افتتح قداسة البابا تواضروس الثاني، أمس الثلاثاء، سيمينار المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، و تحدث البابا في كلمته عن إيمان الكنيسة منذ العصر الرسولي، انطلاقا من عرض الأصحاح الخامس عشر من سفر أعمال الرسل، وأحداث مجمع أورشليم.
وذكر قداسته أنه كانت هناك إشكاليتين في ذلك التوقيت من العصر الرسولي، الأولي مشكلة تنظيمية، وظاهرها هو موضوع الأرامل، وحلها رسامة الشمامسة، لكن المشكلة الحقيقية كانت النظرة اليهودية للأمم وتنامي شعور عند اليهود المسيحيين، وهم اليهود الذين صاروا مسيحيين، بعدم قبول الأمم المسيحيين لأنهم ليسوا يهودًا أصليين.
وتابع البابا المشكلة الثانية تكمن في إصرار المسيحيين اليهود على تهويد المسيحيين الأمم، وبالأخص من جهة الختان والأعياد والأطعمة المحللة، هذا الخلاف كاد أن يؤدي إلى انقسام في الكنيسة، كنيسة أورشليم المتشددة، المتعصبة، المحافظة، الضيقة، المحددوة، المنغلقة، والتي ليست لها محبة للعالم. وكنيسة الأمم المنفتحة الحديثة التي بلا أصل وحدثت المباحثة بينهم.
وتابع البابا لكن أهم ما يميز هذا المجمع هو: “قد رأى الروح القدس”، وحدد أربعة نقاط وانتهى المجمع بنجاح، وأضاف لنا هنا عدة أمور، أولها أن كنيستنا القبطية هي كنيسة أم بين كل كنائس العالم، فهي كنيسة قديمة متواصلة تاريخية ولأنها أم فهي لا تهتز من أحد لأنها أم راسخة.
و لفت البابا أن الكنيسة المسيحية في العالم لمدة خمسة قرون كنيسة واحدة شرقًا وغربًا شمالًا وجنوبًا ولكن هناك اختلاف بين الإيمانيات والثقافات، جماعة التلاميذ كانوا جماعة واحدة ولكنها متنوعة والتنوع طريق للإبداع لأننا لسنا قوالب.
و أشار البابا أن السيد المسيح قبل التنوع في اختياراته تقابل مع المنبوذين والمثقفين والخطاة والأبرار ولم يتعامل مع فئة معينة بل مع كل النوعيات.
و أوضح البابا أن الكتاب المقدس واحد ولكن الأسفار متنوعة، عاموس كاتب كبير وإشعياء من بيت الملوك وكذلك موسى وإيليا ولوقا .. والأسفار متنوعة مثل أسفار سلسة وأسفار تحتاج إلي تفسير.