هاهى أربعون يوما مضت على سفر شهداء دير الانبا صموئيل الى أورشليم السمائية ، وهانحن نصدق مواعيد الآب السمائى لنا ونعلن عند سؤالنا عن هويتنا الدينية ” اننا مسيحيون ” – هذه اللحظة الفارقة بين الحياة والموت شهدت للتاريخ وللزمن على مدى التمسك بايماننا المسيحى ..هذا مافعله أقباط المنيا (صباح الجمعة 26 مايو الماضى وهم فى رحلة سياحة روحية إلى دير الأنبا صموئيل بظهير الصحراء ) ، جهرا غير عابئين بالأسلحة الجبارة التى تمركزت برؤوسهم ، فما كان من أهل الشر وأتباع الشيطان الا أن يضغطوا على آداة الموت لينضم “30 ” شهيدا (حتى كتابة هذه السطور ) الى شهداء : ( الخانكة ، الزاوية الحمراء ،أبو قرقاص ، الكشح الاولى والثانية ، ماسبيرو ، الخصوص ، كنيسة القديسين بالاسكندرية ، شهداء مصر بليبيا ، كنيسة البطرسية بالعباسية ، كنيستى مارجرجس بطنطا ومارمرقس بالأسكندرية .معذرة اذا كنت قد نسيت بعض الأحداث الدامية ) “فَكُلُّ مَنْ يَعْتَرِفُ بِي قُدَّامَ النَّاسِ أَعْتَرِفُ أَنَا أَيْضًا بِهِ قُدَّامَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ” ( مت 10: 32 )
وهذا الحدث التاريخى العظيم اذا كان قد تميز بالاعلان عن الايمان جهرا ، فهناك سمة أخرى تدخله التاريخ من أوسع الابواب ، ذلك أن شهداءنا العظام نرى بينهم أطفالا ثلاثة جبابرة فى الايمان اعترفوا وانضموا إلى مصاف الأطفال الشهداء الذين تمتلئ بهم السماء ..
ان القارئ لسير وشهادة وعذابات هؤلاء الاطفال الجبابرة عبر عصور التاريخ ( خاصة عصر الرومان ) ليدرك سر الحب الأعظم ويجد ذاته وكأنه يحلق فى السماء وتتملكه الرغبة فى العيش فى الأحضان الالهية ومعية هؤلاء الأطفال …
تبدأ هذه الرحلة بالأطفال شهداء بيت لحم (باكورة شهداء المسيحية ) ، ثم ندخل الى العمق مع شهداء عصر الرومان ، ولن تنتهى الرحلة بالشهداء الأطفال فى عصرنا الحديث هذا بل فى كل مرة ينضم الى الكنيسة المنتصرة الذين يخلصون … «دَعُوا الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ، لأَنَّ لِمِثْلِ هؤُلاَءِ مَلَكُوتَ اللهِ. ” ( لو 18 :16 )
أطفال بيت لحم ..باكورة شهداء المسيحية:
يمثل أطفال بيت لحم ” باكورة شهداء المسيحية لأنهم أول من قتلوا من أجل السيد المسيح ، وحدث هذا في السنة الثانية لميلاد المسيح، وقد وثق انجيل معلمنا متى البشير هذا الحدث العظيم فى التاريخ ( مت 2 : 1-23 ) وذلك ان هيرودس الملك لما استدعي المجوس سرا وتحقق منهم زمان ظهور النجم أرسلهم إلى بيت لحم ليفتشوا بالتدقيق عن الصبي وطلب منهم قائلا إذا وجدتموه فعودوا واخبروني لكي آتي انا أيضًا واسجد له. فذهبوا ووجدوا الصبي مع أمه فخروا وسجدوا ثم قدموا له هدايا ذهبا ولبانا ومرا وإذ كانوا متأهبين للرجوع إلى هيرودس أمرهم ملاك الرب في حلم بان يعودوا إلى كورتهم في طريق أخر.
و بعد ما انصرفوا إذا ملاك الرب قد ظهر ليوسف في حلم قائلا قم خذ الصبي وأمه واهرب إلى مصر. وكن هناك حتى أقول لك. لان هيرودس مزمع ان يطلب الصبي ليهلكه. فقام واخذ الصبي وأمه ليلا وانصرف إلى مصر وكان هناك إلى وفاة هيرودس لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل من مصر دعوت ابني.
حينئذ لما رأي هيرودس ان المجوس قد سخروا به غضب جدا فأرسل وقتل جميع الصبيان الذين في بيت لحم وفي كل تخومها من ابن سنتين فما دون بحسب الزمان الذي تحققه من المجوس وقد أراد هيرودس بذلك ان يقتل الطفل يسوع في جملتهم. وقيل ان هيرودس احتال لتحقيق غايته الأثيمة بان أرسل إلى تلك البلاد قائلا لهم بحسب أمر قيصر يجب إحصاء كل أطفال بيت لحم وتخومها من ابن سنتين فما دون. فجمعوا مئة وأربعة وأربعين آلف من الأطفال علي أيدي أمهاتهم وقد ظن ان يسوع معهم وحينئذ أرسل الملك قائدا ومعه آلف من الجنود ( كما يذكر التقليد الكنسى ) فذبحوا هؤلاء الأطفال علي أحد الجبال في يوم واحد: وبهذا تم قول النبي أرميا: “صوت سُمِعَ في الرامة Rama نوح وبكاء وعويل كثير. راحيل تبكي علي أولادها ولا تريد ان تتعزى لأنهم ليسوا بموجودين “وذلك لان بيت لحم منسوبة لراحيل (زوجة ابينا يعقوب ) وقد قتلوا بجوار مدفنها الواقع قرب بيت لحم.
كان هيرودس مريضًا بالشك، فقد شكّ في كل من حوله حتي أسرته، يخشى مؤامرة القريبين قبل البعيدين. تزوج عشر نساء، أنجبن له أولادًا كثيرين جمعهم القصر، ولكنهم يتصارعون في
سبيل شهوتهم للمُلك، ومن ثَمّ أصبح القصر مسرحًا للفتن والمؤامرات.ففتك بمن حوله، لقد قتل كثيرين من أعضاء السنهدريم، ثم قتل ابنيه الإسكندر وأرسطوبولس، وقبل موته بخمسة أيام قتل ابنه أنتياتير، ثم قتل زوجته مريمنا وأمها، وقبيل موته أوصى باعتقال جميع شرفاء اليهودية
وقد قال القديس يوحنا الإنجيلي فى سفر الرؤيا : انه رأي نفوس هؤلاء الأطفال وهم يصرخون قائلين حتى متي أيها السيد القدوس والحق لا تقضي وتنتقم لدمائنا من الساكنين علي الأرض. فأعطوا كل واحدا ثيابا بيضا وقيل لهم ان يستريحوا زمانا يسيرا ايضا حتى يكمل العبيد رفقاؤهم واخوتهم أيضًا العتيدون ان يقتلوا مثلهم ( رؤ 6: 10 – 11 ) ” وقال ان التسبحة التي يسبح بها الأربعة الحيوانات والشيوخ لا يعرفها إلا المئة والأربعة والأربعون آلفا هؤلاء الأبكار الذين لم يتنجسوا من النساء لأنهم أطهار وهم مع الرب كل حين يمسح كل دمعة من عيونهم فطوبي لهم وطربي للبطون التي حملتهم.( رؤ 14 : 1 -3 ) ولكن لماذا ” 144000 ” كما ورد في ليتورجياتنا، كذلك في سفر الرؤيا؟ والإجابة أنهم يمثّلون كنيسة العهدين القديم والجديد يمثّلها 12 سبطًا و12 تلميذًا.. وهم بالتالي النفوس المكرّسة للسيد المسيح في كل جيل.هؤلاء هم الشهداء الأوائل الذين سقطوا على اسم المسيح بعد ولادته بالجسد،. أنهم مقدّمة للحَمَل الجديد الذي سيتألّم ويُذبَح لأجل خلاصنا. وقد قُدَّموا كذبيحة أولى لميلاد المسيح الإله الطاهر وقُدِّموا له كباكورات، وصار لهم أن يتهلّلوا لأنهم ذُبِحوا من أجل المسيح.
ويسجل لنا التقليد الكنسي أن القديس يوحنا المعمدان كان ضمن الأطفال المستهدفين، وقد وضعه أبوه زكريا الكاهن – بحسب هذا التقليد – فوق المذبح، وكأنه يقول للرب: “هوذا الذي الذي أعطيتنيه بعد طول انتظار يسعى إليه هيرودس ليقتله”، ومن هناك حمله ملاك الرب إلى البرّية حيث ظلّ هناك إلى يوم ظهوره لإسرائيل. ولكن ما فشل فيه هيرودس الأب فعله هيرودس الابن والذي قتل يوحنا إكراما لهيروديا .
يبدو أيضًا أن مقتل أطفال بيت لحم كان مثالاً ومقدّمة لما ستعانيه الكنيسة على مدار تاريخها، وإيذانًا بتمام وعود الله بأنبيائه في شخص الطفل يسوع …
الشهداء الأطفال فى عصر الرومان:
ويمضى بنا التاريخ ليسجل حلقة الاضطهادات العشرة التى عبرت على الكنيسة فى العصر الرومانى : ( الامبراطور نيرون عام 64 م ، الامبراطور دوميتيان عام 81 م ، الاضطهاد الذى بدأ فى عصر تراجان عام 106 ، الاضهاد الرابع تحت حكم مرقس أوريليوس أنطونيوس عام 166 ، الاضطهاد الخامس الذى بدأ مع ساويرس عام 193 ، الاضطهاد السادس فى عهد مكسيميانوس التراقى عام 235 ، الاضطهاد السابع فى عهد ديسيوس عام 250 ، الاضطهاد الثامن على يد فاليريان الطاغية عام 257، الاضطهاد التاسع فى عهد اوريليان عام 274 ، الاضطهاد العاشر فى عهد دقلديانوس 284 م بدء التقويم القبطى للشهداء شهداء عصر الرومان لقد شهد ذلك العصر القاسى الآلاف من شهداء المسيحيين وذلك بعد سلسلة من العذابات ، على اننا هنا نخصص الحديث حول الشهداء الأطفال بما يمثله من بشاعة الحدث وقسوة الاضطهاد المسلط على رقاب اطفال أبرياء استحقوا عن جدارة أن يدخلوا التاريخ ( بلغة الأرض ) ناهينا عن أمجاد الأبدية المتناهية السعادة ( حيث احضان السيد المسيح ).
انه ليعوزنا الوقت لأن نذكر هؤلاء الأطفال الشهداء الذين تمتلئ بهم السماء وقد تقدست بسيرتهم الطاهرة كتب التاريخ ( نقرا عن ابانوب النهيسى ، والأنبا ونس ، أولاد الشهيدة رفقة الخمسة ، أولاد الأم دولاجى الأربعة ، أجنس ، ديوليزيا ، مهرائيل ، الطفل بيسر ووالدته ، الفتى شونسيا الصبي بونتيكوس القديسة ، كرستينا الشهيدة ، بيفام خال مار يوحنا الهرقلي ، باخوم وضالوشام أخته، زكريا الطفل ، كيرلس الطفل ، ماكسيما ودوناتيلا وسيكوندا ، ماماس أو ماما ، ليارية ، كرياكوس ويوليطة أمه ، وتأتى سيرة الطفل الشهيد فيلوثاؤس (طفل المعجزة ) لتمثل قصة شهيد جبار نشأ وثنيا وآمن بالسيد المسيح بعد ظهوره له بعد لجاجة فى الصلاة عن الاله الحقيقى ، حدث هذا فى سن العاشرة وحدث ان فارق ابواه الحياة فحزن حزنا شديدا لأنهم مضيا وهما ليسا فى الايمان الصحيح ، فجثا يصلى من أجلهما وعاد ا للحياة بناء على الوعد الالهى له باقامة الاموات ، وكان بعد عودتهما حدثا عن الجحيم وكيف صعدت صلاة ابنهما كالخور الى السماء وانقذتهما من الهلاك الابدى ، مما أثار حفيظة الشيطان الذى أوعز الى الامبراطور دقلديانوس أن يضطهده بأن يذيقه كافة العذابات ثم ينال اكليل الشهادة ..
ومن السير الروحية أيضا : الشقيقات الثلاث ( بيستس وهيلبيس وأغابى ) كانت أمهن صوفية وثنية من إحدى مدن إيطاليا ، ورزقت بعد زواجها بهؤلاء الفتيات الثلاث ، إهتدت إلى الإيمان
المسيحي ، ولذا رحلت مع بناتها إلى رومية بقصد نوال نعمة العماد – وربما كان ذلك عقب ترملها . وبعد عمادهن إستترن بنعمة إلهية خاصة ، وتولدت في الأم غيرة قوية لتبشير غير المؤمنين فشرعت تعمل بين الوثنين ، حتى كشف أمرها ، وكان ذلك في عهد الإمبراطور هدريان (117 – 138 ) ،وما أن علم الإمبراطور حتى استدعى الأم مع بناتها . وأمام الإمبراطور أظهرن جميعا ثباتا رائعا ، فأمر بقطع رأس بيستس وهلبيس ، وكان عمر الأولى 12 سنة والثانية 10 سنوات ، أما أغابي – وكان عمرها تسع سنوات – فقد أمر بحرقها ، وإذ لم تحترق أمر بقطع رأسها هي الأخرى ، أما الأم فرافقت أجساد بناتها إلى الدفن ، وهناك ألقت نفسها فوقهن ، وأسلمت روحها في يدي الرب ..
الشهداء الاطفال فى العصر الحديث:
وتمضى آلة الزمن ..هاهى تستقر بنا فى الألفية الثالثة ..هانحن نتذكر _ فيما نتذكر _ الماضى القريب حادثة الوراق عندما اعتدت الأيدى الارهابية على احدى كنائسها ..نتذكر الطفلتين ” المريمتين ” اللتين خرمت جسديهما عشرات الرصاصات .. نتذكر شهداء كنيسة القديسين فى الليلة الأخيرة لعام 2010 ومازالت كلمات احدى الامهات ترن بأذنى عن طفلتها الشهيدة عندما سقطت بجوارها على الأرض لتلملم أشلاءها المتناثرة .. وفى عودة للماضى القريب جدا نتذكر شهداء البطرسية فىأحد أيام صوم الميلاد ..سيظل مشهد العرس الدامى لكل من الطفلتين ماجى مؤمن ودميانة أمير فيكتور ماثلا أمامنا عندما أصرت الوالدتان على ارتداء الملابس البيضاء ..ماجى مؤمن الطفلة الموهوبة , ودميانة الجديدة التى تذكرنا بالشهيدة العظيمة دميانة اميرة الشهيدات التي فضلت الموت علي حياة القصور والزواج فى عصر دقلديانوس اواخر القرن الثالث الميلادي واستشهدت وعمرها اكبر قليلا من ، 18عاما وهاتان الطفلتان الشهيدتان قدرت لهما الحياة بضعة أيام بعد ضربة الغدر فى 11 ديسمبر الماضى .
لم يمض من عمر الزمن سوى ثلاثة أشهر وجاء احتفال الكنيسة العظيم بأحد الشعانين فى 9 ابريل ، وبينما الجميع فى حالة التسبيح والعيون نحو السماء تأتى ضربتان لم يفصل بينهما سوى ساعتين تقريبا لكنيسة الشهيد العظيم مارجرجس بطنطا والشهيد العظيم مارمرقس الذى ارتوت أرض الاسكندرية بدمائه عام68 م..هاهى لوسيندا ذات الثلاث سنوات تسقط صريعة فى الحال وهى ترتدى فستانها الجميل وتمسك بيد الام التى فقدت النطق والوعى …
تتوقف آلة الزمن عند المحطة الأخيرة …هاهم الاقباط وقد تجمعوا من عدة محافظات فى اتجاههم الى دير الأنبا صموئيل المعترف بظهير الصعيد وسيلتهم فى ذلك ثلاثة : أتوبيس رحلات وسيارتين ربع نقل ، وقدمت هذه الحلقة من الاستشهاد ثلاثين مسيحيا من الرجال والنساء والاطفال بالاضافة الى المصابين وقد رفضوا جميعا انكار السيد المسيح حيث رفع الاطفال أيضا ايديهم وقالوا احنا مسيحيين ومنهم من أخذ طلقة الرصاص فى فمه ( وكيف ينكروا ونحن أبناء الشهداء على مر العصور فقد صرنا من قبل طعاما للوحوش الجائعة وذاق أجدادنا كل صنوف العذاب منهم من نال اكليل الشهادة ومنهم من صار من المعترفين …)
يحضر أمامنا ثلاثة شهداء : مارفى هانى موسى ذات الأربع سنوات ، و ماروسكا مينا صموئيل ذات العامين التى استشهدت مع ابيها وجدها وهنا نذوب عطفا ورحمة ونتعلم درسا يبكتنا .. هاهى الاسلحة بعدما تقتل ماروسكا تتجه هائجة بكل توحش الى يدها لتزيل علامة الصليب المقدس ، ايضا نذكر بكل الفخر الشهيد بيشوى عياد الذى لاتزال أمه تحتفظ بردائها المخضب بدمائه الطاهرة ، أما الأطفال الذين لم ينالوا الشهادة فيروون أهوالا جعلت منهم (معترفين ) ، من هؤلاء : الطفلة جوليا ابراهيم – تلميذة بالصف الثانى الابتدائى التى تحكى عن ذهابها مع والدتها فى رحلة لدير الانبا صموئيل بالمنيا نظمها أحد اقاربهم فتقول : عند وصولهم لمدق الدير استوقفتهم أربع سيارات أحاطوا بالأتوبيس سياراتان بجوارهم وسيارتان من الخلف ، ثم نزل مسلحون وأطلقوا بنادقهم الآلية على الأوتوبيس ، فتوقف السائق .
وأضافت : صعد المسلحون الأتوبيس، وعندها أخفتني أمي تحت المقعد ووضعت حقيبتها على الفاصل بين المقعد والمقعد الأمامي فاختفيت تماما، وخلال لحظات انطلق صوت الرصاص ووجدت دماء تسيل وتصل إلى أسفل المقعد بجانبي .وعندما توقف الرصاص رفعت رأسي من تحت المقعد فوجدت أمي غارقة في دمائها وحاولت أن أتحدث معها لكنها لم ترد علي، وبعد أن نزل الإرهابيون من الأتوبيس حاولوا حرقه ولكنهم شعروا بوجود سيارة قادمة، ففروا هاربين ..
أيضا الطفل فام سامح محسن، 8 سنوات، والذي تلقي رصاصتين في جسده، إحداهما نفذت من الجسم والأخرى استقرت بالكتف ر، والذي شاهد مقتل 8 من أفراد أسرته بينهم والده وعمه وعمته وشهد إصابة والدته وجدته ..
أما ماركو، أحد الاطفال الناجين أيضا يقول إنه قد فوجئ بتواجد مجموعة ما من ملثمي الوجه بإيقافهم السيارات التي تتجه إلى الدير ، وبحوذتهم بعضا من الاسلحة الالية. سألوا ابي عن بطاقته الشخصية وبعدما رأوها قاموا بإطلاق الرصاص عليه، وعلى جميع ركاب الأتوبيس وتركوني أنا وأخي”. واكمل قائلا ” كانوا عمالين بيصوروا الحادثة من البداية حتي نهايتها، وكان واحد منهم لابس أسود وكان مختلفا عنهم كلهم وبعد القتل رددوا : ” الله اكبر” . وقد حمل ماركو رصاصه من سلاح آلي قد أخذها من مكان الواقعة.
حقا أن السماء لتمتلئ بالأطفال الشهداء من كل مكان وزمان ولتفرح بهم ، وليمجدهم التاريخ على مر العصور ،و نحن أيضا فى حياتنا على الأرض نردد : ” انظروا إلى نهاية سيرتهم فتمثلوا بايمانهم ” ( رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 13:7)
.