إعداد الشماس / نشأت نظمي – أسيوط
تاريخ اسم الرب كما ورد في الكتاب المقدس
أولاً : يعقوب بن أسحق بن إبراهيم – كان شخصية مُتعبة وغشاش ومكار لكل من تعامل معه في رحلة حياته كما جاء في الكتاب المقدس فهو سبق وأن أخذ البركة بدل أخيه عيسو بالمكر والغش من أبيه أسحق الكبير السن .. وعندما هرب عند خاله لابان أيضاً كان غاشاً ومكاراً في معاملته معه طيلة وجوده معه وطرده شر طرده.
وعندما – فكر في العودة ، وفي الطريق إلى بيت أبيه ، قال له الشغالين الذين أرسلهم لكي يستطلعوا .. كيف يستقبله أخوه عيسو .. ؟ فأنهم أخبروه أن عيسو أخاه ينتظره في الطريق ومعه (400 رجل) .. وهو أيضاً يعلم أن أخاه عيسو عنيف وشرير فكان خائف جداً منه .. لتذكره أنه سبق وأن غشه وأخذ منه البركة من أبيه أسحق وهرب إلى خاله لابان .
أخرج – يعقوب زوجته وأولاده من خيمته – حيث رجع به الحنين إلى ما كان يفعله آباؤه أسحق وإبراهيم في طلب الصلاة لله في كل حين ولاسيما في أوقات الضيقات .. والآن ما أشدها ضيقة !! حيث أن يعقوب لم يكن معتاد للصلاة من قبل !! ولكن الذي يتذكره تماماَ ان أباه أسحق قد رأى المسيح له المجد مرتين . وجده إبراهيم سبق وأن رأى المسيح مرة واحدة قبلاً واستضافه هو والملاكين أمام الخيمة ، وقت أن أخبره أن سارة زوجته سوف تلد له أبناً.
أخرج يعقوب كل من في الخيمة .. وبدأ يصلي بلجاجة إلى الله الحنون .. والله الحنون قد جاءه . وسمع طلبته الملحّه : “نجني من أخي لأنه مزمع أن يقتلني الأم مع البنين ” وأمسك في المسيح ولم يتركه حتى يباركه ويطمئنه على أن عيسو لا يؤذيه . فالله المحب قد باركه فعلاً متناسياً كل أزمنة الجهل والعناد والغش التي عاشها يعقوب سواء في بيت أبيه أسحق أو في منزل خاله لابان. وطمئنه على أن عيسو لن يقدر أن يؤذيه بعد .. هنا ، قال يعقوب للسيد المسيح : “ما هو أسمك ؟ ” .. فأجابه السيد المسيح : من الآن سوف يلغى أسمك من (يعقوب) : ويدعوك (إسرائيل) .. أنك صارعت مع الله وغلبته وأخذت البركة .. وبعدها ضربه المسيح على حق فخذه ، لكي يعرج ولا يقدر أن يجري كما حدث في الماضي مع عيسو وخاله لابان
كان المتبع قبل ذلك أن يطلق على الله “إله إبراهيم وإله أسحق” ولكن لم يعط السيد المسيح أي إجابة ليعقوب بل أكتفى أن أعطاه البركة .. وأختفى .. لحظتها ، علم يعقوب أنه كان في حضرة الله له كل المجد وأطلق يعقوب على هذا المكان (فنوئيل) .. أي في هذا المكان (قد رأيت الله) .. أو (نظرت الله وجهاً لوجه)
ثانياً : وبعد مرور الأيام سأل موسى النبي السيد المسيح عن أسمه فأجابه : أسمي إله إبراهيم …ولكن أصر موسى في طلبه لمعرفة ما هو أسم المسيح .. فأجابه : (يهوه) .. أي (أنا أكون) أو “أنا الذي أنا”
ثالثاً : ومرت الأيام وجاء زمن القضاة : وكان فلاح بسيط جداً ساذج هو وزوجته .. يُسمى (منوح) وهو والد شمشون وحدث أن جا المسيح للزوجة في منزلها وكانت بمفردها وبشرها بأنه سوف يكون لها ولد !!
وعندما رجع (زوجها منوح) من الحقل ، فقد حكت له ما حدث هذا اليوم ، بأن الله جاء في منزلهما اليوم وبشرها أنه سوف يكون لنا أبناً .. وبطيبة قلب شديدة قال الزوج لزوجته : ألم تقومين بعمل الواجب مع الله ؟!! فأجابت بطيبة قلب أشد منه قائلة : أنه رفض !! وطلب (منوح) منها أن يقوما للصلاة والطلب لتكرار الزيارة مرة ثانية !
استجاب الله لصلاتهما .. وكرر الزيارة لمنزل (منوح) .. وقبل هذه المرة ضيافتهم .. وأثناء ذلك طلب (منوح) من الله : ما أسمك ؟! فأجابه السيد المسيح : لماذا تسألني عن أسمي وهو( عجيب) ؟ !! أنه صعب عليك .. وباركهم .. وغادرهم !!
رابعاً : وفي ملئ الزمان – فأن ما حدث في أشعياء النبي كان أكثر مما سبق جميعه .. حيث تنبأ أشعياء (أش 9 : 6 ) قائلاً “يولد لنا ولد ونعطى أبناً وتكون الرياسة على كتفه ويُدعى أسمه عجيباً مشيراً ألهاً قديراً أباً أبدياً رئيس السلام”
خامساً : وقد حدث في بشارة الملاك للعذراء مريم قائلاً (متى 1 : 21 – 23 ) “فستلد أبناً وتدعو أسمه يسوع لأنه يخّلص شعبه من خطاياهم . وهذا كله كان لكي يتم ما قيل عن الرب بالنبي القائل : هوذا العذراء تحبل وتلد ابناً ويدعون أسمه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا ” ويكمل القديس متى البشير بالروح القدس “ولم يعرفها حتى ولدت أبنها البكر . ودعى أسمه يسوع ” (متى 1 : 25)
وأخيراً يا أحبائي – أن معرفة أسم الله قد كلف البشرية مئات من السنين وأشتهى كثيرين من قبل أن يروا ما نحن نراه الآن ويسمعوا ما نحن نسمعه ونعرفه الآن الذي هو مصدر للبركة وبه قد تم عمل الكثير من المعجزات : فمثلاً :
1. عند دخول بطرس ويوحنا إلى الهيكل عند صلاة الساعة التاسعة ، وإذا برجل أعرج منذ ولادته يجلس عند باب الهيكل يطلب صدقة من الذين يترددون على الهيكل .. فأجابه القديس بطرس الرسول : ليس لي فضة ولا ذهب ولكن الذي لي اياه أعطيك .. بأسم يسوع الناصري قم وأمشي .. وقد تم وقام هذا الأعرج ومشى و : عند محاكمة بطرس ويعقوب فيما بعد .. قال لهم بطرس الرسول بالفم المليان : “بالإيمان باسمه شددّ أسم المسيح هذا الرجل وقام ومشى على رجليه .. “أنه مجرد الاسم فقط عند ذكره .. تشددّ وقام ومشى !!
2. وبعد مرور الأيام .. حيث كان الآباء يعشقون هذا الاسم في القرون الأولى للميلاد من أمثال القديس أنطونيوس والقديس مقاريوس .. حيث اكتشفوا أن هناك صلوات قصيرة تُصلى في الإنجيل ..(الصلاة السهمية)
فمثلاً : أ. صلوات العشار ذلك الرجل البسيط .. حيث عند دخوله الهيكل .. قرع على صدره قائلاً : “أرحمني أنا الخاطئ”
ب. المرأة الكنعانية وهي سيدة بسيطة وتجهل أي شيء .. فبعد أن سمعت عن يسوع رقضت ورائه مناديه بأعلى ما عندها من قوة قائلة : “يا أبن داوود أرحمني”
ج. القديس بولس الرسول ذات نفسه وفي أول إصحاحات الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس –نجده يذكر أسم يسوع المسيح عشرة مرات
وهنا يا أحبائي .. ما هى البركات التي نحصل عليها عند ذكر أسم يسوع:
1. بركة السلام وهو ما عبر عنه بولس الرسول .. أنه سلام يفوق كل عقل فهو يحفظ قلوبنا وعقولنا
2. كل ما يطلب في الصلاة باسم يسوع يجاب هذا وبشرط – أن يكون ما يطلب يتوافق مع إرادة الله 0
3. بركة في أوقات الفتور
4. بركة في أوقات الاكتئاب
5. بركات عند بدا النوم ولكي بحفظنا الله طوال فترة الليل
6. بركات الصلاة وذكر أسم يسوع تحفظ حواس الإنسان من الزلل
وجاء في الآية (يتمّنع) : أي يُحفظ في مناعة من أي شر وخطر
هناك قول للقديس أنبا أنطونيوس يقول ” إا جلست في خزانتك (قلايتك) قم بعمل يديك ولا تخلي أسم الرب