شارك الأنبا يوساب أسقف عام الأقصر،نهضة الشهيدة دولاجي وأولادها التى تقام برعاية الأنبا يواقيم أسقف عام إسنا وأرمنت؛ وسط فرحة غامرة من شعب الكنيسة الذي إحتشد للمشاركة في الإحتفال.
صلى الأسقفان رفع بخور العشية ثم طافا برفات الشهداء.
ثم قام الأنبا يوساب بإلقاء عظة عن “الإشتياق لله “متاملاً في (مزمور 42 : 1 ) ” كما يشتاق الأيل إلى مجاري المياه، كذلك تشتاق نفسي إليك يا الله، عَطِشَتْ نَفْسِي إِلَى اللهِ إِلَى الإِلَهِ الْحَيِّ. مَتَى أَجِيءُ وَأَتَرَاءَى قُدَّامَ اللهِ”
وبدأ نيافته العظة قائلاً: “إن الأبل هو نوع من فصيلة الغزلان، وهو يتغذى علي أعشاب مرة أو على الحيات الصغيرة، وجوفه مملوء بالنيران؛ فيجرى إلى جداول المياه ليرتوي فلا يجد المياه بل يجد سراباً ، كذلك الإنسان الذى ينشغل بأمور الدنيا ويجري وراء سرابها وينسى الإنشغال بأبديته. فيقول الله عنهم في سفر ارمياء النبي “تركوني أنا ينبوع المياه الحية، لينقروا لأنفسهم آبارًا، آبارًا مشققة لا تضبط ماء” (أر2: 13)
– الإشتياق إلى الله: هل تشتاق إلى الله وتذهب إليه؟ مثلما قال داود في ” (مزمور 42 : 2 ) ” عطشت نفسي إلى الله ، إلى الإله الحي. متى أجيء وأتراءى قدام الله”.
– الإشتياق إلى التوبة : متى سأشتاق إلى التوبة وأرجع وأرتمي في أحضان الله مثل الأبن الضال؟! فيجب أن نتوب عن خطايانا.
ويوجد الكثير من الشخصيات التي كانت تشتاق للمسيح والتوبة؛ منهم :
. زكا العشار : الذي إشتاق لرؤية المسيح فصعد على الشجرة ليراه ، وعلم المسيح ما بداخلة وقال له؛ أنزل عن الشجرة وسأتعشى معك .
. المرأة الخاطئة: التي لم تلتفت إلي ما يقولونه الناس عنها؛ وجلست تحت قدمى المسيح بإشتياق وحينها قال المسيح ” كُلُّ مَا يُعْطِينِي الآبُ فَإِلَيَّ يُقْبِلُ، وَمَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ لاَ أُخْرِجْهُ خَارِجًا. ” آية (يو 6: 37)
– الإشتياق لكلمة الله :
. هل تقرأ الإنجيل وتتمتع بكلامه ؟ مثلما قال (إرميا 15: 16): وُجِدَت كَلاَمُكَ فَأَكَلْتُهُ، فَكَانَ كَلاَمُكَ لِي لِلْفَرَحِ وَلِبَهْجَةِ قَلْبِي، لأَنِّي دُعِيتُ بِاسْمِكَ يَا رَبُّ إِلهَ الْجُنُودِ”.؟
. هل تشتاق لكلام الله؟ مثلما قال داود في (مز 1: 2): لكِنْ فِي نَامُوسِ الرَّبِّ مَسَرَّتُهُ، وَفِي نَامُوسِهِ يَلْهَجُ نَهَارًا وَلَيْلاً. ” ؟
– الإشتياق للكنيسة :
كم مرة ذهبت للكنيسة؟ وهل تشتاق لها أم لا؟
ويقول داود في (مزمور 83 ) “مساكنك محبوبة يارب إله القوات. تشتاق وتذوب نفسى للدخول إلى ديار الرب. قلبى وجسمى قد إبتهجا بالإله الحى. لأن العصفور وجد له بيتاً ، واليمامة عشاً لتضع فيه أفراخها”.
. هل تذهب للكنيسة عن إشتياق وتدخلها بخشوع وخضوع وسجود؟ أم تدخلها وأنت مغصوب عليها؟. يقول الكتاب في المزمور” طُوبَى لِلسَّاكِنِينَ فِي بَيْتِكَ، أَبَدًا يُسَبِّحُونَكَ. سِلاَهْ” (مز 84: 4).
. ويقول الله لنا: “هنَذَا وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَأَقْرَعُ. إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ الْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي. ” (رؤيا 3: 20).
– الإشتياق للصلاة والعطاء:
هل تشتاق للصلاة والعطاء؟ مثل بطرس العابد الذي كان ينفق أمواله على الفقراء، ومثل المرأة الفقير التي أعطت الفلسين من أعوازها؟
وهنا يقول لنا الكتاب المقدس ” مَنْ يَسُدُّ أُذُنَيْهِ عَنْ صُرَاخِ الْمِسْكِينِ، فَهُوَ أَيْضًا يَصْرُخُ وَلاَ يُسْتَجَابُ. ” (أم 21: 13).
ليتنا نتعلم من إبراهيم الذي أضاف الغرباء فأكرمه الله وأعطاه الله إسحق إبناً، فكما تعطي الله يعطي لك ويزيد.
– الإشتياق إلى خلاص النفس من قيود الخطية : لقد ذهبت السامرية لخبر جميع الناس عن خلاصها وقالت “تعالوا وانظروا إنسانًا قال لي كل ما فعلت” (يو 4: 29).
– الإشتياق للملكوت : لقد قال بولس الرسول في رسالته إلى أهل فيلي” لِيَ اشْتِهَاءٌ أَنْ أَنْطَلِقَ وَأَكُونَ مَعَ الْمَسِيحِ، ذَاكَ أَفْضَلُ جِدًّا. ” (في 1: 23). فالموت هو قنطرة تقودنا للحياة الأبدية .
وإن كنت تملك في قلبك كل تلك الإشتياقات ؛ سيعطيك الله الملكوت وإكليل البر “قَدْ جَاهَدْتُ الْجِهَادَ الْحَسَنَ، أَكْمَلْتُ السَّعْيَ، حَفِظْتُ الإِيمَانَ، وَأَخِيرًا قَدْ وُضِعَ لِي إِكْلِيلُ الْبِرِّ”
واختتم الأنبا يوساب عظته قائلاً :” أتمنى يا أحبائي ألا يشغلنا شيء عن أبديتنا، لأن المسيح قد دفع ثمن خلاصنا ” دمه على الصليب “؛ فيجب أن نجاهد لربح الملكوت ونعيم الحياة الأبدية.
جدير بالذكر أنه قد شارك في الصلاوات الآباء الكرام ” القس بولا نصر الله كاهن كنيسة العذراء بإسنا، القمص متاؤس القمص زخاري، القس بيشوى كامل”.
Discussion about this post