قداسة البابا تواضروس الثاني: ثلاثة تأملات روحية نتذكرها في عيد الغطاس المجيد
الإسكندرية : نيفين كميل
ترأس قداسة البابا تواضروس الثاني مساء اليوم قداس لقان عيد الغطاس المجيد بالكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية، وشارك في الصلاة أصحاب النيافة الأنبا باڤلي الأسقف العام لكنائس قطاع المنتزه والمشرف على الشباب بالإسكندرية والأنبا إيلاريون الأسقف العام لكنائس غرب الإسكندرية والقمص رويس مرقس وكيل البطريركية والقس إبرام أميل سكرتير مجلس الأباء الكاهنة بالإسكندرية والقس أنجيلوس اسحق والقس أمونيوس عادل سكرتير قداسته والآباء الكهنة بالكاتدرائية.
وقال قداسته إن اللقان هي كلمة يونانية معنها الحوض، حيث كان يوجد أحواض لمياه اللقان في الكنيسة القديمة وكانت هذه الأحواض تنحت في الأرض من الرخام، أما الآن فمياه اللقان توضع في أحواض مصنوعة من المعدن أو من خامات أخرى. والقداس اسمه صلاة تقديس المياه. وتتم صلاة قداس اللقان ثلاثة مرات في السنة في ثلاثة مناسبات وهي عيد الغطاس وخميس العهد وعيد الرسل وتقرأ الألحان والقراءات والصلوات الخاصة بصلاة اللقان ويوضع الصليب نفسه في الماء ليصير الماء مقدسًا.
وقال قداسة البابا، إن هذه المياه بعد أن تتم الصلوات عليها يمكن أن يحتفظ بها طوال العام ومتاح استخدامها بكل شكل لأنه يتم تقدسها بالصلاة وتصير فيها قوة الصلاة الداخلية غير المنظورة. وهذه المياه بخبرة الأجيال السابقة والمؤمنين يكون لها دور وفعالية كبيرة في حياة الإنسان في هدوء الإنسان وفي شفاء أمراضه الجسدية والنفسية وطرد الأفكار الشريرة عنه. ويجب أن يحتفظ بها داخل كل بيت. وقال قداسة البابا احتفظ بمياه اللقان في بيتك وفي عملك أوفي المكان الذي تعيش فيه. ويتم رش هذه المياه في تلك الأماكن أو يحتفظ بها داخل زجاجات.
وأضاف قداسة البابا أن قداس اللقان هو قداس معروف في كل كنائس العالم. ويتم في صلاة قداس اللقان التي تبدأ بصلاة الشكر صلاة للمرضى و للمسافرين والراقدين وللأرض والزرع والحصاد والقرابين والموعوظين وصلاة لرئيس الأرض، ثم يتم صلاة الطلبات.
وصلاة لقان عيد الغطاس هو تذكار لعماد السيد المسيح له المجد في الأردن من يوحنا المعمدان وبعد أن تتنهي الصلاة على الماء المقدس يتم رشم كل الآباء والشمامسة ثم بقيه الشعب من الحضور بالماء المقدس.
واستهل قداسة البابا عظته بقوله أن عيد الغطاس هو العيد الذي يتوسط اربعة اعياد، قبله عيدان هو عيد الميلاد وعيد الختان وبعده عيدان هو عرس قانا الجليل ودخول السيد المسيح الهيكل. وأضاف قداسة البابا أن قداس صلاة لقان الغطاس هي الصلاة الوحيدة التي تأتي ليلا في الصلوات، حيث أن لقان خميس العهد ولقان عياد الرسل تكون الصلوات فيهم صلوات صباحية وقال قداسة البابا انه يسبق صوم للأحتفال بعيد الغطاس المجيد ويسمي برامون الغطاس ويعني الأستعداد بالصوم لأستقبال العيد و هنا الأستعداد يكون استعداد الروحي وهذا العام يأتي العيد يوم جمعة ويسبقه صيام يومان برامون الربعاء والخميس ونري في العيد ثلاثة مشاهد وتأملات روحية.
المشهد الأول هو يوم عماد السيد المسيح له المجد وهو مشهد هام جدا بالكتاب المقدس وحياتنا ايضا وكيف بدأت رحلة السيد المسيح علي الأرض، حيث بدأ السيد المسيح له المجد خدمته بالعماد المقدس وكان على يد يوحنا المعمدان، وكيف قال يوحنا المعمدان عن السيد المسيح اسمح أن نكمل كل بر وفي رقه بالغة قام يوحنا المعمدان بعماد السيد المسيح وهنا سمع صوت من السماء وهو الروح القدس الذي ظهر على شكل حمامة وسمع صوت يقول هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت.
وترمز الحمامة هنا إلى حلول الروح القدس ويظهر لنا ايضا ايمانا بالثالوث نؤمن بإيمان واحد هذا الواحد الذي نؤمن به هو الله، والله هو المحبة المحبة العاملة بداخل كل واحد فينا، فعندما نقول الله محبه تكون محبه الله محبه متدفقه فينا فهو الأب المحب المحب لكل البشرية محبه الله تجاه الأنسان باختلف لونه وجنسه، لذلك عندما نمارس الأيمان نمارسه في سن مبكرًا جدًا.
والمشهد الثاني هو يوحنا المعمدان الذي جاء ثمرة لصلوات كثيرة مرفوعة من زكريا الكاهن وامه اليصابات في الوقت المناسب جاءت لها البشارة وانجبت يوحنا المعمدان الذي نسميه خاتم أنبياء العهد القديم. ويوحنا المعمدان ولد قبل السيد المسيح له المجد ب6 شهور وكان رحلا ناسكا زاهدًا في حياته ونادي البشرية بالإيمان وترك الخطية التي تجعل ضمير الإنسان دائما غائبا وجاء هنا صوت يوحنا المعمدان في قصته المشهورة ليقول الحق ويقبل أن تفصل راسه عن جسده وتنتهي حياته علي ان يعيش بلا رأس ويحيا بلا ضمير فاختار أن ينال الأستشهاد على أن يبيع ضميره في بداية كرازته جاء السيد المسيح وتعمد منه وهو الذي قال عن شخص السيد المسيح هوذا حمل الله الذي يرفع خطاياه العالم كله.
وهنا نقول أن السيد المسيح لم يأتي إلى جنس او شعب بل الي العالم كله هكذا احب الله العالم كله حتى بذل ابنه الوحيد
ويوحنا المعمدان نسميه السابق الذي سبق السيد المسيح في ميلاده، والصابغ لأنه من قام بعماد السيد المسيح، والصادق والشهيد لأنه لم يقبل أن يبيع ضميره، وهو صاحب الصوت الذي قال لا يحل لك ان تأخذ امراة ابيك.
والمشهد الثالث هو الماء الذي يعبر عن الحياة الحياة علي الأرض فاينما وجد الماء وجدت الحياة ولذلك الماء هو أغلى شيء في حياة الإنسان.
وكان الناس في الماضي يأخذون مياه اللقان وينزلون إلى نهر النيل في هذه المناسبة وذلك لتقديس مياه النهر بمياه اللقان لكي يحفظ الله بلادنا لذلك نحن نصلي من أجل كل المئسولين وكل من يحمل هم هذا الوطن فمصر لها مكانة كبيرة في التاريخ والحضارة وأن الله حفظها عن كل بقع الأرض فنصلي ان يحفظ الله الجميع، ويعطي الجميع حكمة من أجل مستقبل هذا الوطن ونصلي أن يحفظنا الله من اجل كنيستنا وصلواتها المرفوعة من أجل مصر والعالم كله.
>
>
>