آبائي، أبنائي، بناتي…
كل عام و أنتم بخير …
نعمة لكم وسلام من الله الأزلي الذي في ملْ الزمان تجسّد من الروح القدس وتأنّس من العذراء مريم.
هذه الليلة مباركة دون أي ليلة، وليس لها مثيل، لذا الروح القدس أيقظ سمعان الشيخ ليذهب إلى الهيكل ليرى مُشتَهَى الأمم (حجّي2: 7) مع أمه لتنفيذ الناموس. ولما رأي سمعان الشيخ الطفلَ يسوع حمله على ذراعيه و فتح فاه قائلاً: ” الآن تطلق عبدك يا سيدي حسب قولك بسلام، لأن عينـيّ قد أبصرتا خلاصك” (لوقا 2: 29).
في هذه الليلة تمم الله الخطوة الأولى من عمله لفداء البشرية من الهلاك الأبدي لتنال الحياة والخلود. و لأن البشرية لا تستطيع أن تعمل شيئاً، ” إذ الجميع أخطاوا و أعوزهم مجد الله “(رومية3: 23).بدأ الرب بعمل الخلاص لأن الله طيب وحنون يغفر الخطايا و يمحو الآثام “(اشعياء 43: 25)، و يُعيد البشرية المؤمنة بعمله الخلاصي العجيب لكي يقبلها في السماء لتحيا إلى الأبد، وهذا تم أيضاً بالصليب المجيد إذ رأينا الحب الحقيقي من إله المجد الذي بذل ابنه الحبيب من أجلنا؛ لنكون معه في سماء الخلود التي فتحها لنا نحن المؤمنين بعمله الخلاصي العجيب.
فالبشرية كانت هالكة و لكن محبة الله غيّرت طريق الهلاك الذي سقطت فيه البشرية لتذهب إلى الحياة الأبدية السعيدة. محبة الله جعلت الابن الكلمة يتجسد من الروح القدس ويتأنّس من القديسة مريم العذراء. لذا السماء هلّلت قائلة المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام و بالناس المسرة ” (لوقا 2: 14)، لذا يقول الرسول بولس: “عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد” (1تي 3: 16) . ويقول الرسول يوحنا: “في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله” (يوحنا1: 1)، و”الكلمة صار جسدًا وحلّ بيننا ورأينا مجدَه مجدًا كما لوحيدٍ من الآب مملوءاً نعمة و حقاً ” (يو1 : 14).
نشكره لأجل حبه الحقيقي الذي ظهر في تجسده و فدائه لنا و قيامته المقدسة التي أعطتنا الخلود.
و كل عام و أنتم بخير ،،،
الأنبا أثناسيوس
أسقف بنــي مزار والبهنسا