قام البابا فرنسيس اليوم الخميس بزيارة مجاملة إلى رئيس جمهورية بنجلاديش السيد عبد الحميد في القصر الرئاسي، حيث التقى من ثم السلطات والمجتمع المدني والسلك الدبلوماسي.
ألقى البابا كلمة للمناسبة شكر فيها رئيس جمهورية بنجلاديش على كلمته الترحيبية، وقال إنه هنا على خطى سلفيه بولس السادس ويوحنا بولس الثاني ليصلي مع الإخوة والأخوات الكاثوليك ويقدم لهم رسالة محبة وتشجيع.
أضاف البابا أن بنجلاديش هي دولة فتية لكنها حظيت دائما بمكانة خاصة في قلب الباباوات الذين قد أعربوا منذ البدء عن التضامن مع شعبها، بهدف مرافقته لتخطي الصعوبات الأولية، وقد دعموه في المهمة المتطلبة في بناء البلد وتنميته.
أشار البابا فرنسيس إلى الجمال الطبيعي لهذا البلد، قائلا إن بنجلاديش تعمل بجهد من أجل بلوغ وحدة وثقافة في احترام مختلف التقاليد والجماعات التي تتدفق كجداول كثيرة وتعود لتُغني المجرى الكبير للحياة السياسية والاجتماعية للبلاد.
وأشار البابا فرنسيس إلى أنه في عالم اليوم، ما من جماعة، أمة أو دولة تستطيع أن تستمر في العيش وتتقدم وهي في عزلة. ولكوننا أعضاء في العائلة البشرية الواحدة، فنحن نحتاج إلى بعضنا البعض.
وأشار إلى أن الرئيس الشيخ مجيب الرحمن قد أدرك هذا المبدأ وسعى إلى إدراجه في الدستور الوطني. لقد تصوّر مجتمعًا حديثا، تعدديًا وشاملا، يتمكن فيه كل شخص وكل جماعة من العيش بحرية وسلام وأمان، في احترام الكرامة والمساواة في الحقوق للجميع.
وتابع البابا فرنسيس كلمته مشيرًا إلى أن مستقبل هذه الديمقراطية الفتية وصحة حياتها السياسية هما مرتبطان جوهريا بالأمانة لهذه الرؤية المؤسِّسة. كما وأشار البابا فرنسيس إلى أن الحوار الحقيقي ينظر إلى المستقبل ويبني الوحدة في خدمة الخير المشترك ويتنبّه لاحتياجات جميع المواطنين لاسيما الفقراء وجميع الذين لا صوت لهم.
قال البابا فرنسيس في كلمته إن روح السخاء والتضامن الذي يميز مجتمع بنغلاديش قد ظهر بوضوح خلال الأشهر الأخيرة في اندفاعه الإنساني لصالح اللاجئين المتدفقين بأعداد كبيرة من ولاية راخين، وذلك من خلال توفير ملجأ مؤقت والاحتياجات الأولية للحياة. وأشار إلى أن ما من أحد منا يستطيع عدم إدراك خطورة الوضع وظروف الحياة الصعبة للكثير من الإخوة والأخوات، ومعظمهم من النساء والأطفال، المكدسين في مخيمات اللاجئين. وأضاف الأب الأقدس أنه من الضروري أن تتخذ الجماعة الدولية إجراءات فعالة لمواجهة هذه الأزمة الخطيرة، ليس فقط من خلال العمل لحل المسائل السياسية التي أدت إلى هذا النزوح الكثيف للأشخاص، إنما أيضًا من خلال تقديم مساعدة مادية فورية لبنغلاديش في جهودها لتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة.
كما قال إن زيارته هي موجهة أولا إلى الجماعة الكاثوليكية في بنجلاديش، إلا أنه أشار إلى أهمية اللقاء المسكوني وما بين الأديان في “رامنا”، قائلا : سنصلي معا من أجل السلام وسنؤكد مجددا التزامنا بالعمل من أجل السلام
أضاف البابا فرنسيس أن الكاثوليك في بنغلاديش وبالرغم من قلة عددهم، يسعون للعب دور بنّاء في تنمية البلاد ولاسيما من خلال مدارسهم وعياداتهم ومستوصفاتهم،وأشار إلى أن الكنيسة تقدّر الحرية، والتي تتمتع بها الأمة كلها، في ممارسة إيمانها والقيام بأعمالها الخيرية ومن بينها أن تقدّم للشباب، الذين يمثلون مستقبل المجتمع، تربية جيدة وممارسة قيم أخلاقية وإنسانية سليمة وفي مدارسها، تسعى الكنيسة إلى تعزيز ثقافة اللقاء التي تجعل الطلاب قادرين على تحمّل مسؤوليتهم في حياة المجتمع.
أشار إلى أن الغالبية العظمى للطلاب والعديد من المعلمين في هذه المدارس ليسوا مسيحيين، وإنما من تقاليد دينية أخرى، وفي ختام كلمته إلى السلطات والمجتمع المدني والسلك الدبلوماسي في دكّا، قال البابا فرنسيس: كلي ثقة أنه وفقًا لنص وروح الدستور الوطني، ستستمر الجماعة الكاثوليكية في التمتع بالحرية في المضي قدما بهذه الأعمال الصالحة كعلامة لالتزامها من أجل الخير العام