“الفقراء الاموات ” حال الأسر بعد الغلاء
الأم : استغنيت عن اللحوم والجبن واكتفي بالفول
الأب : دمائنا تنزف من غلاء المعيشة
ضرب الغلاء الأسواق المصرية مما أدى إلى زيادة أعباء المعيشة على المواطن ، الذي بدأ ينكوي بنار أرتفاع السلع الغذائية وشرائح الكهرباء وفاتورة المياه والأدوات المنزل؛ حتى الدواء الذي يُعد بمثابة حياة لملايين المواطنين من المرضى ، فأصبح المواطن ينكوى بنار الوعود الكاذبة .
فبادرت “وطنى ” بإلقاء الضوء حول حياه بعض الاسرالتى أصبح غلاء المعيشة ينهش فيه كنهش النار فى القش .
تستيقظ وفاء ربة المنزل كل يوم في الصباح الباكر علي اذان الفجر لتصلي وتدعو الله أن يجلب الرزق على زوجها وأبنائها ،وتحفزهم علي القيام ليشدوا الرحال جميعا كل إلى عمله سعيا وراء الرزق.
فهى لديها سبعة من الأبناء هم : محمد ،أحمد، رمضان ، شيماء،محمود ، زياد ، وأخيراً شهد؛ فزوجها يعمل بواب عمارة ، أتت الأسرة من ملوى بمحافظة المنيا منذ خمس سنوات لتحلم بمستقبل أفضل وحياه كريمة لأولادها ، وهرباً من الفقر والجهل وضيق الحال فى القرى ، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهى السفن ، لكى يتبدل الحال وينطلقون الأبناء إلى محلات الأكل ليعملون بها لمساندة الاهل خ على المعيشة و تلبية احتياجاتهم الأسرية البسيطة التى هى بعيدة كل البعد عن الترف أو حتى الاستمتاع بالحياة التى أصبحت مطلب يحلم به الابرياء فى زمن ضاع فيه الاحلام والامانى والحياة الكريمة ، فتسكن الاسرة المكونة من الزوج والزوجة وسبع من الأبناء فى منور عبارة عن غرفة يمر به مواسير المياه والمجارى تم تقفلها لوضع سرير به ، حتى لا يرأهم أحد وهم نيام علي السرير فالخمس ابناء والزوج ينامون على هذا السرير الوحيد والزوجة والبنتين ينامون فى طرقة الغرفة ويوجد به حمام بسيط وعفش ابسط مما يكون ، ويحصل الزوج من كل شقة فى العمارة 15 جنيهاً ، كان السكان يعطون له مساعدات مقابل خدمات يقوم بها ، أم اليوم لم يخرج من جيوبهم أي شئ حتى ولو جنيهات بسيطة ، لان الحال أصبح صعب على جميع الناس الكل يشتكى وتعبان من الغلاء غير المبرر
” الأبناء يعملون لتلبية احتياجاتهم “
فبالحديث مع وفاء عن غلاء المعيشة وكيفه تلبى احتياجات أسرتها وسط هذا الغلاء الفاحش قالت : أول مرة نري غلاء بهذا الشكل مما دفعها إلى عمل أبنائها بجانب الدراسة لتلبية احتياجاتهم الأساسية ومساندة الأسرة على المعيشة ؛ ويعملون فى محلات الأكل المختلفة مثل محلات الكبدة والكشرى ، فقد أصبحت وجبة الغداء تتكلف الكثير مما دفع الأم إلى الاستغناء عن اللحوم بأنواعها بعد أن كانت تأكل اللحمة ثلاثة مرات على مدار الشهر وفرخه كل أسبوع وبجوارها طبق خضار تصنعهم الأم بكل الحب لأبنائها ، ولكن مع الغلاء الفاحش أصبحت الأسرة تأكل اللحمة مرة واحدة ولحمة مجمدة من الجمعية لعدم استطعتهم شراء لحمة الجزار التى أصبح ثمنها يفوق طاقة الاحتمال ويتعدى المائة جنيه.
فأصبحت وجبة الإفطار عبارة عن طبق فول بخمسة جنيهات و يقطيع عليه الطماطم لزيادة حجم الطبق وبجوارها طعمية وعيش ، تقدمها الأم على طبلية الطعام لأبناءها ، ووجبة الغداء خالية تماماً من الفرخة وطبق الخضار بعد هذه الأسعار الجنونية لتكتفى بتقديم طبق الباذنجان وبجواره شرائح من الطماطم وبتكلفه 10 جنيهات ، بعيداً كل البعد عن اللحمة والفرخ والخضار الذى ارتفع ثمنهم كثيراً بل تأتى الأم بالضرورى للقوت اليومى ، وتم الاستغناء أيضاً عن العدس والجبن بأنواعها والبيض بخلاف عدم شراء الملابس بل الاعتماد على ماهو موجود و على الاعانات من الأخرين ، وتحمد الأم الله كل يوم على أن أبنائها يعملون بجوار الأب ، لأن صاحب العمل يقوم بتقديم وجبة الغداء للأبناء العاملين معه فى المحل لكانت الأسرة لا تستطيع توفير هذه الوجبة لهم
و فى ذات السياق قال عم جمال محمود 49 سنة متزوج ولديه أربعة أبناء فى مراحل التعليم المختلفة ويعمل بواب بأحدى العقارات بمنطقة غمرة منذ أكثر من 18 سنة ، أنه لم يشاهد مثل هذه الاسعار من قبل ولا يستطيع أن يكفى طلباتهم اليومية بعد هذا الغلاء ، بل يكفيهم بالعافية والمرتب كم هو لم يزيد ، فى حين أن كل شئ من حولنا فى زيادة مستمرة سوء كهرباء أو مياه أو معيشة أو مصاريف المدارس وغيرها من الكتب والأدوات المدرسية ؛ مع العلم أن أبنائي فى مدارس حكومة .
وأضاف محمود : نعم نأكل ثلاث واجبات فى اليوم ، ولكن غير الأول نهائياً ، فكانت الأسرة تأكل اللحمة مرة فى الاسبوع أم الآن فكل ثلاثة أسابيع نأكل مرة واحدة لحمة ، والفراخ بعد ارتفاع أسعاره لم نستطيع أن نشتريها ، واستغنينا عن جميع الجبن والبيض بعد أن أصبحت البيضة الواحدة بجنيه و50 قرشاً ، لا أستطيع أن اشترى هذه الأشياء بخلاف الخضار والفاكهة الذى أصبح “مولع ” حسب قوله فمن أجل عمل أكلة لحمة وخضار تتكلف الأسرة كام ؟
مشيراً إلى : أن الأسعار تتغير كل يوم فسعر المنتجات اليوم بثمن وغدا يصبح بثمن أخر وهو الضعف بدون مقدمات ، فالذى يحدث لنا حرام و يجب أن يكون فى تدخل من قبل الحكومة لضبط الأسعار ، و هذا يؤدى إلى استفزازا لمواطنين الذين لا يستطيعون تلبية احتياجات اوﻻدهم ، واين الرقابة من قبل المسئولين على التجار الذين اصبح الجشع عنوان لهم؟ فعندما أذهب لشراء أى منتجة أري أكثر من سعر على نفس السلعة فهذا فى صالح من ؟
وتابع : فالتجار يفعلون بنا كما يحلو لهم لمعرفتهم بعدم محاسبتهم من قبل المسئولين ، في حين لو تواجد جهاز رقابى تحكمه او تديره منظمة حكومة تراقب وتشرف على هؤلاء فلا يستطيع أحد أن يفعل أى شئ من هذا القبيل ، فكل مسئول فى الدولة لو اشتغل وراقب من حوله سوف نصل الى نتيجة ترضي المواطن البسيط ، ولا يتركونه لقمة سهلة فى يد من تسول له نفسه أن يتربح من دمائنا ؛ التى أصبحت تنزف من غلاء المعيشة ، فحالى صعب عندما يطلب أحد أبنائي شراء حلويات مثلا وأنا ارفض لعدم توافر المال مع او عندما يمرض
أحد أبنائي لا استطيع أن أذهب به إلى الطبيب لانى ولا دفع ثمن الكشف ولا شراء العلاج الذى ارتفع بشكل يموت المريض ولا يتم معالجته فهذا أصبح حال الدولة ، فأصبحت الدولة لا يوجد بها فئة متوسط الحال بل الاغنياء والفقراء الاموات الذين يموتون اما جوعاً او بؤسا او مرضا
“الدولة مسئولية كل شخص”
وأشار محمود ، إلى أن الدولة لا تتقدم بالرئيس فقط فيجب على كل صاحب مسئولية ان يتحملها ولا يترك الشعب يعانى فى كل جوانب الحياة من صحة وتعليم ومعيشة وغيرها من الامور التى لا يستطيع الانسان أن يستغنى عنها لأنها من ضروريات الحياة ، فلا نطلب الترف او الراحة او البذخ بل أهم الاحتياجات المعيشية فقط .
ويخاطب محمود : كل المسئولين فى الأجهزة الرقابية لضبط الاسواق والأسعار ، لان الشعب على وشك الانفجار فاصبحنا مثل البالون التى سينفجر من كثرة الهموم والاحتمال فلا نعرف كيف نعيش ؟! ، فعندما أذهب لشراء السلع المختلفة من عند البائعين أو السوبر ماركت وأسأل لماذا ارتفعت هذه الاسعار بهذا الشكل ؟ يكون الرد غريب جدا فبائع يقول لي “لا اعرف روح اسال الحكومة احنا مالناش دخل بارتفاع الاسعار فهى مرتفعة عليك وعليه ” وأخر يقول “ولو عجبك أشترى مش عجبك روح اشترى من مكان أخر ” فى حين اقول له حرام الغلاء ده هنجيب فلوس منين علشان نشتري يكون الرد “اللى عندك اعملة هو الثمن كده ” فأين دور الرقابة هنا .
فأصاب جمال حالة من الصدمة التى ادت به إلى ضحك الهستيرى من الغلاء الذى لم تشهده الدولة من قبل فقال لى وهو ضاحك ماذا أفعل ؟، والناس الغلابة أصبحت فريسة وضحيةمابين الحكومة والتجار واصبحنا نسقط تحت خط الفقر .