أقامت سفارة فينزويلا بمصر بالتعاون مع معهد ثرفانتس الثقافي الأسباني، في إطار الأسبوع الثقافي الفينزويلي، ندوة عن رواية “السيدة باربارا” لـ”رومولو جاييجوس” Rómulo Gallegos بعنوان رواية “دونيا بربارة” أو “السيدة بربارة”.
رواية “السيدة بربارة” تم نشرها في 11 أغسطس 1929، ثم ترجمت إلى العديد من اللغات بعد ذلك. كما تحولت إلى العديد من الأعمال التليفزيونية والسينمائية. وهي تعتبر من كلاسيكيات أدب أمريكا اللاتينية على مر العصور ولازال تأثيرها مستمرًا إلى اليوم.
وأوضح خوان كارلوس المستشار الثقافي لسفارة فينزويلا البوليفارية بمصر، أن الكاتب رومولو جايجوس هو الكاتب الأكثر تمثيلًا لفينزويلا، فبالإضافة إلى كونه من أبرز الكتاب في فينزويلا، فهو أول رئيس منتخب لفينزويلا عام 1948 وعاش ومات في فينزويلا وتم تحويل منزله إلى متحف، وأقيمت على اسمه أكبر جائزة للأدب في أمريكا اللاتينية.
وقال: “إن “السيدة باربرا” هي العمل الأهم لـ”جايجوس”، فالراوية تمثل المواجهة والصراع بين الحضارة والتمدن من جانب والهمجية من جانب آخر. وهي نقد للديكاتورية التي كانت تحكم فينزويلا أنذاك. ومن الجانب الثقافي نجد أن جايجوس استخدم فيها العديد من اللهجات العامية والفنية والمثقفة، كما نجد بها تمثيلًا لفينزويلا والفولكلور الخاص بها، أيضًا المناظر الطبيعية في فينزويلا عنصر مهمًا بالرواية بل كانت أحد أبطالها.”
وتحدث كارلوس عن شخصيات الرواية وهم السيدة بربارة وهي الشخصية الرئيسية في الرواية، وتبلغ من العمر 40 عامًا وتمثل في الرواية الجزء البربري الهمجي. فهي عشوائية، عنيفة، ماكرة ومتقلبة ولكن على الرغم من ذلك فهي ما زالت إنسانه و أحاسيسها ليس غائبه. فجميع تصرفتها الهمجية كانت نتيجة ما تعرضت له من عنف في صغرها، والدكتور سانتوس الشاب الجامعي وهو من منطقة اليانوس، درس القانون وكان في صراع مع باربارا لإقامة العدل، وهو هنا رمز للحضارة و الرقي على عكس باربرا، وماريسيلا أبنة باربرا ولورينثو باركيرو، ونظراً لتربيتها في بيئة ريفية وبعيدة عن والدتها فقد تربت تربية وحشية وغير مهذبة، لكن منذ تعرفها بسانتوس لوثاردو بدأت تتغير وتكون أكثر تهذباً. تمثل ماريسيلا في الرواية العناصر الجيدة التي يمكن للحضارة أن تؤثر فيها وتقومها.
تتكون الرواية من ثلاثة أجزاء تدور أحداثها في مدينة أبوري في منطقة أراوكا في فنزويلا. تحكي الرواية قصة الشاب المحامي سانتوس لوثاردو الذي عاد من مدينة “كاراكس” بعد قضائه هناك 13 عاماً تقريباً إلى مدينته “سابانا دى ألتاميرا” لإعادة أرضه كما كانت قبل سفره. كانت السيدة باربرا التي تبلغ من العمر 40 عاماً تقريباً تسكن بالمنزل المجاور له و نشأت بينهم العديد من الخلافات على مزرعته التي تسمى “الخوف” و لكنه لم يستسلم و ظل يسعى وراء العدالة. مع مرور الوقت يقابل الشاب المحامي سانتوس لوثاردو أبنتها ماريسيلا و تنشأ بينهما قصة حب. عندما تعلم السيدة باربرا عن هذه العلاقة تحاول الفصل بينهما بجميع الطرق حتى أنها تحاول أغتيالهم و تستأجر أشخاص لقتلهم و يذهب ضحية هذا الصراع العديد من الأشخاص منهم العاملان الأوفياء لسانتوس كارميليتو و رافايل. و عندما ذهبت السيدة باربرا بنفسها لقتل أبنتها رأتها تعيش في سعادة مع سانتوس لوثارد فأدركت حينها حجم غلطتها و ندمت عليها فتركت المكان و ذهبت. أختفت السيدة باربرا بعدها تماماً و لم يعلموا عنها شيئاً. لكنها تركت لهم جواب تعطي فيه كل ميراثها لأبنتها ماريسيلا كتعويض لما فعلته معها. و في آخر الرواية نرى أن الحب و العدالة هما الذين أنتصرا في النهاية.
وقال المستشار الثقافي: ” أدباء مثل “أندريس بييو” و”رومولو جايجوس” كانوا بالنسبة لنا رموز استطاعت ان تتحدث عن الانسان الفينزويلي والانسان في امريكا اللاتينية. نحن في الجامعة كنا نفكر دائما في شخصيات مثل “بوليفار” محرر أمريكا اللاتينية و”جايجوس” حيث كنا دائمين البحث عن هويتنا من نكون، فنحن لسنا أوربيين أو هنود أو امريكان لذا كنا نبحث عن مثل هذه الشخصيات التي تمثل لنا الهوية.”
ولد رومولو جايجوس في كاراكس في 2 أغسطس 1884، وهو واحدا من أبرز الروائيين والسياسيين في فنزويلا في القرن الـ20، كما أنه يعد من أهم آدباء أمريكا اللاتينية على مر العصور. تولى منصب رئيس جمهورية فنزويلا في عام 1948 كأول رئيس جمهورية منتخب بطريقة مباشرة من قبل الشعب في القرن الـ20 وقد حصل على نسبة أصوات تتعدى الـ80 % في انتخابات شعبية تم الاحتفال بها في جميع أرجاء البلد. وتوفي في كاراكس في 5 أبريل 1969. بدأ حياته الأدبية كروائي، وقام بنشر مجموعته القصصية “المغامرون Aventureros” في عام 1913. أما بالنسبة لقصصه الأخرى فتم تجميعها ونشرها في كتبه: “La rebelión y otros cuentos” الذي نشر في عام 1946 بفنزويلا و”La Doncella y el Último Patriota” الذي نشر في عام 1957 بالمكسيك. ظل يكتب قصصاً قصيرة منذ عام 1913 حتى 1919 وقليلاً من قصصه التي نشرت بعد ذلك. وكانت أعماله تتسم بصفات مميزه والتي كانت أبرزها الواقعية والتي تنقسم إلى ثلاث مواضيع رئيسية: نقد العادات، وصف بيئة الزنوج وما بها من تناقض بين الحضارة والهمجية، ووصف كل من المشاعر والإختلاجات .