قيل قديما أن نصف جمال المرأة في شعرها ،حتي أن الفراعنة برعوا في تركيب الشعر المستعار وكانوا أول من استخدمه ،وكان الفراعنة محترفون في صناعة الشعر حتي أصبحت تجارة شائعة حول العالم، بل وتسابقت كبريات الدول علي تسويق شعر نسائها عالميًا، حتي اعتمدت تجارة الشعر كتجارة رائجة عالميًا.
جدير بالذكر أن حجم تجارة الشعر يبلغ نحو 80 مليار دولار ،إلا أن معظمه يأتي بشكل غير مشروع.
ولا عجب أن رحلة وصول الشعر لأي سيدة تخلفها العديد والعديد من القصص، بعضها يلفه الفقر والاستغلال والمرض، وربما يتم تجميعه من المخلفات.
هذا وتستخدم الصين والهند أساليب الترهيب والعنف والاستغلال لإجبار السيدات علي حلق شعرهن، أما في شرق أوروبا فالفقر هو الورقة الرابحة للضغط علي شعوبها، وأما في أوروبا فتقوم النساء بكامل حريتهن بالاتجار بشعرهن، بل وحتي أن بعضهن تركن أعمالهن وتفرغن لتلك التجارة ، حتي أننا نجد عالم السينما في أمريكا وفرنسا ومصر هو الاكثر استخدامًا للشعر المستعار، وهو مايمثل قطاعًا رائجًا.
1-تجارة الشعر في مصر:
وفقًا لتقارير شعبة الكوافير برئاسة محمود الدجوي بالاتحاد العام للغرف التجارية، فإن مصر تستورد بقيمة 100 مليون جنيه مصري سنويًا ، وتقوم بالاستيراد من الهند والصين والبرازيل وإيطاليا، إلا أن الشعر الهندي يعتبر الاكثر رواجًا ومبيعًا في الاسواق المصرية، بل ويصل سعر الجرام الواحد إلي 17 جنيهاً، لقدرته علي تحمل درجات الحرارة المرتفعة وسماكته وقابليته للصبغة ومكواة الشعر.
هذا وتعد مصر هي الدولة الاولي-عربيًا-التي دخلت بها تجارة الشعر المستعار، إلا أنه وبعد قرار رفع أسعار الجمارك عليه بنسبة 40%، انخفضت قيمة الاستيراد قليلاً حتي وصلت إلي 60 مليون جنيه مصر قابلة للزيادة خلال الفترة المقبلة.
يذكر أن مصر لايوجد بها تجارة للشعر الطبيعي ، حيث أننا لا نملك مصانع تقوم بتصنيع الشعر المستعار، إلا أننا نستورد الشعر الطبيعي، ونقوم بتجميعه علي هيئة باروكات فقط، وسبب ذلك يعود إلي طبيعة الشعر المصري الخفيفة والتي تتساقط وراثيًا أو بحكم الطبيعة المناخية، حتي أننا نجد الكثير من الشباب من الجنسين أصابهم الصلع مبكرًا ، فضلًا عن استخدامنا المتزايد لمستحضرات التجميل الكيماوية كالشامبو، وكذلك انتشار المنتجات مجهولة المصدر، وهي الرائجة نسبيًا في مصر.
وذلك علي عكس مانجده في الهند والصين ، حيث يستخدمون الاعشاب والزيوت الطبيعية، الي جانب النمط الغذائي السليم، مما يعزز وجود شعر أكثر قوة وتحملاً وأقل تساقط.
هذا وتنافس الامارات مصر في الاستيراد خلال السنوات السابقة، حتي أنها فتحت العديد من الاسواق للترويج لهذه السلعة ،بينما تستورد من الهند وايطاليا وفرنسا والبرازيل ، وتستورد بعض دول الخليج من الامارات بشكل مباشر.
2-شرق أوروبا:
بدأت تجارة الشعر في شرق أوروبا على استحياء حتي تحولت بشكل علنى في وقت سريع جدا، وأخذت طريقها بسبب الفقر المُدقع الذى تعانيه كثير من السيدات خصوصًا بدول مثل أوكرانيا وبلغاريا ورومانيا وكرواتيا وصربيا التى تعانى مشاكل اقتصادية، وبحسب المؤشرات فإن عدد النساء هناك أكثر من الرجال مما جعلهن يتاجرن بأى شىء، وبالتالى عرفت تجارة الشَّعر رواجًا أساسيًا كسلعة أولى بأوكرانيا وبلغاريا ورومانيا، خاصة مع تدنى فرص العمل، وأصبحت الإعلانات والملصقات تغزو الشوارع مع ضرورة توافر شروط الشَّعر المناسب لمن ترغب بالبيع، وقد ازدهرت تلك التجارة حتى أصبح بأوكرانيا أكثر من 30 وكالة للشَّعر تكمن مهمتها فى البحث عن النساء المضطرات لبيع خصلات شعرهن مقابل الحصول على مبلغ زهيد من المال وبالتالى استغلال فقر تلك الشعوب، ويتزايد الطلب على نوعيات ذلك الشَّعر لأن طبيعته لا تختلف عن شعر دول غرب أوروبا التى تنفق نساؤها ما يزيد على ألف يورو يوميًا، والتى بدورها تبيع نحو 150 كيلو جرامًا أسبوعيًا لأمريكا وألمانيا، كما يأتى وكلاء من الهند والصين الذين يستغلون فقر تلك الشعوب ويتجولون بالقرى الفقيرة بأوروبا الشرقية لشراء الشَّعر مقابل أسعار زهيدة ثم إعادة بيعه لأوروبا وأمريكا، وتعد بلغاريا وأوكرانيا ورومانيا أكثر البلدان الأوروبية المنتجة للشعر بأوروبا.
لم تترك الدول شيئًا إلا وجعلته ماركة تجارية تجتذب شعوبًا أخرى، بداية من الأدوية ومستحضرات التجميل والأجهزة والملابس والأثاث وغيرها، حتى جعلت من الشَّعر سلعة تضع لها مكانًا على الخريطة الاقتصادية العالمية.
3-الصين:
إلا أنه وعلى الرغم من أن الصين تضع قوانين تحظر استغلال شَعر النساء تجاريًّا،ولكنها تسجل ثانى أكبر دولة بالعالم فى عملية تصدير الشَّعر،حتي انهم يتحايلون على القانون ويصدِّرونه إلى الأسواق المصرية (الـ100 جرام بـ150 جنيهًا)، والأمريكية والفرنسية والروسية والبريطانية.
وتصدير الشَّعر المجعد -بعد تجعيده- إلى الدول الأفريقية خصوصًا الكاميرون والسنغال وغانا وكينيا.
بل وتستورد الصين الشَّعر من فيتنام وبورما والفلبين وكوريا، وتعالجه، ثم ترسله للأسواق العالمية، وتحقق نحو 8 ملايين دولار شهريًا من أمريكا فقط، وعلى الرغم من أن علامة (صُنع فى الصين) قد تُصيب الكثيرين بالتشكك فى مصداقية المنتج، فإنها تلك المرة قد تكون فى موضعها، حيث تقوم الصين بتصدير شعر مُختلط ما بين الطبيعى والبلاستيك الصناعى، مما يؤدى إلى سرعة تلفه وتساقطه، لأنه غير قابل للصبغة، وتعمل نحو أكثر من 400 شركة على تلك العملية، وتبيع منتجها بـ887 دولارًا للكيلو، وقد بلغت قيمة الصادرات نحو أكثر من 66 مليون دولار عام 2012، بما يعني أن الصين استحوذت على ما يقرب من 75% من الصادرات العالمية وفق بيانات منظمة التجارة العالمية، وتبلغ قيمة ما تُصدِّره الصين حاليًا نحو أكثر من 300 مليون دولار، بل تتم مساومة المرأة على بيع شعرها مباشرةً مع البائع، الذى بدوره يعالجه بإحدى الشركات الصينية، ثم يقوم بتصديره أو جمع كرات الشَّعر وفك تشابكها -الذى قد يستغرق نحو 80 ساعة تقريبًا من العمل المتواصل لفكها- وجمع شعر مخلفات المشط بعد احتفاظ السيدات به أثناء تمشيط الشَّعر لسنوات، ثم بيعه للباعة الجائلين، ليمر الناتج فى طريقه إلى وجهته النهائية، ومن المحتمل أن يكون مزيجًا لشعر من عدة بلدان آسيوية.
4-البرازيل:
يجد الشَّعر البرازيلى مكانته بالأسواق العالمية، وتستورده كلا من مصر وألمانيا وبريطانيا وبيرو والهند والصين وأمريكا، ويعد أفخر أنواع الشَّعر البكر -أى الذى لم تتم معالجته كيميائيًا- وقد حققت البرازيل نحو 100 مليون جنيه استرلينى من إجمالى صادراتها من الشعر.
5- الهند:
تحتل الهند المرتبة الأولى عالميًا فى تصدير الشَّعر الطبيعى، والمُميز بأطوال كبيرة إلى الأسواق الأوروبية والعربية والأفريقية، وذلك لأن طبيعة الشَّعر الهندى سميكة وقوية وعمرها الافتراضى يصل لـ3 سنوات، وهى أطول فترة فى عمر الشَّعرة الافتراضى مقارنةً بأنواع شعر الجنسيات الأخرى، وهو أنسب شعر للطبيعة المصرية، ويبلغ حجم اقتصاد الشَّعر نحو أكثر من 350 مليون دولار من صادرات الهند سنويًا، فضلاً عن استيرادها لأنواع شعر الدول الفقيرة بمبالغ زهيدة ثم معالجتها وإعادة تصديرها للدول الأوروبية.
هذا وتقوم المعابد الهندية بالاتجار فى الشَّعر، حيث تقوم ببيع نحو 3 أطنان منه سنويًّا فى مزادات للشركات الهندية الخاصة بمعالجة الشَّعر(كتجارة داخلية)، أو لأحد وكلاء الدول الأخرى، مقابل 22 مليون جنيه استرلينى، تستغلها المعابد فى تطوير البنية التحتية لديها، حيث يتم استغلال النساء والرجال الريفيين تحديدًا وإجبارهم على حلق شَعرهم مقابل إطعامهم، أواستغلالهم بإقناعهم أنه نوع من تقديم القرابين أو كرغبة فى التعافى من الأمراض الخطيرة، كما انتشرت ظاهرة إجبار الأزواج زوجاتهن على حلق شَعرهن بالعنف والضرب المبرح مقابل المال، بينما يتم استغلال الأطفال لحلق شَعرهم مقابل الألعاب، وبالنهاية يصب ذلك فى المصلحة التى تجنيها المعابد، وقد أغرت تلك الفكرة العديد من التجار الهنود لافتتاح العديد من المصانع لمعالجة الشَّعر فى مدينة تشيناى (عاصمة الشَّعر)، ويعد مصنع شامنوجا أبرزها، حيث تتم معالجة نحو ألف كيلو جرام من الشَّعر يدويًّا بشكل شهرى، وأحيانًا صبغه فيما يعرف بـH613 وهو اللون الأشقر الأكثر رواجًا، ليفى باحتياجات السوق الأوروبى، فيتم بيع الباروكات بـ500 دولار للكيلو جرام بينما الخصل يتم بيعها بـ900 دولار للكيلو، وتُعرف تلك التجارة فى الهند بالذهب الأسود، لما بها من أرباح مرتفعة لا تحتاج مجهودًا كبيرًا فى صناعتها.
6-اسكتلندا وأيرلندا وبريطانيا:
تتميز كلٌّ من اسكتلندا وأيرلندا وبريطانيا بأندر وأغلى أنواع الشَّعر فى العالم، وهى الدول الوحيدة التى تملك الشَّعر الأحمر الطبيعى، وتشير إحصائيات المشروع البحثى التابع لشركة بريتينز البريطانية إلى أن اسكتلندا بلغت نسبة ظهور الشَّعر الأحمر بها 13%، فى حين بلغت 10ب% فى أيرلندا، و6% فى بريطانيا، وتعود ندرته لعدة أسباب منها أنه لا يشيب مع الوقت، ولا يظهر به الشَّعر الأبيض، ولكنه يُصاب ببهتان اللون فقط، كذلك تستحيل صباغته بلون آخر بسبب قوة الخلايا الصبغية الطبيعية به، كما يتميز بكثافته وسماكته وندرة تساقطه، والدليل على ذلك أن أصحاب الشَّعر الأحمر فى زمن الرَّقيق كانوا الأغلى ثمنًا، ومن أشهر النجوم الذين يتمتعون بتلك الإطلالة إيما ستون وجوليان مور، وتقتصر تلك التجارة على الدول الأوروبية فقط، نظرًا لأن طبيعة الشَّعر الأحمر تشبه الأمريكية والأوروبية خاصة فى بريطانيا وفرنسا وهولندا وروسيا وأمريكا، وبالتالى لا نجد لها رواجًا فى مصر والهند والصين، إلا أن الهند والصين تقومان بالاستيراد أيضًا ثم إعادة التصدير للدول الأوروبية، وتجنى اسكتلندا وأيرلندا نحو أكثر من 460 مليون دولار سنويًا، أمَّا بريطانيا فقد كشفت دائرة العائدات والجمارك البريطانية HM REVENUE AND CUSTOMS عن دخول كميات من الشَّعر البشرى تبلغ قيمتها 38 مليون جنيه استرلينى، ففى بريطانيا وحدها تصل عائدات الشَّعر غير الأحمر أى البنى والذهبى سنويًّا نحو 60 مليون جنيه استرلينى وفقا لتقديرات شركة الأبحاث IBIS WORLD، بل وصلت نسبة البيع فى بريطانيا إلى نحو 60% نظرًا لأن الشَّعر الأوروبى هو الأعلى قيمةً، ويعود ذلك إلى تركيبته الجيدة، وتنوع ألوانه، والفضل فى انتشار الإكستنشن يعود إلى ترويج عدد من المشاهير عبر إطلالاتهن أمثال فيكتوريا بيكهام وجيسيكا سيمبسون وباريس هيلتون اللاتى دفعن نساء كثيرات للتجربة.
7-روسيا:
تعد روسيا موطنًا لأجمل النساء الحسناوات بأوروبا، وذوات الشَّعر المنسدل، إلا أنه يتم إجبار واستغلال المساجين من الرجال والنساء على حلق شَعرهن ثم بيعه إلى جهات غير رسمية، ومع ارتفاع معدلات البطالة فى روسيا إلى نحو 5%-وفقاً لهيئة الإحصاء الروسية- تبدو فرص تلك التجارة فى طريقها واعتمادها كوسيلة لازدهار الاقتصاد وانتعاشه، كما أنها فرصة لبعض التجار الروس الذين يجوبون المناطق الفقيرة فى روسيا والدول المتفككة من الاتحاد السوفيتى، لينشروا الإعلانات فى الطرقات، مقترحين تقديم الأموال مقابل الشَّعر، وفى تقرير حديث للنيويورك تايمز تبين أن 70% من الشَّعر الذى تبيعه روسيا يكون مُخزَّنًا فى البيوت، وتعتبر روسيا أكبر مورد لهذه البضاعة القيمة لغرب أوروبا، وقد اعتمدت الكثير من السيدات الروسيات على تلك التجارة التى تُدر آلاف الدولارات للسيدة الواحدة مقارنة بعملهن التقليدى بالشركات الكبرى، مما اضطرهن إلى ترك عملهن، والتفرغ لتلك التجارة، وقد حققت إحدى الشركات الروسية الشهيرة نحو 16 مليون دولار، ودخل الاقتصاد الروسى نحو أكثر من 500 مليون دولار عن طريق تلك التجارة.
8-إيطاليا:
يعتبر الشَّعر الإيطالى والفرنسى أغلى وأفضل أنواع الشَّعر فى العالم، ويقتصر بيعه على صفوة المجتمعات الأوروبية والأثرياء، وعلى الرغم من أنه أفضل أنواع الشَّعر عالميًا، فإنَّه لا يجد رَواجًا فى مصر، لأنه باهظ الثمن، وهو شعر طبيعى 100% مما يسهل صبغته وتصفيفه، وقد قدَّرت جريت لينثيز حجم التداول فى سوق التجزئة الأمريكية للشَّعر بـ250 مليون دولار سنويًا، ويتم تصديره لجميع دول العالم.