام 2014 أن من أهم الاستراتيجيات التي ممكن استخدامها في تشجيع الابتكار في التعليم هو تعميق مشاركة أصحاب العمل والذي لا يمكن تحقيقه الا من خلال توسيع رقعة التعليم التقني والمهني بصفته القادر على تحقيق ذلك من خلال مناهجه التي تُوازن بين العلوم التطبيقية والعلوم الاجتماعية والإنسانية ومتطلبات سوق العمل.
وأكد مبارك الشامسي أن الثورة الصناعية الرابعة ستفرض واقعاً جديداً لا محالة تقضي بموجبها على الملايين من الوظائف التقليدية الحالية مثل وظائف السائقين الذين ستحل مكانهم السيارات ذاتية القيادة والعمال ذوي المهارات المنخفضة الذين ستحل الروبوتات بديلاً عنهم الامر الذي يتطلب مزيداً من الاهتمام في التعليم المهني والتقني بصفته القادر على الاستجابة لمتطلبات سوق العمل ودوره الفاعل في تطوير مهارات الشباب لتمكينهم من العمل في القطاعات الحيوية مما يساهم في تحقيق اقتصاد وطني تنافسي قائم على المعرفة والابتكار والتطبيقات التكنولوجية المستقبلية التي تدمج التقنيات المادية والرقمية والحيوية معربا عن أمله في أن يساهم هذا المنتدى في تحقيق مزيداً من المواءمة بين قطاع التعليم والتدريب التقني والمهني ومتطلبات الثورة الصناعية الرابعة.
من جهته قال عدنان أمين مدير عام الوكالة الدولية للطاقة المتجددة “إرينا” ان الإمارات نجحت في جعل مهارات التعليم المهني أساس وضرورة لأحداث التطوير الصناعي لتلبية احتياجات الحاضر والمستقبل لافتا الى أن التعليم التقني هو السبيل نحو قيادة السباب للثورة الصناعية كما أنه ضرورة لمواجهة تحديات الاقتصاد العالمي كما أكد على أن الامارات حققت بالفعل الكثير من التقدم المنشود حيث جاءت الإنطلاقة من رؤية القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان
كما أشاد عدنان أمين بجهود القيادة الرشيدة في مجالات الطاقة النورية التي باتت اساسية لتوفير الحياة الأفضل في العالم مؤكدا على أن التعليم التقني هو السبيل لضمان الوظائف للملايين في قطاعات الطاقة المتجددة.