بمناسبة قرب الاحتفال بمرور 800 عام على اللقاء الذى جمع بين القديس فرنسيس مؤسس الرهبنة “الفرنسيسكانية” والسلطان الكامل محمد الأيوبي، التقت “وطني” بالأب ميلاد شحاتة رئيس المركز االثقافي الفرنسيسكاني للدرسات القبطية، . قال لنا الأب “ميلاد” انه بهذه المناسبة سوف تقام احتفالية كبرى، تلقي الضوء على أحد أهم رموز الحوار الاسلامي المسيحي فى بداياته.
نبزة عن اللقاء
أطلعنا الأب “ميلاد” أن القديس فرنسيس الأسيزي التقى السلطان الكامل محمد الأيوبي أثناء الحروب الصلبية فى مدينة دمياط وبالتحديد، أثناء الحملة الصليبية الخامسة.
كان القديس “فرنسيس” فى هذا الوقت يسعى الى انهاء الحروب والحملات الصليبية. وكان هذا أمل السلطان الكامل محمد الأيوبي أيضاً. فعندما دخل عليه راهب ناسك، يكلمه عن السلام ونهاية الحروب والمحبة والتعايش المشترك والتقارب، خاطب ذلك نفسه وأعجب السلطان “الأيوبي” بما سمع.
وكان وقتها السلطان الكامل محمد الأيوبي يتجه بفكره للصوفية فى العبادة، وفكر الاسلام المعتدل. قال الأب “ميلاد” ان الحوار الذى تم بين القديس “فرنسيس” والسلطان ذُكر فى العديد من الكتب والمراجع، “وانشاء الله سوف نترجم بعض هذه الكتب ونقوم بطباعتها ونشرها، لتكون بين أيديكم، تطلعون عليها.”
الاحتفال بمرور 800 عام
تبدأ الاحتفالية في 2 اكتوبر 2017، وتستمر لمدة عام ونصف حتى عام 2019. قال الأب “ميلاد” ل “وطني” ان الاحتفالية ستنطلق من كنيسة سان جوزيف، قاعة “النيل” بالمركز الكاثوليكي للسينما، بحضور سفير ايطاليا، وسفير الفاتيكان، والقيادات الكنسية، ورهبان “الفرنسيسكان” جميعا. ثم تقام ندوة مشتركة بين رهبان “الفرنسيسكان” وجامعة القاهرة، يحاضر فيها الدكتور محمد الخشد رئيس الجامعة، بالإضافة الى محاضرتين يلقيهما اثنين من الآباء الفرنسيسكان من ايطاليا، وهما رئيس الرهبنة الفرنسيسكانية العامرة فى روما والكردينال “ساندري” رئيس المجمع الشرقي بروما.
وأضاف الأب “ميلاد” ان احتفالية أخرى ستقام فى شهر مارس القادم، بجامع عمرو بن العاص بمدينة دمياط. “أخذنا موافقة وزارة الآثار، وجاري تجهيز الاحتفالية الآن. كما نسعى حاليا لأخذ موافقة وزارة الأوقاف. وقد ذهبنا الى مدينة دمياط وقمنا بعمل فيلم تسجيلي بالتعاون مع قطاع الآثار هناك، و سوف ندعو العديد من الضيوف من خارج مصر.” أوضح الأب “ميلاد” انه سيتم طرح برنامج الاحتفالات تباعًا، بمجرد الحصول على جميع الموافقات اللازمة لذلك.
حدث هام
أوضح الأب “ميلاد” أن هذا الحدث هام جدًا، ويهم الكثيرين بالخارج. فزيارة القديس فرنسيس الأسيزى لمصر، وتأسيسه للرهبنة “الفرنسيسكانية”، ومقابلته للسلطان الكامل محمد الايوبي هى البذرة الأولى للحوار بين الأديان، وخاصةً الفاتيكان الذى يهتم بهذا الموضوع ويعتمد عليه. “فأى محاولة للحوار بين الأديان فى روما يتم بقيادة الفاتيكان ويتم فى مدينة الأسيزي، وهى التى نشأ بها القديس “فرنسيس” رمز الحوار الإسلامي المسيحي، او أى ديانة أخرى.”
قال الأب “ميلاد” لوطني ان لقاء القديس “فرنسيس” بالسلطان “الأيوبي” منذ 800 عام، كان لقاء جميل جدا وبداية طيبة، على اثرها كتبت قوانين جديدة خاصة بالرهبان “الفرنسيسكان”، يتم على أساسها التعايش والتعامل بينهم وبين أصحاب الديانات المختلفة من جميع الدول التى انتشرت فيها الرهبنة “الفرنسيسكانية”.
نبذة عن القديس فرنسيس الأسيزي
ومن المعروف ان القديس فرنسيس الاسيزي 1182-1226، ولد في مدينة أسيزي Assisi، في وسط إيطاليا، وكان ابن لتاجر غنيّ، بعد حياة مرح وفرح سمع صوت الرب يدعوه لترميم كنيسته، فترك كل شيء وتبع المسيح بحياة رهبانية تميّزت بالفقر الاختياري لأجل الملكوتظن وعلى مثال المسيح فقير الناصرة. أسس ثلاث رهبانيات: الأولى للرجال سنة 1208، والثانية للنساء سنة 1211، والثالثة للمتزوجين والذين يريدون اتباع روحانيته وهم يعيشون حياتهم العادية متزوجون وغير متزوجين سنة 1209. أسس “فرنسيس” رهبنته في الشرق والأماكن المقدسة عام 1217، زار رهبانه في الشرق وفلسطين، والتقى بالسلطان الكامل الأيوبي عام 1219. وأتباعه الآن هم ممثّلو الكنيسة الكاثوليكية في الأماكن المقدسة في فلسطين والشرق الأوسط. توفي في مساء 3 أكتوبر 1226.