تحدث هشام عوف وكيل مؤسسي الحزب العلماني المصري، في منشور كتبه على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي فايس بوك، عن أهمية هوية الدولة مشيرًا إلى أنها تؤثر على مركز المواطنين داخل، من خلال الهوية سيتم تحديد إذا كان لهم نفس الحقوق والواجبات أم سيتم معاملة بعضهم كمواطنين درجة ثانية. كما ستؤثر الهوية على الحقوق الثقافية، فهل– على سبيل المثال- يكون من حق غير المسلمين في دولة هويتها إسلامية الدعوة لدينهم وإنشاء منابر إعلامية ومدارس ودور عبادة، وبالنسبة للدولة العربية، هل سيكون من حق غير العرب تدريس لغتهم واستخدام لغتهم في المكاتبات واللافتات وحتى تسمية أبنائهم ومؤسساتهم بأسماء غير عربية.
لكن –والحديث مازال لـ”عوف”، الأهم هنا هي النظرة إلى الأمن القومي بمنظور الهوية، معطيًا مصر كمثال، متسائلًا هل مسائل الأمن القومي تقاس بمصلحة مصر فقط، أم بمنطق التضامن العربي، معطيًا أمثلة مثل حرب 76 والتي خاضتها مصر تضامنًا، وتطوير الهجوم في 73 الذي منّى مصر بخسائر فادحة تخفيفًا على سوريا بمنطق التضامن العربي، كما طرح مثال إرسال متطوعين لأفغانستان من منطق الهوية الإسلامية للدولة والتي كان نتيجها عودة هؤلاء المتطوعين لتنفيذ عماليات إهابية في مصر. وقال: “هل بنفس المنطق يجب أن نستعد لنكون “على القدس رايحين شهداء بالملايين”.
وطرح هشام عوف، في منشوره، فكرة الهوية المصرية الجامعة لكل الثقافات ولكل مكونات الشعب المصري بدون تعصب شريطة أن تكون منتمية للإنسانية ككل ومنفتحة على العالم.
وكان في منشور سابق –كتبه على حسابه الشخصي أيضًا- تحدث وكيل مؤسسي الحزب العلماني المصري عن فكرة هوية حداثية جامعة لكل الثقافات، تركز على ما الذي سيقوم به الجيل الحالي والأجيال المقبلة، لا ما قام به الآباء والأجداد، وهي هوية مبنية على حقوق والمواطنة وتستوعب كل أطياف الشعب.
وناقش عوف في ذات المنشور عن استدعاء الهوية المصرية القديمة في مقابل الهويتين الإسلامية والعربية، محذرًا من استدعائها لتكون نواة بذرة صراع مجتمعي ومشروع تقسيم مستقبلي، لأن الهوية العربية هي فكرة إقصائية للأعراق الغير عربية مثل الأكراد والأشوريين والأرمن والأقباط والنوبيين والأمازيغ وغيرهم، والهوية الإسلامين فكرة إقصائية لغير المسلمين وللمسلمين من غير المذهب الرسمي.
وقال: “فكرة الاحتفاء بالهوية المصرية القديمة فكرة لطيفة في حدود نفض الغبار المتراكم بالإهمال المتعمد لحضارة عريقة أسست لهذا الوطن من آلاف السنين، كما أنها فكرة لطيفة في حدود مواجهة أفكار الهوية الإقصائية الأخرى لكن هذا يجب ألا ننسى ألا تتحول تلك الدعوة إلى دعوة عنصرية ضد الأجناس والأعراق الأخرى كالعرب والبدو الذين أصبحوا من مكون رئيسي من مكونات مصر ومثل فئات أخرى يمكن أقل عددًا مثل الأمازيغ والأرمن ومن هم من أصول أجنبية كالشوام وغيرهم، لأن جميعهم أصبحوا جزء من مصر بإسهامات حضارية واقتصادية وثقافية بل وبدم في حروب مصر المختلفة، فليس من المعقول أن نستبدل دعاوي عنصرية بدعاوي عنصرية أخرى. كما أن فكرة أن الماضي هو أفضل شيء وليس في الأمكان أفضل مما كان، سواء استدعاء مصر قبل الغزو الوهابي أو مصر الخديوية أو مصر القديمة هي فكرة ماضاوية لا تؤسس لمستقبل.”