عُقِد يوم الأربعاء 13 من سبتمبر الجاري، ندوة بمكتبة عرب المحمدي للطفل تحت إشراف دكتورة حنان المنياوى المسئولة عن إدارة المكتبة حول “النزاعات الأسرية وتأثيرها على الأبناء”، تحدث فيها ضيف الندوة استشاري الأمراض النفسية والعصبية وعلاج الإدمان أستاذ دكتور وليد أبو السعود في عدة محاور هي:
– شخصية الزوج .
– شخصية الزوجة.
– الابناء والضرر اللاحق بهم من الصراع الأسري وعدم التفاهم بين الزوجين.
– نماذج حياتية من الابناء وتأثير الوالدين عليهم.
وانقسم المحور الأول “شخصية الزوج” إلى عدة نقاط هامة لتوضيح أنماط الشخصيات المختلفة المتواجدة بداخل مجتمعنا فجاءت كالتالي:
1-الزوج السلبي :
والزوج السلبي أو الحاضر الغائب كما أطلق عليه دكتور وليد أبو السعود، بتعريف بسيط، هو الشخص الذي يتهرب من مسئولياته الزوجية ووجباته الأسرية المختلفة دونما أسباب حقيقية وواضحة، فيهمل رعيته ولا يعبأ بهم، مدعيًا انشغاله بأمور عدة كالإنترنت والكافيهات والمقاهي العامة وغيرها وربما أحيانًا بعمله، وهذه الصورة قد انتشرت كثيرًا هذه الأيام، فيتحول المنزل بالنسبة للزوج السلبي لفندق يتلقي فيه الطعام والشراب والملبس المهندم ويتعاطى الحب مع زوجته ثم يرحل، ظنًا منه أن أقصي دوره الحياتى هو توفير مسكن مهيأ وأموال للإنفاق على أسرته.
وتعد هذه الشخصية من أسوأ الشخصيات فهو طرف يتجاهل من حوله تمامًا، فتشعر زوجته بالأسى لأن حظها العثر أوقعها في شخص سلبي لا يكترث كثيرًا لها، ويلقي على أكتافها مسئولية وأعباء المنزل والأبناء بأكملها.
لذا فإنه في بعض الحالات تفضل الزوجة لو كان زوجها “الشخص السلبي” متوفٍ عن كونه لا يعبأ بكل مسئولياته الحياتية ومنفصل عن أسرته أو مطلق.
وأشار دكتور أبو السعود في كلامه إلى أنه ومن منطلق علمي، فإن الزوجة التي يتوفى زوجها يتعطل لديها هرمون الاستروجين فيما ينشط هرمون التستوستيرون فتبدأ المرأة في لعب دور الأم والأب معًا، فالزوجة الأرمل لديها ضوابط سيكولوجية ونفسية تضبط بها نفسها، على عكس الزوجة التي لديها زوج حاضر غائب أو زوج سلبي يكون لديه العلاقات الأسرية مهمشة وثانوية.
كما لفت إلى أن من أهم سمات هذه الشخصية أن تكون دائما ساخرة ومتهكمة على كل من حولها ولا يرضيه كل شئ ومتذمر على كل ما يحيطه، فهو لديه مشاكل حياتية بداخل بيته ونفور من التواجد في المنزل لفترات طويلة.
فيما أرجع دكتور أبو السعود في كلامه هذه الشخصية إلى تاريخ مطول من التربية المدللة التى لا تتحمل المسئولية ولا ثقافة لديه عن مسئولياته، مؤكدًا أن الأم هي المسئولة عن تنشئة شخصيات إعتمادية وتواكلية، فالأبناء هم نتاج أمهاتهم في المرتبة الأولي.
وقال إن الابناء الناتجة عن زوج سلبي وشخصية حاضرة غائبة كما سبق وأشرنا تميل بطبعها إلى تكوين علاقات مع أشخاص كبار السن والوقوع في علاقات حب غير متكافئة في فترات المراهقة والشباب، كحيلة دفاعية من الابناء حول تعويض ما فقدوه في منازلهم من احتواء وتواجد حقيقي لدور الأب.
2-الزوج البخيل:
وفصل دكتور وليد في كلامه ما بين الزوج الحريص والزوج البخيل، حيث أشار إلى أن الزوج الحريص هو انسان مقتصد ينفق أمواله في المكان المناسب لها ويدخر بعضًا منها للظروف الحياتية التي من الممكن أن تطرأ عليه وعلى أسرته.
بينما الزوج البخيل هو انسان مريض نفسي وتربوي، حيث يعتبر هذا النمط الحياتي نوعاً من تعويض عن الإحساس بالأمن والأمان، وأرجع هذا المرض إلى بواعث عدة أهمها الحرمان في الصغر أو الوراثة من أحد الوالدين أو أن يكون البخيل بالفطرة إنسانا أنانيا يكره العطاء والإنفاق على أهل بيته.
فيما أوضح أن البخل مرض ليس له علاج، ومن علامات البخيل أنه انسان طماع أناني، يريد زيادة كل شيء عن حده لصالح نفسه فقط، لكن إذا كان في موقف عطاء أو منح للآخرين فهو يبخسهم حقهم معتقدا بذلك الظلم أنه إنسان عبقري أو أنه أذكى من الناس المحيطين به .
والبخيل ، لا يكون شحيحاً في المال فقط ولكنه شحيح في مشاعره أيضا، وفي إظهار الحب لزوجته وأولاده وكل من حوله، وفي الترفيه عن أسرته أو عن نفسه، كما أنه لا يحب الخير للآخرين ويحبه لنفسه فقط، ويحقد على أي شخص يصيبه خير ، ويعلم من حوله البخل بل و يأمرهم أحيانا به، و يكتم عن الناس وعن زوجته دخله مما يجعله مكروها من عائلته ومن الناس. وللأسف البخيل في نهاية حياته يشعر بندم على بخله وبالوحدة لأن لا أحد يطيق التعامل معه.
وأكد دكتور وليد أبو السعود، في كلامه أن الابن نتاج الزوج البخيل غالبًا ما يكون طفل سارق، لذا شدد على عدم استخدام الحرمان من المصروف كوسيلة للعقاب على الإطلاق مع الابناء، وهذا الشخص يتسبب في استياء نفسي ومعنوي للزوجة، وينعكس بشكل مباشر علي الابناء.
مشيراً إلى أن الزوج البخيل يجب التعامل معه وفقًا لواقعيته ومخاوفه الشديدة وبالصبر حتى يتم تعديل سلوكه، ولكن ليس تحويله كلية كما تحلم الزوجة، مؤكداً على عدم اتهامه بالبخل مطلقًا، لأن هذا من شأنه أن يزيد الأمور سوءًا، وتجنب الطلب أثناء غضبه في محاولة لإضفاء جو من السعادة والمرح عليه حتى يتم اجتياز الأمر. وفي حال تم رفض الطلب المقدم عليك التوقف عن الكلام وحاولي استرضاؤه بالكلام وأنك تعلمين ظروفه جيدًا وكده في الحياة العملية وضغط الظروف الاقتصادية عليه، ووقتها ستتمكنى من الفوز به وبطلبك، وكوني من الذكاء معه في المعاملة فأظهري له مدى احتقارك للمال وكيف أنه يجلب الشقاء لأصحابه إذ اعتقدوا أنه غاية حياتية وليس وسيلة، وأشعريه بالسعادة والرضا عندما يحضر لكي مستلزمات المنزل.
3-الزوج الأناني:
هو انسان خطر جدًا علي كل من حوله، والسبب الأساسي في تكوين هذه الشخصية هو الأم، كأن تنهي الابن في صغره عن مشاركة حاجياته ومأكولاته مع أصدقاؤه في المدرسة، فتقتل لدي الطفل حب العطاء، مما يبنى طفل ثم مراهق وشاب وزوج أناني، يمارس أنانيته في المشاعر والعلاقة الخاصة والأموال والمأكولات والملبس وكل سبل الحياة.
مؤكدًا أن شخصية الزوج الأناني هي نتيجة تربية سيئة منذ الطفولة ،حيث تتأثر الشخصية بالبيئة التى تترعرع فيها، والرجل الأناني.
وللأسف غالبًا ما يدلل الشخص البخيل نفسه ولكن بمعزل عن أسرته، فهو لا يعترف ضمنيًا بوجود الآخر ولا بأحقيته في هذا وبرغباته ولا سيما إذا وفرت له البيئة ما يعزز هذه النزعه ، فهو لايجد السعادة في مشاركة من حوله.
فدائما ما يستخدم الزوج الأناني كلمات مثل “أرغب، أريد” فهو يبغي امتلاك كل ما حوله، وتتحول علاقته بزوجته إلي علاقة المالك بما يملك، فهو يود لو يسخر كل شئ لخدمة متطلباته ولفائدته ، مما يتوجب علي الزوجة ترويض قلبه علي المحبة والعطاء وملء عقله بنحن وإلغاء ضمير الأنا من داخله، حتى يتبدل حبه لنفسه بحب الآخرين وترك الأنا وتفضيل “نحن” في معاملته مع من حوله.
ويتوجب علي الزوجة أن تمارس العطاء مع أبنائها وأمامهم ونصحهم وليس بشكل الأمرلتخلق جيلًا قادرًا علي الخروج من الأنا للآخرين، حيث أن الأبن يكتسب جينيًا وسلوكيًا تصرفات الأب حتى وإن لم يتواجد الأب بشكل مستمر، كذلك الحال مع الفتاة فهي تكتسب صفات الأم وسلوكياتها بشكل مباشر في علاقاتها مما يعرف بعدوى السلوك.
4- الزوج الديكتاتور:
غالبًا مايكون شخص عنيف ومهمش وغير واثق من ذاته، يصحبه متلازمة سلوكية عنيفة يستخدمها مع الأم إما عن طريق العنف اللفظي أو العنف الجسدي، وهو شخص يسعي للسيطرة، إلا أنه علي الرغم من هذا فهو يحظى ببيت منظم جدًا وناجح علميًا ولكنه هش داخليًا، فيبجو في مظهره من المنازل الناجحة علي عكس ما يبطن البيت، فتكون فيه الزوجة انسانه مهمشة فارغة وخاوية من المشاعر، حيث أن الزوج الديكتاتور غير قابل للمناقشة، فهو يعطي الأمر ولا بد من تنفيذه دونما نقاش أو جدال، كمثال لشخصية سي السيد وأمينة اللذان عرفا في الأفلام العربية القديمة.
وينجم عن هذا الزوج أبناء ضعاف غير قادرين علي اتخاذ القرارات الحياتية الهامة، كأن يستمر ابن في التبول اللاإرادي حتي سن الشباب أو ترفض فتاة الزواج وتخشى من الإقدام علي هذه الخطوة خوفًا من أن تحظى بمثل شخصية الوالد التى كبتتها لسنوات هذا عددها.
بينما أشار “أبو السعود” في حديثه إلي أن بيت الديكتاتور من الممكن أن يكون الأكثر نجاحًا إذا امتزجت الأوامر بقليل من الحب، فيكون قادر علي كسب أسرته واحتوائهم.
5- الزوج الفوضوي:
وهو علي نقيض الزوج الديكتاتور فهو كارثة حقيقية في بيته ويضع حاجياته في كلّ مكان ولا يعيد أيّ شيء إلى مكانه، بل تجد له أثراً في كل زاوية من زوايا المنزل وهو الأمر الذي يدفع الزوجة إلى الشعور بالغضب في الكثير من الأحيان..
بل وتكمن الكارثة الحقيقية في كونه قادر علي المشاركة في المصائب دونما إنزعاج من تصرفاته وتأثيرها علي ابنائه، فالزوج الفوضوي قادر علي تقاسم السجائر مع ابناؤه أو التلذذ معهم بالمخدرات دونما رادع لهم، فهو شخص لا يتمتع بأي ضوابط وقوانين في علاقاته بأسرته ولا مجال لديه للثواب والعقاب مع ابنائه علي الرغم كونه يتمتع بالكثير من المشاعر تجاه أسرته.
6- الزوج المدمن:
والإدمان هنا يندرج تحته كافة أنواع الإدمان كإدمان الأنترنت والتفاز والمواقع الإباحية والمخدرات، والإدمان سلوك إجتماعي يؤثر بشكل سلبي مباشر علي الأسرة ، فهو شخص لا مكان حقيقي له بين أسرته، حيث أصبح الإدمان لديه وسيلة لاشعورية للحصول علي السعادة.
فيما فرق دكتور وليد أبو السعود بين الإدمان المعقول والمقبول كإدمان الكافيين من الشاي والقهوة والشيكولاته وغيرها من مسببات السعادة التى يبحث عنها الشخص والادمان الغير معقول والذي يُصدع بناء الأسرة.
فغالبًا ما تكون شخصية المدمن ضعيفة وليس لديه قبول لذاته وحب لها مما ينعكس بالضرورة علي رفضه وعدم قبوله لمن حوله، ومن أبرز مخاطره علي الابناء أنهم دومًا يسعون لتقليد تصرفاته بشكل مباشر، فالأب مدمن المواقع الإباحية ينتج ابناء لديهم الإدمان ذاته، وهو شخص يمثل خطرًا حقيقيًا علي نفسه أولًا وعلي اسرته بأسرها.
ثم بدأ دكتور أبو السعود في التمييز بين الأنماط المختلفة للزوجة في المحور الثاني من حديثه وقسمها إلي:
1-الزوجة السلبية:
وتكون أم سلبية وربما مستهترة في تعاملها مع أسرتها وليس لديها ضوابط وقوانين في التعامل مع ابنائها، فيخرج الابناء سلبيين ومتأخرين دراسيًا ،حيث لا مجال للثواب والعقاب في تصرفاتها مع ابنائها في الوقت الذي يحتاج فيه الابناء الي الرعاية الوالدية والرقابة علي تصرفاتهم، فيخرج الابناء ناقمين علي الأم وعلي حياتهم.
وتعيش الزوجة السلبية حالة من الإنكار مستمرة، حيث إنها لا تعترف بالثغرات والاخطاء في تربية الابناء ، ولا بأخطاء أبنائها، والزوجة السلبية ليست فقط التي تنكر أخطائها ولكن تلك الزوجة التى يوجد لديها الحلول والسبل للخروج من مشكلاتها ولكنها لا تسعي إليها وتتعامل بها.
فتخرج ابناء فاشلين وبالضرورة زوج فاشل وأجيال متعاقبة من الفشل المتلاحق والسلبية.
مؤكدًا علي أن الأزمات النفسية التي يعاني منها الابناء عائدها الأساسي هو الأم، وليس الحل في أن تفرط الأم في مشاعرها تجاه ابنائها سواء بالتدليل أو بالقسوة، ففي الحالتين تخرج جيلًا مشوهًا، لذا لا بد من وضع ضوابط في المشاعر وفي السلوكيات تجاه الابناء.
2-الزوجة المسترجلة:
وتكون هذه الشخصية نتاج تربية ذكورية بحته أو بيت مكون من الذكور، أو معاملة ذكورية من الأهل ولا سيما حينما يتمنى الأهل ولد فتأتيهم فتاة فيبدأوا في معاملتها علي انها ذكر وليست فتاة، فتجدها ترتدي ملابس ذكورية وتحاول أن تتصرف مثلما يتصرف الأولاد وتكون أكثر صداقاتها من الأولاد، وتلك الفتاة التي تتشبه بالرجال في صغرها، يكبر ذلك معها بعد الزواج وتتحول إلى “زوجة مسترجلة”، وتبدأ في إرساء رغبتها في أن تكون صاحبة الكلمة الأولى والأخيرة في القررارت التي تتخذها الأسرة بشأن حياتها العائلية في مختلف النواحي.
وهي نمط من الزوجة يكرهه الزوج في بيته، حيث تتعامل مع زوجها بمبدأ الندية وتحاول دوما السيطرة علي زوجها وعلي البيت وممارسة دور الرجل وربما إلغاؤه تماما، مما يخلق أكم من المشاكل الكبيرة الصراع علي الأدوار داخل المنزل وبالتالي تخلق ابناء ضعاف وزوج مهمش وبيت مشوه.
3- الزوجة المنحرفة:
هي شخصية منحرفة أخلاقيًا وسلوكيًا وفي تربيتها، فهي لديها العديد من المشاكل النفسية القديمة في بيت أبويها.
وأحيانًا ما تكون الزوجة المنحرفة هي نتاج زوج مجرم يقدمها فريسة سهلة للمجتمع ولمن حوله أو زوج عاطل يتركها تنهش ممن حولها دونما اكتراث.
وبالطبع حدث ولا حرج عن الابناء نتاج الزوجة المنحرفة وعن هذا البيت.
4- زوجة ديكتاتورية:
هي نتاج لخلفية أسرية الأم هي المسيطرة فيها وصاحبة الكلمة الأولي والأخيرة في البيت.
وهي تلك الزوجة التي تسيطر على زوجها وقراراته وتحركاته وقوامته بطريقة لا يقبلها شرع ولا عقل ولا منطق والتي تطبعت على هذا الطريقة قبل زواجها واعتبرت تلك المعاملة وهذه السيطرة نوع من الذكاء وضمان محبة الزوج وبقائه معها على طول ، أو تعتبر ذلك نوع من الإستراتيجيات الناجحة في الإحكام على الزوج والمحافظة عليه، وهي بذلك السلوك وهذه الدكتاتورية تنفذ توصيات وبروتوكولات خاصة من الأم أو الأخت أو الصديقة وكأن الرجال جميعهم سواسية في المعاملة والسلوك ،علي الرغم أن الزوج رجل عاديّ ولم يقصر في احتياجات منزله.
وكذلك أحيان تكون هذه الزوجة نتاج زوج سلبي أو ضعيف الشخصية “شخشيخة” فتجد نفسها تلعب جميع الأدوار وتمسك بزمام الأموار والقرارات.
ولا بد أن تعي هذه الزوجة أن ممارسة هذا النمط السلوكي مع زوجها بمثابة إهانة لزوجها وانتقاصا من قدره أمام مجتمعه المحيط وسلبا لحقوقه المشروعة ، وربما يكون لذلك أثر عكسي على الزوج الذي ربما ينفجر ذات يوم أو يُصاب بأمراض نفسية أو يتعقد بل وربما يلجأ الزوج للزواج من أخرى يجد لديها ما انتقص من شخصيه، كما عليها أن تعلم أن ضعف زوجها سيؤثر بالضرورة على أبنائها وبناتها ومستقبلهم الأسرى.
5-الزوجة الرومانسية:
والحديث هنا عن هذه المرأة مفرطة الرومانسية التي تهوى شخصيات كشخصية “مهند” وغيره ممن طلوا علينا في الفترة الاخيرة عبر التلفاز، وتسعى لأن يتم معاملتها بنفس ذات المعاملة، متجاهلة تماما الحياة الواقعية، فهى شخص دافئ المشاعر جدًا بل وعلي حد قول دكتور وليد أبو السعود في حديثه هي شخصية ملتهبة المشاعر باستمرار، والمرأة التى تنظر للرجل بمثل هذه النظرة الخيالية أو النزعة البجماليونية، قد تفشل في تحقيق التواصل الجنسي المطلوب مع زوجها.
حيث أنه حينما تكتشف عن قرب ما تعتبره عيوبًا في شخصية زوجها بعدما رسمت له تلك الصورة الرومانسية والخيالية في بعض الأحيان تتهاوى وتتحطم، مما قد يؤدي بها الى الشعور بالإثم تجاه الفعل الجنسي، وتبدأ في حالة من النفور النفسي مما قد يصاحبه حالة من البرود الجنسي بين الطرفين، وينتج هذا عن تربية طفولية خاطئة ومفاهيم مغلوطة لدي الزوجة.
فالرومانسية بمقدار ما تكون حالة شعورية مطلوبة، بمقدار ما يمكنها أن تتحول إلى انحراف نفسي، إذا ما استسلم المرء لها استسلامًا تامًا، حيث يقطع صلته مع الواقع وهو الأمر الذي يهدد رغبات الطرف الآخر بالحرمان، وربما يحرم الحياة الزوجية من التمتع بالمتعة الحسية، التى تدعم استمرارها وتبث الدفء والحياة في مسارها، وهو ذاك المسار المعجون بعالم البشر.
فيما استطرد دكتور أبو السعود في كلامه مؤكدًا علي ضرورة إيجاد مفتاح لشخصية الزوج والزوجة وتوخي الحذر جدًا في التعامل مع الابناء وفي التعامل مع الشريك، وكذلك مؤكدًا علي ضرورة تواجد اخصائي نفسي في حالة الارتباط للتأكد من أن أنماط الشخصيات إن كانت ستتوافق أم تتنافر فيما بينها وهل ستكون قادرة علي خلق بيت سوي وبالتالي مجتمع سوى وأجيال متزنة نفسيًا غير معبأة بالمشاكل والعقد النفسية إثر تربية خاطئة، وصراعات أسرية وبيوت متصدعة، مشيرًا إلي أن الانفصال بين الأزواج ليس حلًا علي الإطلاق فيوجد فقط نحو 10%من حالات الطلاق تنتج أبناءًا أسوياء بينما ال90% الأخري تنتج أبناء مشوهون نفسيًا، لا يعرفون قيمة الأسرة ويلقون اللوم علي والديهم .
لذا يتوجب أن تتمتع كل شخصية بضبط النفس والسيطرة عليها لإيجاد مساحة مشتركة من التفاهم الأسري الواجب أن يتواجد في كل بيت والضرورى للصحة النفسية للأبناء، كذلك لا بد من تدعيم الوازع الدينى بين الأزواج وحض الابناء علي التقرب الي الله عن طريق المسجد والكنيسة، فالطب النفسي والدين يسيرا في خطين متوازيين لا يفارق أحدهما الآخر ولا يغني عنه.
كما تعرضت الندوة الي نماذج حياتية من الابناء وبيان ما آلت اليه شخصياتهم إثر تربية الوالدين في المنزل ،وفقرة مطولة من الاسئلة والاجابات والنقاش.
هذا وتعقد ندوة اسبوعية بالمكتبة سالفة الذكر كل يوم أربعاء س 1.30 ظهرًا حول النزاعات الاسرية والمراهقة وكيفية التعامل معها وغيرها من الموضوعات النفسحياتية التى تحتاجها كل أسرة في المعاملات، نحو خلق جيل واعي وسوى نفسيًا ومجتمع متزن، فالأسرة هي نواة وعماد المجتمع وإذا صلح حالها صلح حال المجتمع برمته.