تعد الأديرة المصرية شاهدا على العصور التى مرت بها مصر منذ أن دخلت المسيحية إليها وحتى الآن، فلم تخل أى محافظة من دير تشتهر به وكان مقصدا للسياحة الدينية ،لكن محافظة سوهاج وحدها وخاصة مدينة أخميم تقع فيها العديد من الأديرة الأثرية ،
وعن دير الشهيد الأنبا بسادة الأسقف قال القمص بسادة صليب راعي دير الأنبا بسادة بقرية الاحاوية بسوهاج: يقع دير القديس “الأنبا بسادة” بالضفة الشرقية للنيل بقرية “نجع الدير” ، ويبعد الدير 18كم جنوب اخميم والكنيسة هى المبنى الوحيد المتبقى من الدير القديم ،كما انها اقدم كنائس اخميم وترجع الى القرن السابع وبها هيكل رئيسى نصف دائرى وان الهيكل القديم كان ثلاثى الحنيات وبالحجرة جسد الشهيد الانبا بسادة بالحجرة الداخلية المعمودية .. كما يوجد الى جوار الجسد جسد اولاد اخته باخوم وضالوشام ، وقد تم بناء الدير على النظام الباخومي أي الشركة الرهبانية كأغلب أديرة أخميم , ويوجد بالكنيسة خمسة هياكل، الهيكل الرئيسي على اسم القديس “الأنبا بسادة”، والهيكل الثاني على اسم “السيدة العذراء مريم”، والهيكل الثالث على اسم الشهيد العظيم “مارجرجس”، والهيكل الرابع على اسم رئيس الملائكة “ميخائيل”، والهيكل الخامس على أسم الشهيدة دميانة
وأضاف: فى الخورس الاول المغطى بقبو بجوار الداخل يوجد لقان مربع داخل الحائط القبلى , كما ان الدير يحكى عن الظلم والقسوة التى تعامل بها دقلديانوس الطاغى مع اولاد المسيح , ومدخل الدهليز المؤدى الى مدفن الشهيد الانبا بسادة , ومدخل الدهليز لا يزيد إرتفاعه عن متر واحد يؤدى الى غرفة صغيرة بها مزار الشهيد كما أنها تضم زخائر “رفات ” الشهيدين أنبا باخوم وأخته ضالوشام وبالخورس الاخير قرب مدخل الكنيسة يوجد اللقان وهو منحوت فى الحجر ومثبت فى حائط الكنيسة , وكنيسة الانبا بسادة قائمة داخل أسوار الدير فى الجهه الشرقية منه ويعرف هذا الدير لدى أهالى المنطقة بدير الشايب ويمكن الدخول اليه من مدينة أخميم الطريق الشرقى المؤدى الى نجع حمادى.
كما أضاف: يوجد بالدير من الجهة الشرقية لمذبح الملاك ميخائيل بئر اثرية وهى كانت سابقا عبارة عن جوخى من الماء فى عصر الاضطهاد ،وأن هذا الحوض كان يغسل فيه سيوف شهداء المنطقة ، وكان كل من يأخد من ماء هذا الحوض , كان يبرا من أى مرض وكان يشفى كثيرا من الاوجاع والامراض ثم أصبح ماء هذه البئر بركة لمن يشرب منه أو يغتسل به أو يلمسه وأصبحت البئر بما فيها من مياه سبب بركة وشفاء لكل من يأخذ منها علي مر العصور إلي يومنا هذا بشفاعة الملاك ميخائيل والقديس الشهيد الأنبا بسادة الأسقف من شفاء أمراض وإخراج الأرواح الشريرة وحماية أولاده وأن ماء هذه البئر من يغتسل به بايمان ويطلب نسلا صالحا من الرب بشفاعة القديس الانبا بسادة يعطيه الرب سؤل قلبه.
وقال: في مدخل الدير توجد شجرة النبق الشهيرة والتي بسببها حزن الأنبا يوساب الأبح علي أولئك الشمامسة الذين أكلوا منها أثناء القداس, ولم يتقدموا إلي التناول, وقال “فلتسوس ثمارها”, ومنذ ذلك الحين (حوالي 200سنة) وحتي الآن تخرج ثمرا ولكنه يسوس لتشهد للتاريخ علي قداسة الأنبا يوساب وطاعة الشجرة له.
“انظروا إلى نهاية سيرتهم فتمثلوا بإيمانهم” (عب7:13) , تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بتذكار عيد استشهاد القديس الانبا بساده أسقف ابصاي بنجع الدير ايبارشية أخميم وساقلتة – جرجا، سوهاج، فى 27كيهك , عن سيرة القديس الأنبا بسادة ….. قال القمص بسادة صليب رئيس دير الأنبا بسادة بساقلته بسوهاج :أنه فى اليوم السابع والعشون من شهر كيهك المبارك استشهاد الانبا بساده أسقف ابصاي…في مثل هذا اليوم من سنة 20 للشهداء (304م) استشهد القديس العظيم الانبا بساده أسقف أبصاي .
وأضاف القمص بسادة: ولد هذا القديس بمدينة أبصاي بصعيد مصر ، من ابوين مسيحيين كانا يعملان بالفلاحة ورعاية الاغنام فربياه في مخافة الله وعلماه الكتب المقدسة فلما كبر بساده عمل مع والده في رعاية الاغنام ، واثناء ذالك كان يردد المزامير، وكان يواظب علي قراءة الكتاب المقدس والصوم و النسك .وفي شبابه كشف الله له في رؤيا ما سيحل بالكنيسة علي يد دقلديانوس عندما يصير ملكا , رسمه الاسقف شماسا ، ولما راي فيه القلب الامين في محبتة لله ، الغيور علي خلاص كل نفس ، اوصي بسيامته اسقفا يخلفه .
موضحا أنه بعد نياحة الاسقف اجمع الشعب علي رسامته ، فحقق لهم البابا البطريرك رغبتهم ورسمه ,فازداد نسكا وعبادة واتضاعا ، فوهبه الله موهبة صنع المعجزات ومواهب اخري , استخدمها في رعاية الشعب وقيادتهم في طريق القداسة و التوبة واحتمال التجارب .
وأوضح , أنه بعد ان كفر دقلديانوس بالايمان ارسل الي اريانوس والي انصنا رسالة يبلغه فيها ان يعرض علي الانبا بساده عبادة الاوثان ، فاذا قبل يجعاله كبير كهنة الوثان , واذا لم يقبل فليس امامة سوي الموت .
وقال:وعند وصول الرسالة اوفد اريانوس مندوبا عنه لاستدعاء القديس عند ذلك طلب القديس مهلة لمدة يوم واحد جمع فيه الكهنة والشعب وصلي معهم القداس الالهي وقربهم من الاسرار المقدسة واوصاهم كثيرا بالثبات علي الايمان المستقيم… ولما انتهي من القداس كان وجهه يضي بلمعان ساطع ملا قلوبهم سكينة وعزاء , فودعهم وخرج من الكنيسة بملابس المزبح البيضاء , ولما ساله الشماس عن سبب ارتدائه الملابس البيضاء ,اجابه ” انا ذاهب الي حفل ، وقد عشت سنوات كثيرة اقدم المسيح ذبيحة وها انا اقدم نفسي ذبيحة له ” تقابل القديس مع اريانوس الذي ابلغه رسالة الامبراطور فرفض التبخير للاوثان , عندئذ امر بطرحه في سجن مظلم لمدة عشرة ايام دون طعام .ظنا انه يموت من الجوع والرائحة الكريهة, وبعد ان اخرجوه عرض عليه عبادة الاوثان فرفض ايضا ، فامر الوالي بسجنة خمسة ايام ثم ستة ايام وبعد ان اكمل واحدا وعشرين يوما بدون طعام ، راه الوالي واذا وجهه مشرق كمن هو قادم من وليمة.. فقال له الولي العلهم كانوا ياتوك بما تقتات به فاجابة القديس ” مكتوب في الكتب المقدسة انه ليس بالخبز وحده يحيا الانسان… فامر الوالي بقطع راسه, ولما صلي تقدم للجنود فقطعوا راسه فنال اكليل الشهادة ، وجسده موجود حتي الان في ديره الذي يبعد عن اخميم بنحو خمسة وعشرين كيلومتر جنوبا .. بركة صلواته فلتكن معنا آمين .