انطلقت من أمام مشرحة كوم الدكة بالعطارين،فى صباح اليوم الأثنين، سيارات الاسعاف تحمل جثامين سبع شهداء من اجمالى احدى عشر شهيداً سقطوا ضحية الغدر الإرهابي أثناء احتفالهم بأحد السعف بالكاتدرائية المرقسية الكبرى بلإسكندرية ،صباح امس الاحد ( بالإضافة إلى سته من رجال الشرطة وحوالى سبعة وأربعون مصاب ) انطلق موكب الشهداء ( ميلاد نظير جرجس – حنان لمعى درياس – ابراهيم جرجس باخوم – جرجس غطاس عطالله – بيشوى عبدالملاك عيسى – لوسيندا كرستيان كمال – نسيم فهيم بخيت ) فى اتجاه دير مارمينا بمريوط غرب الإسكندرية ،وحين وصل الموكب دقت أجراس كاتدرائية الدير لحظة وصول صناديق الشهداء وقد اصطف شباب و شابات الكشافة على الجانبين ليمر الموكب من وسطهم وفى حوالى الساعة 12 ظهراً دخل الاباء المطارنة و الاساقفة وكبار المسئولين إلى الكاتدرائية وسط أرتفاع صراخ وعويل السيدات وبكاء و نحيب الرجال و الشباب و الاطفال ،الذين أحتشدت بهم الكاتدرائية من أسر وأحباء الشهداء، وبعد طقوس و صلاة الجنازة فى يوم البصخة المقدسة والذى تواكب مع أسبوع الالام ترأس الصلاة الانبا باخوميوس مطران البحيرة وتوابعها ، الانبا رفائيل الاسقف العام لكنائس وسط القاهرة وسكرتير عام المجمع المقدس ،وحشد من الاباء الاساقفة و الانبا كيرلس أسقف ورئيس دير مارمينا ، القمص رويس مرقس وكيل عام البطريركية بالاسكندرية ،و القس أنجليوس أسحاق ،و القس أمنيوس عادل سكرتير قداسة البابا ،وحشد من كهنة و رهبان الدير .
كما حضر صلاة الجنازة القيادات التنفيذية والشعبية و الدينية ،تقدمهم الدكتور محمد سلطان محافظ الاسكندرية ،و الدكتورة سعاد الخولى نائب المحافظ و اللواء مصطفى النمر مدير الامن و اللواء محمد البندارى سكرتير عام المحافظة و العميد رضا طنطاوى نائباً عن القائد المنطقة الشمالية العسكرية و قنصلى اليونان و لبنان ، وسوزى عدلى عضو البرلمان ،كرم أنور عضو الشورى السابق ،وعدد من المجلس المللى الدكتور جورج عبد الشهيد و الاستاذ محسن جورج و الاستاذ نادر مرقس .
بعد انتهاء الطقوس الدينية وقف الانبا دانيال أسقف المعادى وقال :قداسة البابا تواضروس الثانى أرسل لكم برقية عزاء أقرأها على حضراتكم الآن “ها نحن نودع أبنائنا الاحباء شهداء الكنيسة المرقسية بالإسكندرية ،فى يوم عيد وفرح وأستقبال للمسيح بالسعف و الورد والتسابيح مع الالحان ،أستعداداً لبدء أسبوع الالام الخلاصية وبعد أن حضروا شهدائنا صلاة التجنيز وتهيئوا للرحيل يرحلون فعلاً، كما يقول الوحى الالهى ما هى حياتكم أنها بخار يظهر قليلاً ثم يضمحل ،يستقبلهم المسيح ضابط الكل بالاحضان السماوية بكل الفرح بعد ان اكملوا حياتهم الارضية نياحاً لهم وعزاء لابناءنا الشرطة الوطنية الذين ضحوا من أجل مصرنا الحبيبة ، وأصبحوا فى تعداد شهداء الوطن الغالى نصل من أجل المصابين والجرحا وكل الذين تأثرو بهذه الاحداث الجسام ليحفظ مصر بلادنا من كل الشرور وينعم بغد مشرق لكل العباد” .
وبعد ان أنتها الانبا دانيال من تلاوة برقية قداسة البابا قال :”عندما حكم اليهود على أسطفانوس بالرجم توقف وقال ها أنا أرى السموات مفتوحه وأبن الانسان قائماً على يمين الله هؤلاء الشهداء كانو صائمين وحضروا الصلاة وتناولوا من يد قداسة البابا وأشتركوا فى التسبيح وحملوا سعف النخل وأغصان الزيتون ولحقوا بموكب المسيح بعد هذا الاحتفال , المسيح دخل جهاز الموكب إلى اورشليم لكى ينتهى بالصليب , رفضوا ترك المسيح وأشتركوا معه فى موكبه وحملوا معه الصليب لكى ينالوا أيضاً المجد ،نحن بعد أيام قليله سنقراء سفر الرؤية يوضح الصورة الجميلة للسماء هناك سماء جديدة وأرض جديدة ليس كالسماء الاولى و لا الارض الأولى، هؤلاء الشهداء مع محبتنا الشديدة لهم وأشتياقنا لهم نؤمن أنهم أشتركوا فى الحفل السمواى وهذا الموكب الذى دخل بالمسيح الى امجاد السماء نحن نتأثر من أجل فراقهم وطريقة أنتقالهم , أنظروا كم من المجد أخذوا فى السماء نحن لدينا شهداء كثيرين فى هذا العصر الحديث ،أما بالنسبة لهؤلاء الذين قاموا بهذا العمل الاجرامى أين يذهبون من الله ” ،وأختتمت صلاة الجنازة .
ثم خرج الموكب الجنائزى المهيب وحمل بعض أقرباء و شباب الكنيسة الصناديق التى تحوى أجساد الشهداء مع عزف الموسيقى الجنائزية ،يحيط بهم أبناء الكنيسة و الكشافة وتعالي الصراخ و العويل و البكاء و النحيب من أسر الشهداء وسقط بعضهم مغشين عليه و أتجه الجميع فى أتجاه المقابر التى شيدت خصيصاً لتحتضن شهداء جدد بجوار مقابر شهداء القديسين بالدير .