انتشرعلى مدار التاريخ الكثير من الطرق العلاجية التى استخدمها الاطباء والاشخاص للتداوى بينهم، كان البعض منها نافعًا فيما كان البعض الآخر شديد الضرر بأصحابه بل وأدي إلي موتهم ، ونذكر منها 7 طرق علاجية كانت الأغرب علي مدار التاريخ.
1-العلاج باالزئبق لمرض الزهري:
لم تكن مضادات الألتهاب المتوفرة اليوم لشفاء مرض الزهري موجودة بالأمس ،لذا لجأ الأطباء لأستخدام الزئبق في العلاج.
وقد كان من المفترض أن يقوم الزئبق بإزالة البلغم الزائد، فعندما كان المرضى يتقيؤن في ردة فعل على شرب هذا المعدن السام؛ دلَّ ذلك على نجاح العلاج.
الاستخدام الخارجي والداخلي للزئبق لم يغير شيئاً في طبيعة المرض، بل أنه أدى عاجلاً أم آجلاً إلى الموت عبر التسمم بالفلزات الثقيلة.
إلا أنه جدير بالذكر أنه حتي بدون اللجوء إلي الزئبق
لعلاج الزهري لم يكن الأمل كبيرا بالنسبة للمرضى، فبكتيريا الزهري تحفر أجساد المصابين بالدمامل والندب وتؤدي في مراحل متأخرة للاصابة بالخرف ثم الموت.
2-حزام العفة:
جاء حزام العفة نتيجة النظريات والممارسات الطبية المريبة والتي انتشرت قديمًا ،ولم تكن تطبق فقط علي المرضى وإنما أيضًا علي الأصحاء، حيث لم يكن شرطًا أن يصاب أحد بمرض ما ليخضع له .
نمي مع القرن الثامن عشر نوع من الهيستريا لدى الأطباء ضد ممارسة العادة السرية ، حيث أعتقدوا آنذاك بأن ممارستها قد تؤدي إلي الأصابة بالعديد من الأمراض كالسرطان ،والسل وتلين الدماغ أي تلف النسيج الدماغي.
وجاءت الإجراءات التهذيبية كعقوبة الصلاة أو منع ارتداء اللباس الضيق غير مجدية بشكل كبير، ولم تجد نفعا في محاربة العادة السرية ،لذا أجبر بعض الأهالي الصارمين أولادهم على ارتداء أحزمة العفة لمنع اي لمس أو اتصال مباشر مع الأعضاء التناسلية، بل و في طريقة أخرى لجأ بعضهم إلى تربيط أيدي ابنائهم خلال الليل، مما سيسبب لهم لاحقاً أضرار نفسية كبيرة حتما.
3-أرجوحة Cox:
استُخدمت هذه الأرجوحة المخترعة من قبل طبيب الأعصاب الإنجليزي Joseph Cox لعلاج المرضى النفسيين عبر تدويرهم حول أنفسهم بينما هم معلقون في الهواء،وكانت احدى مميزات جهاز Cox مقارنة بنماذجه السابقة هي أن المريض يستطيع إمضاء فترة العلاج أثناء جلوسه على الكرسي المعلق.
والأعراض الناتجة عن تلك العملية هي الدوار والغثيان والتقيؤ،وربما أيضاً الخوف من تكرار تلك العملية.
وقد كان الهدف وراء هذا الإجراء هو جعل المرضى قابلين للسيطرة ومنفتحين للمناقشة ،وهو ما يشبه إللي حد كبير الطرق المعاصرة كالإيهام بالغرق.
4-ثقب الجمجمة:
من غير المعروف فيما اذا اعتُبر هذا ثقب الجمجمة بمثابة مدخل أم مخرج، لكن من المؤكد أنه امتلك هدفا جعل البشر يقدمون على فتح جماجم إخوتهم البشر في وقت مبكر من التاريخ.
وحسب ويكيبيديا، فإنه يوجد نحو الـ450 عملية ثقب تمت خلال العصر الحجري الحديث في أوروبا،هذا بالإضافة إلى أن النقب كان معروفا في كل أنحاء العالم، وإنه ليس من الغريب ظاهرياً أن تثقَب حفرة بسكين من الصوان في راس أحد البشر؛ الغريب هو تمكن معظم المرضى من البقاء على قيد الحياة بعد هذه العمليات.
ولكننا لا نستطيع التكهن حول خلفية هذه العملية وهل كانت تعالج آلام الرأس وجروح الدماغ، أم كانت مجرد ممارسات سحرية دينية؟
5-الفَصد أو إراقة الدم:
يعود سبب إقدام الأطباء علي إخراج الدم بكميات كبيرة من أجسام المرضى إلي الفكرة المسماة ب”الأخلاط الأربعة”، وهي فكرة لايحتملها العقل السليم،حيث تدعي النظرية القديمة أن الأمراض تنشأ عندما يختل توازن المواد الأربعة الرئيسية المكونة لجسم الانسان “الدم والمادة الصفراء والمادة السوداء والبلغم.”
اعتقد الأطباء سابقًا أن سبب الكثير من الأمراض هو زيادة كمية الدم في الجسم،ليتم العلاج بقطع أحد أوردة المريض؛ فيخرج الدم الزائد ، وكانت هذه العملية غالباً بمثابة الضربة القاضية للمرضى المزمنين.
وقد تعرض الموسيقي الشهير موتسارت للفصد بعد إصابته بالمرض فكان هذا، إضافة لعوامل أخرى، كانت أحد أسباب وفاته ، وقد لجأ الأطباء أيضًا لإخراج أحد السوائل الثلاثة المتبقية عند الحاجة.
وجدير بالذكر أن الشاعر الألماني فريدريش هولدرين قد تعرض للفصد بسبب مرضه النفسي، حيث تم شق جبينه لتخرج المادة الصفراء مع القيح، الذى شُخّص بأن جسده قد أحتواه بكميات كبيرة جدًا.
6-الحقنة الشرجية لدخان التبغ:
ليس مستغربًا أنه وحتي وقت قريب كان يعتبر التبغ مفيدًا وفعالًا في معالجة بعض الآلام الرئيسية والثانوية بما فيها آلام الأمعاء.
وحتي يتمكن الأطباء من إيصال دخان التبغ الطبي مباشرة للموضع المطلوب،قام الأطباء بتطوير جهاز يتضمن غرفة احتراق ومنفاخ ،حيث وفر للمرضى تناول مباشر لدخان التبغ عبر المستقيم، وكان ينبغي أن يساعد في محاربة الطفيليات المعوية والمغص.
وفي القرن الثامن عشر تم استخدام حقن التبغ كأداةاسعاف أولية لإنقاذ الغرقى الغائبين عن الوعي باعتبار أن دخان التبغ كان مادة محفزة ومعيدة النشاط العام.
7-قطع الفص الجبهي”الشق”:
اتبعت هذه الطريقة في منتصف القرن السابق لعلاج الأشخاص الذين يعانون من أمراض نفسية، حيث أخذت هذه الطريقة في ذاك الوقت أبعاداً غير متوقعة، خصوصاً بعد أن شرح الطبيب الامريكي فالتر فريمان كيف من الممكن إجراء عملية قطع في الدماغ الأمامي باقل الجهود الممكنة.
كان الطبيب يقوم بتثبيت أداة معدنية حادة تحت الجفن ومروراً بمقلة العين الى التجويف العظمي ليثقب بعد ذلك عظم الجمجمة، ويستمر (حسب الشعور) بتحريك رأس الأداة في الدماغ الأمامي ، حتى تظهر آثار فقدان الوعي الأولى على الضحية.
وكانت الآثار الناتجة عن هذا النوع من العلاج تَشكل الأورام الدموية حول العين ومعاناة المصابين لاحقاً من الشرود الدائم،بينما كان الهدف من هذه الطريقة هوعلاج الاضطرابات المتعددة كالإنفصام العقلي ، وصولاً إلى عدم الإنصياع المعادي للمجتمع، أو على الأقل لتقليل العبء الملقى على عاتق الأقرباء والطاقم الطبي من قبل المرضى.
وقد سافر فريمان في منزله المتنقل عبر الولايات المتحدة الامريكية لعلاج أكبرعدد ممكن من المرضى ، إلا أنه لم يكن الشخص الوحيد الذي قام بهذه العمليات، فقد تعرض في القرن العشرين أكثر من 50 ألف شخص لعملية قطع الفص الجبهي، منهم 3439 شخص فقط على يد الطبيب الامريكي فريمان.