بحضور نيافة الانبا مارتيروس اسقف كنائس شرق السكة الحديد والقمص يوحنا كامل راعى كنيسة الشهيد العظيم مارجرجس بالشرقية، أقيمت ندوة بعنوان “مواجهة الإلحاد بالتفكير العلمى “
يشير نيافة الانبا مارتيروس في تصريح خاص لوطني الى أن سبب إقامة هذه الندوة هو ظهور أفكار إلحادية وسط الشباب، بالإضافة إلى الحرص على تحصين الشباب وعمل وقاية كاملة لهم حتى يكون لديهم تحديات فكرية ومقاومة للأفكار الواردة حولهم أو عن طريق الانترنت والتى تدعو إلى التشكيك في وجود الله، وخاصة بعد أن انتشرت بعض الأفكار مثل: أن الإنسان آلة وقد وجد بالصدفة وأيضا انتشار فكرة وجود الكون بالصدفة.
من جهته أكد القس يوحنا كامل راعى كنيسة الشهيد العظيم مارجرجس ان الندوة عقدت بعد أن ظهر بالفعل فكر إلحاد بين الشباب فى الكنائس، لذا تنعقد هذه الدورة لتنمية مهارات الخدام – بداية من خدام إعدادي حتى قطاع الشباب على مستوى جميع الكنائس وتكون مدة هذه الدورة ستة أسابيع كل ثلاثاء
ويقوم بإلقاء المحاضرة الدكتور مجد إلياس – المحاضر بمعهد الرعاية، وتكون محور الندوات عن الشباب الذى يعمل ومتخصص أكثر في مجال الانترنت والأبحاث العلمية.. ويتم الشرح من خلال هذا المدخل والاعتماد على نظام البحث العلمي أكثر من المحاضرة، وبهذا يتم تدريب الخدام والتواصل بعد ذلك مع الملحدين من الشباب وتقويم وتصحيح أفكارهم وبخاصة الشباب الذين يحبوا إثبات وجودهم عن طريق لفت النظر إليهم وبالتالى يلجأ إلى مثل هذه الأفكار.
وأكد الدكتور مجد إلياس فى تصريح ” لموقع وطنى ” أن هذه الدورة تقوم على مقاومة الالحاد باستخدام نظريات التعلم من خلال الشرح والتوضيح بأن العلم والايمان يكملان بعضهما البعض وليسا متناقضان وان معرفة النظريات العلمية الحديثة تسهل فى تبسيط مفاهيم جدلية فى المقاومة والالحاد. وإذا تم عقد هذه الندوة لتعليم وتدريب الخدام على تبسيط العلوم حتى لا يكون هناك تناقض بين العلم والايمان وان معرفة العلوم هى لتمجيد عمل الله، وتدريبهم على ألا يأتى نوع من التشكيك فى وجود الله من خلال دورات تستمر لمدة شهر ونصف ويحصل بعدها الدراس على شهادة..
بدأ الدكتور مجد إلياس محاضرته فى كورس “مقاومة الإلحاد بالتفكير العلمي” بعدة محاور علمية هامة.. نكتشف بعدها ما تؤيده آيات الكتاب المقدس، حيث يمكن مواجهة الإلحاد بالتفكير العلمي الذي يظهر حكمة الله في الخليقة .. وكينونته .. ولكن كيف نواجه فكر الملحد:
1. يمكن مواجهة الملحد بنقض أسئلته .. أي بالتشكيك فيما يفكر فيه .. أو مواجهته بأن ما يفكر فيه ليس في محله.. لأنه يطرح فكرا ليس له حلا من وجهة نظره .. فكيف أقبله منه؟ إذا يجب أن يقبل الحوار العلمي حول ماطرحه من فكر إلحادي… ومايمكن أن نضعه أمام قضايا علمية .. نؤكد له من خلالها وجود الله بالفعل
2 الدخول مع الملحد في فهم أهم محاور الحوار العلمي .. وهو عنصر الزمن !! .. أي الزمن وموقف الله منه والزمن بالنسبه لمخلوقاته الأرضية والكونية. وفي ذات الوقت موقف الإنسان بالنسبة للزمن .. فالإنسان زمني .. أما الله نكتشف انه خارج الزمن .. أي فوق الزمن .. وذلك من خلال زمن نشأة الكون .. فهناك من أنشأ الكون فيكون هو من أوجد الزمن … أي هناك خالق أوجد الزمن . أو كما يسميه اليونان في فلسفاتهم الطاقة المحركة للحياة والمتحكمة ويسمونه اللوغوس أي الكلمة. وماذا يقصد بالكلمة هي نطق الله العاقل أو فعل الله الناطق ..فإذا يعتبر الله الخالق قبل الأزمان .. أي له وجود وأزلي
3. هناك ثلاثة أسئلة من خلال طريقة التفكير العلمي يمكن طرحها .. وهي لماذا الله؟ وكيف نصفه؟ وهل أختبر وجوده؟ . بالنسبة لسؤال هل أي هل تعلم بما تناقش فيه؟ وهل هناك أمر لم تلاحظه عن وجود الله؟ أي هل تعلم كل أبعاد الله ؟ وهل ماتراه أو تعرفه مبني علي الحقيقة الدامغة الخالصة؟ أم هناك حقائق أخري لا تعلمها؟ وهل هناك معلومات حول الشيئ لم تذكر؟ هل ماتعتقده هو توقعاتك أم أمر واقع أي هل ماتفكر فيه هو عن يقين أم عن إحتمالات؟
4. معرفة كيف نشأ الكون لابد أن نعلم أن علم نشأة الكون يندرج تحت دراسة الأزمنة أما ماقبل الزمن لانستطيع أن نعرفة !!! لذلك يقول الوحي الإلهي في رو 11 : 34 «لأَنْ مَنْ عَرَفَ فِكْرَ الرَّبِّ؟ أَوْ مَنْ صَارَ لَهُ مُشِيرًا؟ .. إن البعد الرابع عند الله بالنسبة للمخلوقات هو الزمن !! فإننا أقصي مانراه هو البعد الثالث .. أما الله فعنده أبعاد خاصه بالبعد الرابع والخامس وأبعاد أخري لا نعلمها… فما نراه مثلا في الكون يراه الله بأبعاد أخري وأعلي منا . إذا ليس كل مانراه حقيقة !! أنظر إلي نظرية ال Big Bang . البيج بانج .. حيث أن العلم لم يصل إلي إكتشاف ماقبل الزمن .. ولا يعرف ماذا سيكون خارج الزمن !! لذلك قال السيد المسيح “ليس لكم أن تعرفوا الأزمنة ولا الأوقات التي وضعها الله في سلطانه” ولا حتي “اليوم ولا الساعة” وكل إحتمالات البشر تندرج تحت ما أشار إليه معلمنا بولس الرسول 1كو 13فَإِنَّنَا نَنْظُرُ الآنَ فِي مِرْآةٍ، فِي لُغْزٍ، لكِنْ حِينَئِذٍ وَجْهًا لِوَجْهٍ. الآنَ أَعْرِفُ بَعْضَ الْمَعْرِفَةِ، لكِنْ حِينَئِذٍ سَأَعْرِفُ كَمَا عُرِفْتُ” ومن الطبيعي اننا عندما ننظر في المراية نري بعدين فقط .. وقد نعلم البعد الثالث في الحقيقة .. ولكننا نري في المراية بعدين .. وهكذا فإن إيماننا بوجود الله نعتبره البعد الثالث ..
5. نحن نعلم الأية “أن يوما عند الرب كألف سنة وألف سنه كيوم عنده” .ومن خلال نظرية البيج بانج نستطيع أن نفسر هذه الأية … فنحن في داخل الزمن نشعر بالزمن .. أما الله فلأنه خارج الزمن يكون الزمن عنده لا شيئ.
ثم دارت المناقشات من المشاركين مع المحاضر الدكتور مجد إلياس