تواصل خدمة ” المحبة لا تسقط أبدأ ” التى تنظمها كنيسة السيدة العذراء مريم بأرض الجولف مسيرتها ، حيث تجمع اليوم عدد من الآباء الموقرين وشعب وخدام وخادمات الكنيسة ، لتعبئة وتجميع عدد 5000 الآف من “كراتين الطعام ” … هذه الكراتين تذهب إلى عدد من الأسر الأكثر احتياجاً لبعض قرى صعيد مصر ، وهذا العام كان للخدمة طابع خاصة وذلك لأنه تم التخطيط لأن تذهب نسبة من هذه “الكراتين” إلى مدينة العريش .. هذه المدينة التى أعتصرت قلوبنا من أجلها ومن أجل أبناءها كثيراً خلال الأسابيع الماضية، بعد أحداث ” تهجير الأقباط ” التى شهدتها المحافظة … واليوم فإن جموع الحاضرين والمشاركين في خدمة ” المحبة لا تسقط أبداً ” يؤكدون بالفعل و القول أن “الشر لا يُقاوم بالشر .. بل بالخير ” وذلك كما أوصانا السيد المسيح … وككل عام تواصل “وطنى نت” مشاركتها بالتغطية لهذه الفاعليات من كنيسة العذراء مريم بأرض الجولف .
في البداية أوضح القس يوسف قزمان راعى كنيسة العذراء مريم بأرض الجولف والمشرف على خدمة ” المحبة لا تسقط أبدأ “، أن الكنسية تواصل خدمتها مع شعب وخدام وخادمات الكنيسة لتوفير احتياجات الأسر الأكثر احتياجاً في مجموعة من قرى صعيد مصر ، بالإضافة إلى توجه الخدمة هذا العام للأسر المصرية بمدينة العريش سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين ، مؤكداً أن استمرار الخدمة ينبع من الظروف المعيشية الصعبة فى ظل ارتفاع الأسعار خاصة السلع والمواد الغذائية ، منوهاً أن “الكرتونة” كانت تتكلف فى الماضى 60 جنيهاً والآن أصبحت تتكلف 105 جنيه ، ورغم ذلك فكان هناك إصرار من جانب شعب الكنيسة على زيادة أعداد الكراتين من خلال زيادة التبرعات بالرغم من تأثر الأغلبية بتبعات تحرير سعر الصرف والذى انعكس بدوره على الأسعار والدخل ، تضافراً مع الظروف الاقتصادية الحالية للأسر الأكثر احتياجاً .
قال القس موسى هارون راعى كنيسة أرض الجولف : إن اليوم هو يوم فرح استعداداً لدخول السيد المسيح أورشليم ، وتزامناً مع هذا الفرح تُقيم الكنيسة خدمة ” المحبة لا تسقط ابداً ” كعمل من أعمال المحبة ، إذ أن كل أولادنا اليوم سواء أطفال أو كبار أو شباب و شابات فرحنين لأنهم يُقدمون رسالة للعالم كله … وأضاف : هذه رسالة فرح وحُب نقدمها ليس للمسيحيين أو المسلمين إنما “للإنسان المصرى” ، مؤكدين أن “الحبة لا تسقط أبداً” ، مشيراً إلى أن مشاركة جموع الشعب اليوم لم تنحصر على كنيسة العذراء أرض الجولف فقط وإنما هناك مشاركات من كنائس اخرى مثل كيلوباترا وشبرا … وهذا لأنه يوم فرح لكل المشاركين .
كما أكد المهندس مجدى صبرى أمين خدمة الصعيد بكنيسة السيدة العذراء مريم بأرض الجولف وعضو لحنة لجنة الرعاية : إن فرحة هذه السنة كبيرة للغاية ، فهى تاسع سنة للخدمة ، والبركة هذا العام تتمثل فى نوال بركة الخدمة من أجل أهل العريش ، مؤكداً أن كل سنة لخدمة ” المحبة لا تسقط أبداً ” تأتى بركة جديدة وكبيرة ، فأحداث العريش لم تزدنا إلا قوة ومحبة لأخوتنا .. فالإرهاب هناك يُمارس غدره ضد المصريين والجيش والشرطة ، ونحن من هنا نستمر فى عمل الخير و المحبة ، وقال : “عُمر ما الإرهاب هيفرق بينا وبين أخوتنا ” ، مشيراً إلى أن نيافة الأنبا قزمان أسقف شمال سيناء قد تابع حدث اليوم منذ بدايته “أون لاين” .
وحول ثمار خدمة ” المحبة لا تسقط ابداً ” على مدار السنوات ، أوضح المهندس مجدى صبرى أن رسالة المحبة تصل بقوة من عام لأخر ، مشيراً إلى واقعة طيبة حدثت فى “ديروت” وهى أنه بالتواصل مع شيخ القرية ، علمنا أن الأهالى تنازلو عن أنابيب البوتجاز من أجل أخوتهم المسيحين نظراً لقرب قدوم عيد القيامة .
وأضافت الدكتورة منال سعد أمينة الخدمة الطبية بخدمة يوسف النجار، أن مناسبة اليوم هدفها أن تصل رسالة المحبة إلى مجموعة من الأسر المصرية فى المناطق الأكثر فقراً ، وهذا بالتنسيق مع كاهن الكنيسة وشيخ القرية ، وأضافت : نشكر ربنا أن خدمتنا اليوم موجهه لإبناء مدينة العريش ، هذه المدينة التى تمثل جزء من أرض مصرنا الغالية على نفوسنا جميعاً ، فهى أرض مقدسة مرت بها العائلة المقدسة .
وترى الدكتورة منال سعد أن الإرهاب أراد بأهل هذه المدينة شراً ، لكن اليوم رسالة الحبة هى الأقوى ، فكلما زادوا من ضغطهم علينا كلما زادت المحبة من جانبنا ، وقالت : كل واحد مصرى هو أخونا وعمرنا ما هنفكر فى أعمال القتل والحرق التى وجهت إلى أهلينا فليس عندنا أى كراهية لأن “المحبة لا تسقط أبداً ” .
وقال المهندس أندرو فليب : إن هذه الخدمة فرصة كبيرة نفرح فيها الأسر الناس المحتاجين لرعاية ، وفرصة أيضاً لأن نعيش معاً روح الشركة ، مؤكداً أن المساعدة فى إسعاد أى شخص هو من أفضل الأشياء ، لذلك فهذه الخدمة البسيطة فرصة لمشاركة المحبة مع أخرين حتى ولو لم نكن نعرفهم أو نعرف دياناتهم ، وبسؤاله عنما سيكتبه بالتعليق على “السوشيال ميديا” يتعلق بهذا اليوم ، أكد أندرو أنه سيكتب ” المحبة لا تسقط أبداً ” و أن العطاء شئ جميل .
ويرى م.أندرو فليب أنه يتمنى أن تمتد هذه الخدمة لأشياء أخرى أيضاً غير استهلاكية ، تعود على الأسر الأكثر احتياجاً أيضاً بالنفع مثل “تسقيف البيوت” أى عمل أسقف للبيوت البسيطة التى ليس بها أسقف ، كذلك تقديم “الملابس شبة الجديدة” وغيرها من الخدمات .
وأشارت مارينا رضا بكلمات قليلة قائلة : إن خدمة اليوم كانت حلو للغاية ، لان محبة كل الناس حلوة ، مؤكدة أن هذه الخدمة تُعد نوع من المشاركة المجتمعية لمن يحب أن يشارك بشئ ، مشيرة إلى أن المحبة لا تولد إلا المحبة خاصة بعد أن تعلم الأسرة التى ستصل إليها هذه الكراتين أن كثيرين أشركوا فى هذا العمل وهذا فى حد ذاته تقدير .
وترى مجموعة من سيدات خدمة يوسف النجار أن أجمل ما في اليوم هو السعادة النفس بالعطاء ، والخدمة بروح واحدة في جو اجتماعى روحى ، هذا فضلاً عن إتاحة الفرصة لشعب الكنيسة للتعارف والتواصل معاً من خلال مثل هذه الخدمات ، مؤكدين أن المسيحية الحقيقية هى تقديم عمل المحبة وكذلك تقديم المساعدة للغير ، خاصة الأرامل والأيتام في ضيقتهم ، مُطالبين بأهمية العمل على تكرار هذه الخدمة على فترات متقاربة كل شهرين أو ثلاث أشهر على أن تمتد الخدمة لقرى أخرى وأسر أكثر .