خيمت حالة من الحزن والأسى على نفوسنا جمعياً نحن المصريين لما شهدته مدينة العريش يوم الجمعة الماضية من حادث إرهابي هو الأضخم من نوعه شهدته أرض الفيروز، حيث تم تفجير عبوة ناسفة لمسجد “الروضة” أثناء صلاة الجمعة ببئر العبد بشمال سيناء، وهاجر أيضاً المسلحون – وهم يحملون علم داعش وأسلحة نارية ثقيلة من بينها آر بي جي- المصلين من نوافذ المسجد وأطلقوا الرصاص عليهم في مجزرة جماعية بشعة, مما أسفر عن سقوط 305 شهيداً بينهم 27 طفلاً، فضلاً عن عدد من كبار السن والمسنين تجاوز عددهم الستين، و128 مصاباً طبقاً للبيانات الصادرة من مكتب النائب العام.
وتدين جمعية نهوض وتنمية المرأة وبشدة هذا الهجوم الإرهابي الغاشم الذي وقع بشمال سيناء، فما هو إلا خطوة من ضمن سلسلة الحلقات الإجرامية التي يقوم بها التكفيريون بشأن زعزعة واستقرار الأمن القومي المصري, متصورين أنهم بهذه الأعمال سوف يستطيعون إرهاب الدولة والشعب المصري الذي يثبت بمرور الوقت مدى قوته ومدى خسة الجماعات الإرهابية.
كما ترى أن اقتحام الإرهابيين لحرمة مسجد وتفجير عبوة ناسفة بمحيطه أثناء أداء الصلاة يؤكد مدى خسة الإرهابيين الذين لا دين لهم ولا ملة، وأن كافة المخططات التي يتم تنظيمها بشأن إسقاط بلادنا الحبيبة “مصر” لم ولن تنجح، فالمصريون في حب بلادهم يقدموا أرواحهم فداءً للوطن.
وتتقدم جمعية نهوض وتنمية المرأة بخالص العزاء لكافة أسر شهدائنا الأبرار وأطفالنا الأبرياء وتتمنى لهم الصبر والسلوان، كما تتمنى الشفاء العاجل والتام لكافة مصابي الوطن.
وعلى الجانب الآخر, لا ننكر نحن الجمعية قوة وبسالة أبطالنا في القوات المسلحة، والذين قاموا بضربة جوية بالتعاون مع أبناء سيناء ضد العناصر الإرهابية التي استهدفت المصليين بمسجد الروضة، مع مواصلة قوات إنفاذ القانون بملاحقة هؤلاء العناصر الإرهابية، وقيام القوات الجوية بالقضاء على عدد من البؤر التي تتخذها العناصر الإرهابية كقاعدة انطلاق لتنفيذ أعمالها الإجرامية والتي تضم كميات من الأسلحة والذخائر والمواد المتفجرة والاحتياجات الإدارية الخاصة بهم.
وإذ تقدر الجمعية هذه الخطوات التي اتخذها الجيش على عاتقه نحو مواجهة الإرهاب الآثم ومواصلة عملياته للثأر من مرتكبي الحادث، وحماية أبنائنا وأطفالنا من الشعب المصري، فهم أبطالنا وجنودنا البواسل الذين يضحون بكل غالٍ ونفيس لحمايتنا، ويضحون بأرواحهم وأعمارهم لحماية بلدهم وأرضهم.
وأخيراً تدعو جمعية نهوض وتنمية المرأة كل فئات الشعب المصري للالتفاف حول مؤسسات الدولة، خاصة الجيش والشرطة، للقضاء على المتربصين بأمن الوطن واستقراره واستئصال جذور الإرهاب وتحقيق القصاص بشكل حاسم وفوري لكل روح شهيد أزهقت ولكل دماء أريقت على أرضنا؛ فتطبيق العدالة هو ما سيردع هؤلاء الإرهابيين وسيعزز من حس الأمن لدى الشعب المصري, وأن تنعم مصرنا الغالية بالأمن والاستقرار