قامت المهندسة نادية عبده، محافظ البحيرة، يرافقها السيد هيرفيه شامبليون، الحفيد الأصغر وممثل عائلة شامبليون، الذى فك رموز حجر رشيد وزوجته السيدة كاترين كولنز، مديرة متحف الفنون الجميلة بباريس والدكتور فاروق التلاوي، محافظ البحيرة السابق والدكتور عبيد صالح، رئيس جامعة دمنهور، بزيارة لمدينة رشيد تفقدوا خلالها اهم المعالم والمناطق الاثرية بالمدينة.
وذلك في اطار احتفالية “رشيد محل ذاكرة.. شاهدا على العلاقات المصرية الفرنسية” والتي تهدف إلي وضع مدينة رشيد تحت مظلة اليونسكو وجعلها متحفا مفتوحا لما تحويه من آثار إسلامية تتمثل في البيوت والمساجد الأثرية التي تعتبر ثلث الآثار الإسلامية الموجودة بالعالم وثاني المدن الأثرية الإسلامية بعد القاهرة بالإضافة إلى طاحونة أبو شاهين وحمام عزوز الأثريين فضلا عن الآثار القبطية والفرعونية وموقع مدينة رشيد المتميز حيث التقاء نهر النيل مع البحر الأبيض المتوسط.
حيث قاموا بزيارة قلعة قايتباى التى تقع على الشاطىء الغربى للنيل وأنشأها السلطان قايتباى سنة 901 هـ وهى تشبه الحصن في بنائها المربع وأبراجها الأربعة المستديرة ويحيط بهذه الأبراج خنادق ما زالت أثارها موجودة حتى الآن وعثر بها على حجر رشيد الذي اكتشفه أحد ضباط الحملة الفرنسية “بوشار” عام 1799 وتم فك رموز الحجر على يد العالم شامبليون.
ثم قام الوفد بزيارة متحف رشيد وهو من أشهر منازل رشيد وأكبرها وعرف منزل عرب كللى الذي كان محافظا لرشيد أثناء حملة فريزر على مصر وقد شيد المنزل في القرن 18 م ويتكون من أربعة طوابق تبرز خصائص العمارة والفنون الإسلامية في هذه الفترة ويضم المتحف مقتنيات ونماذج تبرز كفاح شعب رشيد والمعارك التي خاضها ضد المستعمر الفرنسي والإنجليزي وتتضمن نماذج وصور للمعارك وللحياة الأسرية في رشيد والصناعات الحرفية الشعبية ومخطوطات وأدوات للحياة اليومية.
بالإضافة إلي الحديقة المتحفية التي تقع ضمن حرم متحف رشيد قاموا بافتتاح معرض الصور الفوتوغرافية عن مدينة رشيد وتاريخها العريق كما تابعوا مجموعة من الفقرات الغنائية والفنية والاستعراضية باللغتين العربية والفرنسية لعدد من اطفال وتلاميذ مدارس رشيد.
ثم قاموا بجولة حرة بالمدينة شملت كنيسة مارى مرقس الذي يعود بنائها للقرن الخامس الميلادي والكنيسة مبنية أسفل مستوى سطح البحر وعند فيضان النيل غمرتها المياه فيصعب الصلاة بها ومنذ حوالي 600 عاما تم بناء كنيسة أعلى الكنيسة التي غرقت بالمياه وشيدت بالطوب الأحمر المكحل وسقفها عبارة عن قباب وأقواس نصف دائرية.
كما تفقدوا مجموعة الامصيلى وطاحونة ابو شاهين والتى تعد أقدم الطواحين بمصر والتي انشأها عثمان أغا الطوبجي وقد خصصت لطحن الغلال وكانت تدار بواسطة الدواب وهي طاحونة مزدوجة لها تروس خشبية والتى ما زالت باقية حتى الآن.
واختتمت الجولة برحلة نيلية بفرع نهر النيل برشيد حتى مسجد ابو مندور الأثري والذى يعد من أشهر مساجد رشيد و يقع على شبه جزيرة “تل أبو مندور” وهى ربوة على نهر النيل وسمى المسجد بهذا الاسم نسبة إلى العارف بالله “محمد أبو مندور”، والذى اشتهر بأبو النضر لقوة بصره ويعد المسجد تحفة معمارية حيث ان مئذنة المسجد هي المئذنة الوحيدة فى المدينة التي أخذت الطابع العثمانى.
جدير بالذكر ان احتفالية رشيد محل ذاكرة انطلقت امس باستقبال القنصل العام الفرنسي بالاسكندرية والوفد الفرنسى حيث تم تنظيم لقاء بكلية التربية بدمنهور وكذا تفقد مكتبة دمنهور ومتابعة الفقرات الفنية والاستعرضية بها وكذا الحفل الفني الذي تم تنظيمه بدار اوبرا دمنهور.