تخرج من معهد ترميم آثار جامعة الإسكندرية في عام 2010 ، ولم يكن يملك سوى القليل من النقود التي لا تكفيه سوى لبضعة أيام، إلا أن حبه للسيدة العذراء مريم جعله ينحت تمثال لها بكل ما يملك من نقود وتشفع بها لترسل له عمل، ثم نشر مراحل عمل التمثال على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، وقبل انتهائه من عمل التمثال فوجئ بطلب شخص قد شاهد التمثال على الصفحة لشرائه، وبالفعل دفع عربونه لكي يستطيع الفنان التشكيلي بهجت فايق تكملة التمثال ليصبح تحفة فنية ناطقة، وكذلك أرسلت صاحبة التمثال عمل له بكبرى شركات الترميم بمصر كما رشحه التمثال لأعمال فنية أخرى اشتهرت عالمياً.
“رغم الصعوبات التي واجهتني في عمل تمثال السيدة العذراء مريم مثل كبر حجمه وصعوبة وجود فرن تسعه، إلا إنني أشعر ببركة هذا العمل بحياتي وأسعدني جداً وضع نسخته الثانية بدير العذراء مريم بالخطاطبة”، هذا ما قاله الفنان التشكيلي، لافتا إلى أن التمثال مر بمراحل عديدة منها نحته من الطين الأسواني ثم وضعه بفرن ليجف ثم صب مادة “الرابر”، وهي مادة تشبه السيلكون لعمل القالب الذي سوف سيصب به التمثال ثم يثبت بمكانه .
كما شارك بهجت في ترميم أيقونات كنيسة ”أبو سرجة” بمصر القديمة مع أحد البعثات الإيطالية، حيث كان يزور ذات يوماً الكنيسة وعرض على كاهن الكنيسة أن يخدم المكان مع هذه البعثة، بما أنه متخصص في الترميم و يستطيع المساهمة في إصلاح هذه الأيقونات وكان هذا بدون أي مقابل مادي.
واستمرارا لشفاعة السيدة العذراء في حياة “بهجت” رشح لعمل جدارية “هرب العائلة المقدسة” إلى أرض مصر بمجمع الأديان بممر السبع كنائس بمصر القديمة، وهو المكان الذي باركته أقدام العائلة المقدسة من أكثر من ألفي سنة، وقد استغرق عمل هذه الجدارية شهرين من الزمن، و لم يقم “بهجت” بتكرار هذه الجدارية لأي مكان أخر، وقد لاقي هذا العمل إعجاب العديد من الفنانين العالميين، وقد كتبت عنها أحدى كبرى المجلات الإيطالية .
عن حبه للسيدة العذراء وشفاعتها القوية في حياته روي “بهجت” أنه طلب منها وهو في الثانوية العامة أن تدبر له أمر التحاقه بكلية مناسبة رغم عدم ارتفاع مستواه الدراسي، وبالفعل استطاع أن يلتحق بمعهد ترميم الآثار فقام أثناء دراسته الجامعية بعمل تمثال للعذراء لكنيسة العذراء بالإسماعيلية وهو تمثال صنع بطريق النحت المباشر .
لم تقتصر أعمال “بهجت” قط على الجانب الديني ولكنه نحت أيضا الكثير من الأعمال الفنية مثل تمثال “قبضة اليد”، وهو أحد أهم الأعمال المحببة لديه والذي تم وضعه بميدان عرابي بالإسماعيلية وهو يرمز للإتحاد والقوة، كما قام بنحت العديد من “البروتريهات” الكلاسيكية الواقعية للعديد من الشخصيات العامة من مواد متنوعة كالرخام والرخام الصناعي والبوليستر والبرونز .
وأعرب “بهجت” عن ضيقة لما وصل إليه الفن التشكيلي بمصر بسبب ارتفاع أسعار المواد الخام لأن أغلبها مستوردة ولا يوجد أي دعم من الدولة للمحافظة علي استمرار هذا الفن الجميل، وكذلك وضح أيضا استيائه الشديد من مستوى تلك التماثيل التي توضع في كثير من ميادين مصر ووصفها بأنها فقيرة مادياً وفنيا، فهي تصنع من الأسمنت والحديد حيث يقوم من يصنعها بعمل هيكل حديد ثم يضع عليه طبقة سميكة من “المحارة”، ثم يقوم بالنحت فيها، وبالتالي يخرج العمل رديء للغاية وذو ملمس سيئ
.
أما عن نشأت “بهجت” في عالم “التاتو” فقال عنها: “أحببته وقد صممت على أن أتعلمه وظللت أبحث عن كل ما كتب عنه وأحاول أن اكتسب مهارة العمل به وبالفعل ساعدتني صديقة كندية في ذلك، وأرسلت لي كل الخامات والآلات، فهو فن يحتاج إلي مهارة وإبداع، واستطاعت أن أعمل الآن بكبرى مراكز التجميل بمصر في هذا المجال بجانب الفن التشكيلي والترميم، لأن العمل بالفن التشكيلي موسمي و يحتاج إلى الكثير من الوقت والجهد”.