فى زيارة رسمية للقاهرة قام بها رئيس الوزراء الاثيوبى هايلى ماريام دسالين على رأس وفد أثيوبى رفيع المستوى يشمل وزير الخارجية، فى أطار أعمال اللجنة المشتركة بين البلدين التى كان من المقرر أن تعقد فى منتصف ديسمبر الماضى وتاجلت إلى يناير الحالي.
وكان هناك اتصالات مكثفة تمت حتى اللحظات الاخيرة من زيارة رئيس الوزراء الاثيوبى، وذلك للاتفاق على امكانية التوصل الى صيغة توافقية لانهاء الخلاف القائم حول الدراسات الفنية المتعلقة بسد النهضة وسرعة انجاز القضايا الملحة المتعلقة بتخزين المياه فى بحيرة السد، ومن جانبها اكدت مصر انها لاتزال متمسكة بطرح البنك الدولى وسيطا فى المفاوضات الفنية خاصة ان الخلاف القائم حاليا تعذر حله لهذا لجات مصر الى اقتراح تدخل البنك الدولى بعد تباعد وجهات النظر بين الدول الثلاث.
وتم خلال الاسبوع الماضى عقد عدد من الاجتماعات بين الجهات المعنية بادارة ملف سد النهضة لتقدير الموقف النهائى، وماتم التوصل له والخروج بعدد من التوصيات التى تم اقتراحها من قبل الادارة السياسية على رئيس الوزراء الاثيوبى خلال زيارته
من جانبه أشار السفير محمد ادريس مساعد وزير الخارجية للشئون الافريقية، جاءت زيارة رئيس الوزراء الاثيوبى للقاهرة من منطلق رئاسة اعمال اللجنة العليا المشتركة بين مصر واثيوبيا وهى سوف تعقد خلال هذه الدورة السادسة على مستوى رئاسة الرئيس السيسي ورئيس الوزراء الاثيوبى للمرة الاولى منذ ن اتفقت قيادتا الدولتين على ترفيع مستوى اللجنة الوزارية المشتركة الى المستوى الرئاسي عام 2015 خلال زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي الى اديس ابابا، واضاف “أدريس” شهدت اعمال اللجنة التباحث حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية فى المجالات الاقتصادية والاجتماعية والفنية بالاضافة الى المشاورات السياسية حول تطورات الاوضاع الاقليمية والدولية، وتم توقيع عدد من مذكرات التفاهم للتعاون المشترك
أكد السفير عاصم مجاهد مساعد وزير الخارجية سابقا على اهمية زيارة رئيس وزراء اثيوبيا الى القاهرة والتى جاءت فى توقيت حساس فى وجود حالة الشد والجذب والتوتر بين البلدين املا ان تتمثل الزيارة فى الوصول الى نقطة اتفاق بشان سد النهضة، الى جانب تاكيد مصر الى ايجاد ارضية توافق مع الجانب السودانى استمرا للنهج التى تتبعه مصر التعاون من أجل المصالحة المشتركة وتبادل المنافع وتقليل الضرر.
أضاف أن حل الخلاف حول تخزين المياه فى بحيرة سد النهضة هو نقطة انطلاق اى تعاون فى ملفات اخرى بين القاهرة واديس ابابا، مؤكدا ايضا على حرص القاهرة على دفع سبل التعاون الاقتصادى والاستثمارى فى اطار مواقفها الثابتة بالتعاون مع دول حوض النيل وفقا لمبادئ الاستخدام العادل والمنصف للمياه مع عدم الضرر لدول المصب، كما أن السلم والامن فى منطقة القرن الافريقى ومكافحة الارهاب فى القارة كان من بين ملفات المباحثات والتشاور بين الرئيس عبد الفتاح السيسي وديسالين فضلا عن توحيد الرؤى لدعم الامن فى جنوب السودان والملفين الاريترى والصومالى.
كما أكد مجاهد أن المبادرة التى طرحتها القاهرة على اديس ابابا والخرطوم لا تزال قائمة وتم مناقشتها خلال زيارة رئيس الوزراء، لافتا الى أن الباب لم يغلق حتى يتبدد قلق مصر من نقص مياه النيل وأن مسار التفاوض بشان السد وغيره من موضوعات العلاقات الثنائية مستمر، ولم يتوقف مؤكدا ان مصر تنظر لاشقائها فى القارة الافريقية على انهم شركاء فى التنمية والتواصل من أجل الاستفادة بالعلاقات الطيبة بين الجميع، مضيفا أن مصر لاتميل الى استخدام العنف بل تلجا الى فتح قنوات الحوار مع كافة الدول على حد سواء.