– نشكر الله لأنه أعطانا هذه الفرصة وهذه النعمة أن نعيش عصر الاستشهاد.
– نحتفل بهؤلاء الشهداء الذين كانت فرحتهم أعظم من أن يعبر عنها باللسان.
– فرح عظيم في السماء بهؤلاء الشهداء.
– نحن على استعداد للاستشهاد لكي نفرح.
هكذا امتلأت كلمة نيافة الأنبا صليب أسقف إيبارشية ميت غمر؛ والتي ألقاها أثناء عظة قداس ذكرى الأربعين لشهداء كنيسة مارمينا بحلوان، الذي أُقيم صباح اليوم في دير الأنبا برسوم العريان بالمعصرة، بكل المعاني الروحية والتضحية من أجل الإيمان بالمسيح الذي أحبنا، حيث جاء فيها:
“باسم الأب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين. تحل علينا نعمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور آمين.
من أعماق قلوبنا نقدم كل الشكر والتمجيد لربنا يسوع المسيح الذي أعطانا هذه البركة والفرصة التي بها نجتمع حول هذه الذبيحة من أجل أن ننال فرح التعزية، لكي ما نحتفل بهؤلاء الشهداء الذين كانت فرحتهم أعظم من أن يعبر عنها باللسان، وأنقل لحضراتكم مشاركة وأبوة ومحبة صاحب القداسة والغبطة البابا المعظم الأنبا تواضروس الثاني وكذلك آبائنا أعضاء المجمع المقدس المطارنة والأساقفة وكذلك حضرة صاحب النيافة الحبر الجليل أسقفنا الجليل جزيل الاحترام الأنبا بسنتي أسقف حلوان والمعصرة، ومشاركة وحضور صاحب النيافة الأنبا بطرس وصاحب النيافة الأنبا إسحاق لكي ما تكون هنالك مشاركة لا أقول في التعزية مشاركة بل في الفرح، لأن ما نراه الآن فرحًا في الكنيسة المجاهدة ممتدًا إلى الفرح الذي في الكنيسة المنتصرة.
منذ أربعين يومًا زفت كنيستنا المجاهدة إلى السماء هذه الأنفس التي كانت في الكنيسة مستعدة للقاء عريسها ولكن الإرهاب الخطير الذي قصد بلادنا الحبيبة ونحن بقوة إلهنا مثلث الأقانيم، الأب والابن والروح القدس، سنعيش في وحدة واحدة من أجل بلادنا مصر.
نتأمل سوياً في أربع كلمات أرى أننا في أشد الاحتياج أن نعيشهم حينما نحتفل بهذه الذكرى العطرة الطيبة فـ:
الكلمة الأولى: انتقاء
الكلمة الثانية: لقاء
الكلمة الثالثة: هناء
الكلمة الرابعة: بقاء
فالكلمة الأولى: انتقاء
أولًا كلمة انتقاء تعني أن الله ينتقى النفس المستعدة لأنه يريد للكل أن يخلص فهو الداعي الكل إلى الخلاص، الله ينتقي كل نفس ترجو أن تلتقي به ولا شك أن السماء تفرح بهذه النفس التي تشتاق وتجاهد لتلتقي به ولنا هنا مثال تعلمناه من آبائنا الذين تتلمذنا على أيديهم هو أنه: كما يلتقط البستاني الثمرة ذات الطعم الطيب والوردة ذات الرائحة الطيبة، هكذا ينتقى الله هذه النفس من وسط جموع كثيرة فهو يختار أنسب وقت لخلاص هذه النفس.
الكلمة الثانية: لقاء
لا شك أن هؤلاء الشهداء كان لقاؤهم عظيم وفرحهم لا ينطق به حينما تخلصوا من الأرضيات وصاروا في سماء المجد، لا شك أنه كان فرح عظيم في السماء بهؤلاء الشهداء فاستقبلهم كل الشهداء الذين سبقوهم في هذا المكان فرح لا ينطق به.
لقاء لا أتخيل صورة ومنظر هذا اللقاء حينما التقى هؤلاء الشهداء بكل صفوف الشهداء الذين كانوا ومروا في كنيستنا منذ العصور الأولى، ونحن نشكر الله لأنه أعطانا هذه الفرصة وهذه النعمة أن نعيش عصر الاستشهاد وأن نعيش في كنيسة دائمًا تقدم أبناءها وتشهد بالإيمان كما يليق ويسفكوا دمائهم حبًّا في الملك المسيح وحبًّا في الإيمان وثباتًا فيه؛ لقاء عظيم وفرح عظيم لا ينطق به حينما استُقبل هؤلاء الشهداء.
الكلمة الثالثة: هناء
نحن نغبط أنفس هؤلاء الذين استشهدوا، أهنئكم يا أحبائي الذين تخلصتم من الأرضيات بسماء المجد نهنئكم بهذا الفرح الذي جعلنا كلنا نجتمع في هذه أو ما قبل ونحن على استعداد للاستشهاد لكي نفرح هذا الفرح ونلحق بهؤلاء الذين اختارهم الله وصاروا في سماء المجد بالفرح الأعظم، وهنا نتذكر ما تمتع به لعازر الفقير حينما صعد إلى السماء.
رابعًا: بقاء
مما لا شك فيه يا أحبائي أن كل نفس وكل شخص استشهد له أثر وذكرى مع كل منا ونحن نعيش على كل هذه الذكريات الطيبة التي عشناها مع هؤلاء ونتعزى بها.
كانت الكنيسة تحتفل بالأمس بعيد القديس الأنبا بولا أول السواح، آلاف السنين والكنيسة تحتفل بهذا القديس وهكذا كل الشهداء والقديسين، كما يعلمنا الكتاب انظروا إلى نهاية سيرتهم وتمثلوا بإيمانهم فكل ما يحدث هو إعلان للإيمان الحقيقي وثبات لكنيستنا، فكل ما نراه الآن هو إعلان محبتنا ليسوع المسيح فكما أحبنا نحبه كل منا بقدر استطاعته.
كل الشكر لكل الحاضرين وفي المقدمة نقدم كل الشكر للرئيس المبجل عبد الفتاح السيسي ونطلب له من الله نعمة ومساندة لكي يتقدم في طريق السلام، وكل الشكر لقادة البلاد من الشرطة والأمن، والمشاركين وكل واحد من الحضور باسمه، ونصلي لأجل نياح هؤلاء الذين استشهدوا في أحضان آبائنا القديسين إبراهيم وإسحاق ويعقوب الشهداء
الشهيد وديع القمص مرقس
الشهيد عماد عبد الشهيد
الشهيدة صفاء عبد الشهيد
الشهيد إيفلين شكر الله
الشهيد وجيه إسحاق
الشهيد روماني شاكر
الشهيد عاطف شاكر
الشهيدة نيرمين صادق
كما نطلب من كل قلوبنا نعمة الشفاء ويد الله القوية لكي ما تشفي كل المصابين وعن أسر الشهداء نقدم خالص الشكل لكل السادة الحاضرين.
الله يعطي نعمة ويبارك بلادنا مصر ويحفظها في سلام ومحبة
لإلهنا كل المجد والكرامة من الآن وإلى الأبد آمين.”