السيدات والسادة, اود ان اتقدم بجزيل الشكر لحكومة وشعب المجر الصديق على حسن الاستقبال والحفاوة التى لقيناها منذ وصولنا الى بودابست وعلى حسن تنظيم قمة تجمع “فيشجراد” ومصر.
إن العلاقات بين جمهورية مصر العربية والدول الاعضاء فى تجمع “فيشجراد” هي علاقات صداقة تاريخية ، نعتز بما تشهده من تعاون وثيق في عدد كبير من المجالات وبالمستوى الرفيع من التنسيق والتعاون على المستويين الثنائى والمتعدد ونؤكد تطلعنا لمواصلة تطوير مجمل هذه العلاقات لنصل الى شراكة استراتيجية بين الجانبين.
إن المكانة المتميزة لتجمع “فيشجراد” داخل الاتحاد الاوروبى وعلى المستوى الدولى توهله لان يقوم بدور حيوي في العديد من المناطق الجغرافية فى العالم بل وعلى المستوى الدولى كذلك، وهنا تكمن أهمية تعزيز الشراكة بين مصر ودول “فيشجراد” لتعزيز الاستقرار والامن بمنطقة جنوب المتوسط وتحقيق تطلعات شعوبنا الى مزيد من النمو والازدهار.
السيدات والسادة، لقد تناول الاجتماع اليوم سبل تعزيز العلاقات بين مصر ودول التجمع فى مجالات محددة تحظى باولوية لدينا جميعا سواء فيما يتعلق بتطوير علاقاتنا الثنائية أو مع الاتحاد الأوروبي.
كما ناقشنا سبل تعزيز التعاون لمواجهة ظاهرة الإرهاب والتطرف، واكدنا اهمية تضافر الجهود الدولية لوضع حد لها. كما تطرقنا الى سبل تطوير التعاون الامنى المشترك بما يمكننا من التعامل مع مختلف التهديدات. واود فى هذا الصدد ان اؤكد اتفاقنا جميعا على ضرورة التصدى للارهاب بكافة صوره واشكاله واهمية العمل المشترك لمواجهة الفكر المتطرف وتجفيف منابع الارهاب والتضييق على من يرعاه من دول أو جهات تقدم الدعم المالي واللوجستي والسياسى للجماعات الارهابية.
تطرقنا كذلك الى ازمة اللاجئين واساليب التعامل معها بما يضع حدا لمعاناة الابرياء الذين يتعرضون للتشريد بسبب الحروب والاضطهاد ، وبحثنا سبل تعزيز التعاون لانهاء هذه المأساة الانسانية واتفقنا على اهمية تكاتف المجتمع الدولى للقضاء على الاسباب التى تشجع على الهجرة غير الشرعية مثل تردى الاوضاع الاقتصادية والأمنية، واكدنا اهمية مواصلة العمل على ايجاد حلول سياسية للنزاعات التى تعد سببا رئيسيا لتلك الظاهرة.
لقد تبادلنا الرؤى كذلك حول آخر التطورات داخل منطقة الشرق الاوسط خاصة الازمات فى سوريا وليبيا واليمن والعراق والمساعى القائمة لايجاد حلول سلمية لها ، واتفقنا على ضرورة بذل المجتمع الدولى لمزيد من الجهود لوضع حد لتلك الصراعات . كما تشاورنا حول سبل دفع عملية السلام داخل الشرق الاوسط بما يحقق تسوية دائمة وعادلة مبنية على القرارات والمرجعيات الدولية ذات الصلة بما يضمن تحقيق حل الدولتين.
السادة الحضور، ان ما تم بحثه اليوم من قضايا حيوية انما يمثل بداية لمرحلة ممتدة من التعاون الفعال مع دول “فيشجراد” سواء بشكل ثنائى أو من خلال صيغة ” فيشجراد + مصر” بهدف مواصلة الارتقاء بالعلاقات بين الجانبين وتكثيف التشاور بينهما على كافة المستويات.
وفي الختام، فإننى اتوجه بالشكر مرة اخرى للمجر على استضافة هذه القمة ولكافة دول تجمع “فيشجراد” على حرصهم على التنسيق والتشاور مع مصر بما يساهم في تعزيز العلاقات بين دولنا ويلبى طموحات شعوبنا.