أكد وزير التنمية المحلية الدكتور هشام الشريف أهمية المتاحف في شرح تاريخ ونضال الشعب المصري على مدار التاريخ.
وطالب الشريف خلال زيارته لمتحف السويس الوطني بفتحه لزيارة طلاب المدارس بأسعار مخفضة طوال أيام الأسبوع من أجل نشر الثقافة التاريخية بين الطلاب، وتقديم جوائز للطلاب والمدارس التي تتميز في هذا المجال, وأعرب الشريف عن إعجابه الشديد بمقتنيات المتحف التي تعود لحقبة ما قبل الأسرات، واسمتع لشرح دينا فؤاد المشرفة على المتحف التي قدمت شرحاً وافياً عن المتحف وما يضمه من مقتنيات.
متحف السويس
وأوضح تقرير صادر عن وزارة التنمية المحلية, بأن متحف السويس القومي تحفة معمارية مهمة تحتضن آثار وتراث مصر ويؤرخ لحضارة تمتد إلى أكثر من 7 آلاف عام, هذا المتحف الذي أعيد افتتاحه في أغسطس 2015، يحكي قصة قناة السويس على مدار التاريخ والتي ترجع فكرة تشييدها إلى الدولة المصرية القديمة منذ أكثر من 4 آلاف عام وتحديداً في عصر الملك سنوسرت الثالث، وهي التي تم التفكير في حفرها حوالي 26 مرة على مدار التاريخ، والتي عرفت بأسماء عدة منها: كليزما.. القلزم, السويس قديماً وحديثاً.
وأضاف التقرير: من يتجول في القاعات السبع التي يحويها متحف السويس القومي والتي تؤرخ كل واحدة منها لحقبة زمنية ارتبطت بتاريخ القناة عبر العصور سيؤمن بأن قناة السويس ما هي إلا إبحار في أعماق التاريخ.
وقد أنشئ متحف السويس القومي في عام 2001، يعد متحفاً إقليمياً ثقافياً يحتضن تراث السويس وآثارها ويروي تاريخها الممتد عبر العصور، منذ عصر ما قبل التاريخ وعصر الفراعنة وحتى العصر الحديث، كما يحكي أحداث حفر قناة السويس منذ عصور الأسرات الأولى في عصر الفراعنة. وأشارالتقرير: يحكي قصة مدينة السويس الباسلة من عصور ما قبل التاريخ وحتى العصر الحديث، كما يضم عدداً من الوثائق والصور الزيتية لكل من الخديوي سعيد الذي أصدر مرسوماً بامتياز حفر قناة السويس في الفترة من 1859 في عهد الخديوي إسماعيل عام 1869، وقام الخديو إسماعيل بافتتاحها.
وأضاف التقرير: تضم القاعات كبار ملوك وحكام مصر والعربة الملكية التي استقلتها الملكة أوجيني ملكة فرنسا للمشاركة في حفل افتتاح قناة السويس عام 1869 في عهد الخديوي إسماعيل، والمحمل الذي كان يبدأ من السويس إلى الأراضي الحجازية حاملاً كسوة الكعبة، والسفينة التي شاركت في التجارة إلى بلاد بونت في عهد الملكة حتشبسوت ملكة مصر، في ذلك الوقت والتي تؤكد أن التجارة والموانئ موجودة منذ القدم بالسويس.
كما يضم المتحف ميدالية أثرية عليها وجه الفرنسي فرديناند دليسبس والعربة الملكية الخاصة بافتتاح القناة، إضافة إلى مجموعة من الميداليات البرونزية والذهبية التي صدرت بمناسبة افتتاح القناة ومجموعة الأوسمة والنياشين التي منحت عند الافتتاح.
حفائر تل القلزم
وكشف التقرير يضم المتحف لأول مرة عرضاً لقطع أثرية تم استخراجها من حفائر تل القلزم في الفترة من 1930-1932 والتي تؤرخ لفترة العصر البطلمي، حيث استخدم الموقع كقلعة تحصينية على مدخل القناة من ناحية السويس حالياً من بينها قطع نادرة تمثل المعتقدات الدينية لمجتمع القلزم وأدوات الزينة والحلي، وكذا محتويات المنزل في مجتمع القلزم مع عرض خاص لتطور صناعة المسارج وأدوات الإضاءة ضمن المكتشفات الأثرية لهذا التل, وبالمتحف أيضاً حديقة تضم حوضين مائيين تربطهما قناة، يوضع في الحوض الأكبر نموذج لسفينة من سفن الأسطول التجاري للملكة حتشبسوت بشكلها وحجمها الطبيعي.
حقب زمنية مختلفة
موضحاً أنه, بداخل المتحف يجد الزائر آثاراً تعود إلى الدولة المصرية القديمة، ففي حقبة ما قبل التاريخ من (5 آلاف – 3200 سنة قبل الميلاد)، يحوي المعرض قطعاً أثرية من الصحراء الشرقية وسيناء فيما قبل التاريخ، حيث تميزت الصحراء الشرقية وجبال البحر الأحمر وسيناء باحتوائها على كثير من الصخور والأحجار المهمة مثل الألباستر والشست والبرشيا والفيروز، استخدمها المصريون منذ العصر العتيق في صناعة الأواني والتمائم الخاصة بالطقوس الجنائزية، كما حوت معادن النحاس والرصاص والتي استخدمها المصريون في كثير من الأغراض المختلفة.
وأضاف التقرير: في الدولة القديمة (2700 – 2180 قبل الميلاد)، يحوي المتحف آثاراً من المنطقة الشرقية وبداية التجارة الخارجية في عصر الدولة القديمة، حيث تشير الأدلة الأثرية أن كلاً من الملك زوسر الأسرة الثالثة والملك سنفرو الأسرة الرابعة قد قاما بإرسال بعثات تجارية لجلب خشب الأرز من سوريا، كما أن الملك ساحو رع الأسرة الخامسة قام بإرسال حملات إلى آسيا وأقام قاعة هناك، وكذلك في عهد بيبي الأول، وكانت هناك علاقات تجارية مع الساحل الإفريقي وبلاد بونت لاستجلاب الأخشاب والبخور والصمغ، كما كانت هناك بعثات في سيناء وحملات تأديبية ضد البدو.
وأشارإلى أنه في الدولة الوسطى (2060 – 1785 قبل الميلاد)، كان هناك أقدم ميناء ربط بين البحر الأحمر والبحر المتوسط في الدولة الوسطى)، حيث أنشأ الملك سنوسرت الثالث قناة تمد الفرع البيولوزي إلى البحر الأحمر، لتسهيل إرسال البعثات التجارية إلى الساحل الإفريقي، وكذلك نقل المواد الخام من أخشاب وأحجار كريمة وصخور تُجلب من الساحل الفينيقي وجزر البحر المتوسط وسيناء.
وأضاف: أما في الدولة الحديثة (1560 – 1085 قبل الميلاد)، فقد شهدت السويس أكبر أسطول تجاري في البحر الأحمر في الدولة الحديثة، فقد ازدهرت الإمبراطورية وزاد النشاط التجاري بين مصر وجيرانها، وكان لها أسطول تجاري ينطلق من السويس القديمة وميناء وادي جواسيس على البحر الأحمر إلى بلاد بونت والساحل الإفريقي كما هو مدون على جدران معبد الدير البحري للملكة حتشبسوت، واستمر الأسطول المصري في عهد رمسيس الثاني في جلب احتياجات مصر من الأخشاب والصمغ والعطور وغيرها من بلاد بونت وجنوب بلاد العرب، كما كان الأسطول ينقل خام النحاس من مناجم النحاس في سيناء.
منوهاً أنه في العصر المتأخر ( 663 – 332 قبل الميلاد)، شهدت السويس زيادة النشاط التجاري وتجديد حفر قناة سنوسرت، حيث قام الملك نيكاو الثاني بتوسيع القناة التي كانت تربط بين النيل والبحر الأحمر وتعميقها، وأنشأ أسطولاً تجارياً وكانت له علاقات تجارية مع بلاد اليونان وبلاد بحر إيجه، ودار حول إفريقيا ثم استكمل بعده الملك دارا الأول مشروع القناة، فقد أقام دارا على مجرى القناة خمس لوحات تتحدث عن باه ولفت التقرير الانتباه إلى حفر القناة والقيام بأعمال لإعادة المواصلات البحرية بين مصر وبلاد فارس، وتعتبر هذه الشواهد الحجرية التي وصفها دارا تخليداً لذكرى هذا العمل الذي أراد به تنشيط التجارة عن طريق البحر الأحمر.
وأوضح التقرير,أن المعرض يأخذنا إلى العصر اليوناني الروماني ( 332 قبل الميلاد – 641 ميلادية)، حيث السويس وقناة تراجان، فقد اهتم البطالمة بسواحل مصر، وذلك لمعرفتهم بأهميتها، فأعادوا الملاحة في القناة التي حفرت إبان حكم الفراعنة (قناة سنوسرت)، وذلك في عهد بطليموس الثاني حيث تم توصيل النيل بالبحر الأحمر عن طريق قناة سميت بقناة البطالمة، وفي العصر الروماني أمر الإمبراطور «تراجان» بحفر قناة تخرج من النيل تتقابل مع قناة الملك «نيكاو»، وعرفت باسم قناة «تراجان».
وكشف التقرير عن عدد من الآثار المهمة التي يحويها في إحدى قاعاته، تلك التي تخص حقبة العصر الإسلامي (641 ميلادية)، والتي توضح السويس وطريق الحج قلعة عجرود، حيث ازدادت في هذه الحقبة أهمية القناة لاستخدامها في رحلات الحجاج القادمين من شمال إفريقيا ومصر كل عام، فمنها كان يخرج المحمل وموكب الحجيج إلى بيت الله الحرام في مكة المكرمة حاملاً كسوة الكعبة الشريفة التي كان يتم تصنيعها في القاهرة، ثم يتم التجمع في قلعة عجرود أولى محطات طريق الحجيج ثم يخرج المحمل السلطاني بالمعونات والأدوية للفقراء والأئمة والمؤذنين.
وأضاف التقرير: أنه وصولاً إلى العصر الحديث (1805 ميلادية)، تدون قاعة أخرى تاريخ كيف أصبحت السويس ميناء للتجارة العالمية، فبعد حفر قناة تربط بين البحر الأبيض والبحر الأحمر، غيرت هذه القناة تاريخ خريطة العالم وسميت قناة السويس، ففي عهد الخديوي سعيد تمكن المهندس الفرنسي فرديناند دليسبس من الحصول على مرسوم امتياز بحفر مشروع قناة السويس، واستكمل بعده الخديوي إسماعيل الذي افتتح القناة عام 1869 ميلادية.