–
تقليد تصاعد رائحة البخور الوردى الكثيف من فوهة بئر المياه القديم فى تذكارات عيد رئيس الملائكة الجليل ميخائيل 12 بؤونه – القبطى تقليد قديم متوارث يحمل الشهادة له قرابة الالف اسرة بكنيسة قرية قرقارص 7/8 كم جنوب مدينة اسيوط والذى يصل تعداد سكانها حوالى الـ 6 الاف نسمة ،وغير متعارف اسباب تصاعد رائحة البخور وانتشارة بين بيوت اهالى القرية، فقط ما يرددونه – طوال سنين مضت – ارتباط بئر المياه القديمة برئيس الملائكة الجليل ميخائيل، ولا يعلمون اصل تسمية البئر بهذا الاسم ؟ هل ترجع إلى ظهورات روحية لرئيس الملائكة ميخائيل بهذه المواضع ودليلهم فى ذلك رائحة البخور الصاعده من مياه البئر شديده العزوبه ام ماذا ؟
والاشد غرابة ما يتردد هنا ، أن الاسر القروية يأتون فى مواسم عيد الملاك إلى بئر رئيس الملائكة ويصنعون له ( اقراص – كعك الملاك ) والمعروف شعبيا باسم ( المنون ) كالتقليد ويلقون بالفطائر فى فوهة البئر فاذا تزامن ذلك مع صعود البخور الوردى العطرى يشعرون بان ذلك علامة لرضا الله والملاك ميخائيل عنهم ،بل ويقولون “أن الشخص اللى ربنا زعلان منه ومش راضى عنه، ظالم او سارق او كاذب، لن يشعر او يتنسم او يرى صعود البخور العطر من فوهة البئر” .
ومن التذكرات المقدسة ان تصاعد رائحة البخور كان يتزايد كثافة اثناء صلوات طقس القداس الالهى والمواسم الكنيسية بصفة عامة، حيث يعلو ويمتزج بالهواء ويتغلغل من نوافذ البيوت الريفية ويملأ البيوت المجاورة للكنيسة برائحة ذكية ومناخ عطرى سماوى .
وكان بئر رئيس الملائكة الجليل ميخائيل تقع بحرى صحن الكنيسة مباشرة من الخارج ،والكنيسة الصغيرة -قبل التجديد – شيدت على ارض فضاء كانت قديماً مزروعة ببعض اشجار النخيل وكانت ملكية الارض تضم عدد كبير من الورثة يستفيدون من ثمار البلح وينتفع بها اهالى المنطقة فى وضع السبخ ( فضلات الحيونات التى كانت تستخدم كسماد للارض الزراعية ) .
ويروى لنا ابونا ميصائيل كاهن كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل بقرقارص قصة بناء الكنيسة بالقول : فى احد الايام من عام 1969م كان ابونا المتنيح داود بطرس كاهن قرية شطب – اسيوط وقتئذ يحضر صلاة اكليل احد ابناء القرية واقترح بناء كنيسة فى هذا المكان ليستفيد بخدماتها شعب القرية وامسك ابونا بعصا الرعاية وعمل بها خطوطا حول المكان.
ومنذ تلك اللحظة شاءت ارادة الله ان يقوم احد ابناء القرية – المرحوم عدلى لبيب – بالتوجه مسرعاً إلى نيافة المتنيح الانبا ميخائيل مطران اسيوط بمقر كنيسة القديس مرقس الرسول ( المطرانية ) بمدينة اسيوط واخذ اذناً للقاء نيافتة ،وتقدم بطلب اقباط قرية قرقارص بالموافقة على بناء كنيسة لاهل القريه فى ذلك الموضع ، فبسط نيافة المتنيح الانبا ميخائيل يديه نحو السماء وصلى هكذا ( يارب شعبك فى قرية قرقارص يحتاجون ان تسكن فى وسطهم )، ونظر إلى المرحوم عدلى لبيب وجرى الحوار التالى ، قال له 🙁 خلاص روح وربنا هايدبر ، وسأله انتم لقيتم المكان فرد بالايجاب ايوه المكان موجود فقال انبا ميخائيل : طب هاتسموها ايه ؟ فرد على نيافته بالقول : هيه يا سيدنا متسمية من زمان ..على اسم رئيس الملائكة الجليل ميخائيل ، قال له نيافته : خلاص على البركة ، رئيس الملائكة هايتصرف ويقوم بالواجب .
عاد المرحوم عدلى إلى موضع البئر والمساحة التى حوله ليرى اشجار النخيل وقد بدت تجف وتساقطت ثمارها وعلى مر الايام رؤيت فى مواضعها وكانها مقطوعه بآلة حادة .. وبالرغم من الارتفاع الشاهق لبعض الاشجار فانها سقطت بهدوء من علو ولم تؤذى احداً .
واثناء عمليات البناء روى كبار السن من اهل القرية ما شاهدوه برؤى العيان قال احدهم : بان بعض الصبيه كانوا يلعبون بجوار مواد البناء ونواتج الحفر ، فتطلع بعضهم إلى داخل المبنى قبل اتمام البناء الذى يتم تهيأته ليكون كنيسة فإذ هم يصرخون ( نور .. نور .. نار .. )، ولما اقتربوا لينظروا داخل التجويف الموجود اسفل مذبح الكنيسة تجمع الاهالى ليجدوا بداخل التجويف 5 شبه شمعات موقدة موضوعة على شكل صليب ،فلما اقترب البعض ليلامس شبة النار الموقدة لم يشعروا ( بلسعات النيران ) وفوجئوا بانها نار مضيئة غير عادية ،حتى ان بعض الخدام فى ذلك الوقت حاولوا ان يقبضوا بايديهم على شبه نار الشموع الموقده فخرجت اشعاع النور من بين اصابعهم ولم يحترقوا ( كما اكد لنا الكثيرين ) وظلت شبه الشموع موقدة لمدة اكثر من ساعتين والشموع ذات الطبع الخاص لا تذوب ولا تترك موادها اسفلها ولكنها تتلاشى شيئا فشيئا حتى بقيت الفتائل فقط ودفنت فى موضعها .
وقد تم اخطار المتنيح نيافه الانبا ميخائيل مطران اسيوط بما حدث .. كلمة ،كلمة ففرح نيافته بما جرى بعدما استمع إلى كافه المصادر وقال لهم ( ان رئيس الملائكة دشن كنيسته بنفسه ) وفى 15يونيو 1969 ( 12بؤونه القبطى ) لما استكمل المبنى اوفد المنتيح نيافة الانبا ميخائيل مطران اسيوط القمص ايوب مسيحة لصلاة اول قداس الهى فى الموضع المقدس الذى دشنه رئيس الملائكه ميخائيل بنفسة واصبح كنيسه لاقباط قريه قرقارص وذلك بمناسبة عيد رئيس الملائكة الجليل ميخائيل وقد صلى الجموع خلفه وكان احتفالا عظيماً .
اكمل قدس ابونا ميصائيل كاهن كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل بقرقارص – اسيوط – بأن الموضع القديم للكنيسه قبل التجديد الاخير كان يقع بحرى القرية ويشهد له جميع السكان والوافدين بانه يحمل بركة خاصة يشعر بها ويتلامس معها الجموع كما كانت هناك ايقونه لرئيس الملائكة ميخائيل كان كل من يتقدم اليها يشعر فى محيطها بمهابة خاصة ورهبة ومناخ سماوى.
ومع عمليات التجديد انطمست البئر القديم واختفت الصورة ومع الامتداد العمرانى والزحف السكانى اصبح مبنى الكنيسة التى تم الانتهاء من تجديدها 6/6/2004 فى منتصف القرية تقريباً وتبلغ مساحة الكنيسة بعد التجديد الاخير 300 متر . وقد عانت الكنيسة كغيرها من الكنائس لكثير من المعوقات اثناء عمليه الاحلال والتجديد .
ويوالى حاليا نيافه الانبا يؤانس اسقف اسيوط وتوابعها جهود الرعاية والخدمة والصلاة .
تحمل الكنيسة نفس الخاصية الفريدة التى تتمتع بها معظم كنائس الشهداء والقديسين فى قرى غرب وجنوب والتابعه لمطرانية اسيوط فالمعروف والمتداول داخل نطاق القرى التى تنتمى لها هذه الكنائس وبين سكانها بانه لا يدخل بيوتها العقارب والثعابين وان تواجدت فانها لا تؤذى القروين فلا يؤتى بامصال او لقاحات لمستشفياتها لانها كما يرددون ويؤكدون الاهالى ( بان قراهم محصنة ) ضد مثل هذه الحشرات والبعض لا يعرف اشكالها اصلا .
حتما سيصيبك الذهول عندما تتحرك وسط هذه المواضع المقدسة وما بين العشرات الذين يتابعونك ويرشدونك للمزيد، فان القروين فى تلك النواحى لهم تلك السمة الايمانية الراسخة ، يحفظون الكثير من الشواهد المقدسة ويبهرونك اثناء الحديث عنها وابرزها هنا – ما ارتبط بالطقس الملائكى لتدشين مذبح رئيس الملائكة ميخائيل والنور السماوى والشموع الروحانية
يروون بان قدس ابونا يسى الكاهن بمطرانية اسيوط كان برفقته 2 من الشمامسة اثناء صلاة القداس الالهى عندما راوا معا مشهد ظهور لرئيس الملائكة واقفا بمهابة عند المذبح ، ترك الشمامسة عملهما واسرتهما بعد وصارا راهبان باحد الاديرة .
ويروون ايضا بالقول : بأن ابونا باسيلى المتنيح الكاهن بمدينة اسيوط كان يصلى القداس الالهى بالكنيسة فى الاحد الثالث من الخماسين المقدسة ففوجئ اثناء دورة القيامة بعد الخروج من الهيكل واثناء الطواف بصحن الكنيسة بان الشموع التى يمسك بها الشمامسة انطفأ فتيلها وظلت هكذا ،إلى ان دخل موكب الايقونه كالتقليد بالعودة إلى داخل مذابح الكنيسة فتلاحظ ان الشموع اوقدت فتائلها تلقائياً
فى مشهد يؤكد ارتباط هذا المذبح الارضى بالمذابح السمائية وارواح الملائكة الملتهبين ناراً .
طوباك انبا ميخائيل قديسنا الجليل (قديس المغارة ) رجل الصلاة والبركة فى عيد ميلادكم الموافق يوم_-
3-7- 2017