أشار تقرير صادر اليوم عن وزارة التنمية المحلية الى موقع قرية تونس على ضفاف بحيرة قارون، في القمة التي تنحدر على شاطىء البحيرةتبعد نحو 100 كيلومتر جنوب القاهرة، يتسم معمارها بطابع مميز، إذ إنها مصممة من الطين والقباب، وفيها عشرات المنازل على الطرازين الإيطالي والأوروبي.
أضاف التقرير : لم تكن البدايات تشي بما سيكون عليه حال القرية المصرية الصغيرة عندما أقامت سويسرية فتنها سحر المكان مدرسة لتعليم حرفة صناعة الفخار فيها قبل عشرات السنين.
كما أضاف: غير أن قرية تونس تحولت إلى مقصد سياحي شهير يتردد عليه الأجانب من الزائرين والمقيمين والمصريين من مختلف محافظات البلاد وأصبح لها مهرجان سنوي للخزف والفخار والحرف اليدوية.
أشار التقرير الى موقع القرية يعد أهم ما يميزها، فهي مبنية فوق تلة، قبلها وبعدها الأرض مستوية في نفس مستوى بحيرة قارون، وبذلك هيأت الطبيعة للناظر من القرية رؤية واسعة للعالم المحيط بها، حيث ينظر من مكان عال إلى المشهد المحيط، كما يشكل مزيج المياه والخضرة في القرية مشهدا طبيعيا خلابا.
أوضح التقرير, أنه بخلاف طبيعتها الريفية الجذابة اشتهرت القرية كمقصد سنوي لهواة المصنوعات اليدوية الذين يأتون من دول مختلفة لمشاهدة عملية تشكيل مثل هذه الأعمال وصنعها والمشاركة أيضا في صنع بعضها بأيديهم.
أشار التقرير الى الرؤية الحكومية لقرية تونس بأن هذه القرية تعد نموذج أمثل لما تريد وزارة التنمية المحلية أن تكون عليه باقى قرى الجمهورية، وهي أن تكون قرى منتجة ومبدعة، فهذه القرية خالية من البطالة وتكاد تكون خالية من الأمية أيضا، وفي خطة وزارة التنمية المحلية أن تنقل القرى إلى مرحلة الإبداع بحيث نبحث عما تتميز به كل قرى وما قد تبدع فيه وتقوم الدولة بدعمه.
خلال افتتاح مهرجان تونس للخزف والفخار والصناعات اليدوية 2017، اعتبر الدكتور هشام الشريف وزير التنمية المحلية، قرية تونس بمحافظة الفيوم، بانها نموذجا للقرية النموذجية التي تنتج وتبدع والتي نسعى لأن تكون عليها القرى المصرية التي تبلغ ٤٧٧٠ قرية.
أضاف الشريف: أن قرية تونس هي نموذج للقرية الخضراء التي تنتج وتبدع وتؤكد باستمرار تمسكها بالماضي وجذورها وتطلعها لمستقبل جديد.
وأشار الشريف، إلى اهتمام الوزارة بتنفيذ برنامج قرية منتجة ومصدره والذى يأتى على رأس برامج الوزارة التى تعمل على تحقيقها فى القري المصرية، وأن الحكومة تسعى لتوفير المناخ والإمكانيات ليكون المواطن في المدن والقرى هو الذي يقود التنمية في كافة المحافظات وتوفير حياة أفضل لكل المصريين، وتابع وزير التنمية المحلية، أن قرية تونس نجد فيها الفن والإبداع والتنسيق الحضاري بعيداً عن العشوائيات وأهل القرية ينتجوا الفن و الحرف التقليدية.
مضيفا”عاوزين نطلع فنانين ونستخرج فن غير تقليدي ووضع الفيوم علي خريطة السياحية الجاذبة التي تدر عائد مالي كبير، وأكد الشريف، أن قرية تونس تشتهر بصناعة الفخار والخزف، وفيها مدرسة لتعليم صناعة الفخار تحت اسم مدرسة الفخار، وفي القرية يوجد معارض كثيرة لمنتجات الفخار، مؤكدا أن الأمر لايتوقف عند صناعة الفخار فقط فهي مركز لكل الصناعات الديوية مثل صناعة النسيج اليدوي وصناعة السلال وغيرها.
أضاف وزير التنمية المحلية : تشتهر تونس بوجود عدد كبير من المراسم الفنية فيها وهي بمثابة متحف، حين تسير فيه تبهر بمدى الإبداع الذي يمكن أن تقع عينك عليها في هذه المراسم الصغيرة المنتشرة في كل أنحاء القرية.
فيما يتعلق بمتحف الكاريكاتير وصف تقرير التنمية المحلية أنه في مبنى ذو قبة طينية مميزة، ووسط مساحة خضراء، تحيطها أشجار عالية، تصطف لوحات الكاريكاتير التي نشرت في مختلف الصحف والإصدارات الخاصة في مصر، لتشكل أول متحف للكاريكاتير في العالم العربي، والذي افتتح في مارس 2009 بحضور محبي ورسامي الكاريكاتير.
أضاف التقرير: بأن الفكرة كانت لرسام الكاريكاتير المصري محمد عبلة، الذي يرى أن الكاريكاتير فن “مهضوم حقه”، رغم أنه وثيقة تاريخية تقدم صورة حية ومعبرة عن كل لحظة من لحظات تاريخنا. دفعه ذلك الوضع إلى جمع أقدم وأفضل ما رسم فنانو الكاريكاتير المصريين منذ عام 1927 إلى الآن، ليؤسس أول متحف لفن الكاريكاتير، لإنقاذ كنوز الكاريكاتير التي تعرضت وتتعرض للضياع والاندثار، وبذلك حقق عبلة حلم زهدي العدوي، رائد الكاريكاتير في مصر والمتوفى عام 1977.
أسس “عبلة” أيضا بالقرية، مركز الفيوم للفنون، وجمع فيه أكبر وأهم الفنانين التشكيليين على مستوى العالم، محاولة منه تقديم صورة حية للتفاعل بين الفنانين المصرين والأجانب، وأيضا لتكوين كوادر شابة من الفنانين المصرين تكون لديهم القدرة على بناء مشاريع فنية كبيرة.
أما فيما يتعلق بقرية تونس والمعمار البيئي أضاف التقرير:أن القرية قائمة على طراز المهندس حسن فتحي في عمارة الفقراء، واهتم سكان القرية الوافدين منذ البداية ببناء منازلهم على الطراز نفسه، ومكونات البيوت البيئية لها طبيعة خاصة توفر لسكانها عدم التأثر بدرجات الحرارة الخارجية، فهي تصنع من الحجارة والرمل والطين، وتزين جذوع النخل النوافذ وأسقف وأسطح المنازل علي هيئة قباب من الطوب اللبني، ويتميز البيت البيئي بتونس الفيوم بوجود سور خارجي به بوابة من الطوب اللبن تقودك إلي فناء مكشوف تحيط به غرف الدار من جميع الجهات.
موضحا أن طراز البيوت البيئية يساهم في حل مشكلة الغلاء في الخامات، وتوفير منزل ريفي بتكلفة اقتصادية منخفضة، سواء للأجانب أو أهالي الفيوم، تتوافر به عناصر الراحة والجمال والتميز، ليست بيوت القرية فقط هي المبنية على الطراز البيئي، بل تشتهر تونس أيضا بفنادقها البيئية مثل زاد المسافر، وسوبك، وظلال النخيل، ويعد زاد المسافر، الذي تأسس منذ تسع سنوات، أقدم فنادق القرية ويتكون من 24 غرفة.