لم يمنعه الفشل من الإصرار على تحقيق حلمه، الذي كبده الكثير من المتاعب والخسائر، إنه محمد صلاح، شاب عشريني وفنان ولد بمنطقة الفسطاط في مصر القديمة، حيث الفن والأصالة وعبق التاريخ في كل خطوة يخطوها.
التقت “وطني” بمحمد عند مدخل معرض الزهور والنباتات بحديقة الأورمان، ليفلت انتباهنا أشكال الفخاريات التي يبيعها، حيث الروح الريفية تارة والروح الكلاسيكية تارة أخرى، فقد جمع بين الريف والمدينة في آن واحد.
قال محمد ، إنه على الرغم من دراسته لعلوم الكمبيوتر، إلا أنه اتجه للعمل مع والده في الحراريات (الطوب الحراري)، ولكنه اقترح على والده التطوير من ذلك وفتح فرن لصناعة الفخاريات ذات الذوق والأشكال الفريدة، ووافقه والده وسانده في مشروعه، ولكنه خسر آلاف الجنيهات، لأنه لم يكن يملك خبرة في هذا المجال مطلقًا.
عبر محمد عن سعادته بهذه التجربة رغم الخسارة، لأنه تعلم من خلالها الكثير، مما جعله يتقن هذا الفن ويتميز به، و اعتبر نفسه أصبح كميائيًا يستطيع أن يصنع المعجزات من تفل الشاي، وله محلًا تجاريًا منذ أربع سنوات في الفسطاط، ولكن عمله غير مرئي بصورة جيدة، حيث أن المكان هناك لا زال تحت الإنشاء.
عن معرض الزهور والنباتات، قال إنه اشترك فيه منذ عامين، عن طريق والدته، حيث أنها تسعى لتشجيعه وتهتم دائمًا بالتسويق لأعماله. لافتًا أنه دفع 7000جنيه، لمدة شهر ونصف، وهو يراه مبلغًا ضيئلًا، بالنسبة لما حققه من أرباح وشهرة.
وصف محمد مشروعه بأنه كلما كبر شعر بأنه يحتاج للمزيد، فقد جلب كل المتفوقين في المجال، ويشتغلون معه ليفعلون ما يطلبه إلى جانب أعمالهم الفنية الخاصة بروحهم.
أشار فنان مصر القديمة، إلى أنه صدر إلى ألمانيا وهولندا والكويت، عن طريق الأشخاص (توفيق من ربنا أكثر من سعي)، مؤكدًا أنه يرفع سعر التصدير، لأنه سعر الدولار أثر على منتجاته، حيث أنه يستورد بعض الأكاسيد (الألوان)، وكذلك البليزات (وهي مادة من الزجاج، بها إضافات غير موجودة في مصر).
وعن أشكال أعماله الفنية، أكد أنه يختارها وفقا لإحساسه أولًا، ثم ما يحتاجه السوق، والتي كان أبرزها “البلاص الساقية”.