الناشط الحقوقي هو ذلك الشخص ذو النشاط الواضح في مجال حقوق الإنسان، وهي الحقوق التي استمدت شرعيتها من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر سنة 1948 وما تلاه من مواثيق واتفاقيات دولية صادرة من الأمم المتحدة، ولذا يفترض في الناشط الحقوقي أن يكون متمتعا بثقافة قانونية تمكنه من الإلمام بتلك الحزمة من المواثيق والعهود والاتفاقيات الدولية عبر المشاركة في دورات تثقيفية وتكوينية تؤهله لتشكيل وعيه وتطوير مهاراته في التعرف والتعامل مع تلك الاتفاقيات الدولية باعتبارها أدواته الرئيسية في العمل بمجال حقوق الانسان واستخدامها في عمله اليومي برصد وتوثيق الانتهاكات ذات الصلة بحقوق الإنسان إما بالقيام ببعثات لتقصي الحقائق أو البحث الميداني أو حتى في عقد المقارنات بين التشريعات الوطنية المعمول بها في بلده والاتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان، وفيما يتعلق بتقديم المساعدة القانونية يفترض في الناشط الحقوقى الذي يقدم خدمة قانونية أو مساعدة قانونية أن يمتلك مهارة تضمين مرافعته الشفوية والمكتوبة بنصوص الاتفاقيات الدولية والدفع بها أمام جهات التحقيق وساحات المحاكم، حيث جبر الضرر وأنصاف الضحايا أحد أهم المهام التي يقوم بها الناشط الحقوقي في بلده، هذا عن تعريف الناشط الحقوقي أما المواصفات التي يجب أن تتوفر فيه فيجب أن يتمتع الناشط بصفات التجرد والحياد وأن تكون مهمته في الدفاع عن ضحايا حقوق الإنسان متوفرة لجميع الضحايا بصرف النظر عن انتماءاتهم السياسية أو الفكرية أو الدينية، فعندما يقتصر عمل الناشط على دفاعه عن أبناء تياره السياسي والفكري فقط دون سواهم يتحول من ناشط حقوقي إلى ناشط سياسي.
كما يفترض في الناشط الحقوقي أن يكون لديه عمل يتكسب منه، حيث الأصل انه يقتطع من وقت عمله جزءا يخصصه لنشاطه الحقوقي لأن امتهان العمل الحقوقي وهو ليس بمهنة أو حرفة يحول العمل الحقوقي من رسالة إلى تجارة تغلب فيها معايير المكسب والخسارة على القيم الإنسانية والأخلاقية للعمل الحقوقي.
كما تفتح الباب لآفة التجارة، وهي الاحتكار والمنافسة غير الشريفة، فضلا عن أنها تجعل من جني الأرباح وزيادة موارد المنظمات هدفا بدلا من تحقيق العدل والمساواة والرفاهية للمواطنين، والناشط الحقوقي عليه أن يحدد طريقه هل هو جزء من دولته يسعى لمشاركتها في تحقيق التنمية ومراقبة أدائها فيما يتعلق بالتزاماتها الدولية باتفاقيات حقوق الإنسان أم أنه جزء من أجندة غربية تمارس ضغوطها على دولته بحجة تحسين حالة حقوق الإنسان أو بمعنى آخر هل هو جزء من حركة حقوقية وطنية أم أنه ينتمي لسياسة عمل تضعها منظمات دولية وهو مجرد أداة لتنفيذها، فيتحول إلى وسيط إو مجرد قومسيونجي يقدم ما يطلب منه من أبحاث ودراسات عن الأوضاع السياسية في بلده مقابل الأموال، الناشط الحقوقي هو ذلك الشخص النبيل صاحب الرسالة الذي يضحي بوقته أو جزء من ماله للانشغال والاشتغال بهموم الناس كل الناس ويسعى لحلها.
وقد يدفع ثمنا أكبر من وقته وماله في سبيل رسالته هذا هو الناشط الحقوقي، أما معظم من تمتلأ بهم الساحة ويصفون أنفسهم أو يصنفهم أصدقائهم كذلك فنحن لا نعلم من سماهم حقوقيين؟.