عرضت الأستاذة الدكتورة سحر نصر، وزيرة التعاون الدولي، “قصة نجاح مصرية في مجال الشراكة التنموية الشاملة والفعالة” خلال مشاركتها في جلسة رفيعة المستوى على هامش فعاليات المؤتمر الدولي الثاني للشراكة العالمية من أجل التعاون التنموي، والذي ينعقد بالعاصمة الكينية “نيروبي”، وحضر الجلسة ممثلين عن البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة والشبكة المصرية للتنمية، وعدد من الدول والمنظمات الدولية والمجتمع المدني والقطاع الخاص حيث تم تقديم التجربة المصرية كنموذج ناجحا للشراكة الشاملة والفعالة للتنمية المستدامة في صعيد مصر.
واستهلت الدكتورة سحر نصر، الجلسة، بالترحيب بالمشاركين، مؤكدة على التزام مصر بتعزيز المبادئ الدولية المنصوص عليها في إعلان باريس بشأن فعالية المعونة الإنمائية، مستعرضة الجهود التي تبذلها مصر بهدف تعزيز أثر التعاون التنموي للحد من الفقر ومحاربة البطالة من خلال برامج تعاون دولي تركز أكثر على اكتساب المهارات والمعرفة الفنية إلى جانب تعزيز الفرص للحصول على الخدمات التمويلية وخاصة للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة.
وسلطت الوزيرة الضوء على أهم جوانب فعالية البرامج التنموية والتي قامت وزارة التعاون الدولي بإعدادها من قبل، وساهمت في استفادة الاقتصاد المصري من البرامج التنموية الممولة خاصة من العديد من المنح، وقامت الوزيرة بتقديم قصة نجاح مشروع الشبكة المصرية للمشروعات الصغيرة، باعتبارها واحدة من نماذج عديدة تحققت فيها فعالية المعونات الإنمائية على النحو الذي أوضح أهمية تكامل الأدوار بين الحكومة والمجتمع المدني والقطاع الخاص وأثر ذلك على تعظيم الأثر التنموي على الاقتصاد المصري، مؤكدة على حرصها على سماع أصوات المستفيدين من المشروعات التنموية خلال زيارتها الميدانية إلى مختلف المناطق والمحافظات خاصة الأكثر احتياجا، في إطار عرض اثر ونتائج المشروعات على المواطنين.
وقامت الوزيرة بتوضيح الآليات الرئيسية المتبعة ضمن كل من خطة عمل الوزارة، واستراتيجية التمويلات الإنمائية الرسمية، التي تهدف إلى موائمة الالتزامات التنموية الدولية مع الأولويات التنموية الوطنية لمصر، وذلك تمهيدا لتنفيذها على المستوي القومي بالشكل الذي يحقق المصلحة العليا للدولة، موضحة أن وزارة التعاون الدولي تعمل على زيادة نطاق المشروعات التنموية الداعمة لقطاع المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة على مستوى الجمهورية بما يعمل على مواجهة التحديات التنموية وفتح سبل جديدة للكسب ورفع مستوى معيشة المواطنين من خلال مهارات العمل الحر، والعمل على تمكين المرأة وتحسين مستوى المعيشة في المناطق الأكثر احتياجا مثل الصعيد، وزيادة مهارات الشباب عبر برامج التدريب، مما تساهم في توفير فرص عمل لهم.
وعرض خلال الجلسة، تجربة مشروع الشبكة المصرية الممول من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وبرعاية وزارة التعاون الدولي حيث نجح هذا المشروع في توفير فرص عمل جديدة للمئات من أبناء محافظة قنا، وعمل على رفع مستوى المهارات الفنية والحرفية للمستفيدين، مما منحهم فرصة أفضل للمنافسة في سوق العمل وتطوير منتجاتهم وتسويقها بشكل أفضل وساهم في تحسين أوضاعهم الاقتصادية، وتضمن العرض أن مشروع الشبكة المصرية نجح في توفير 500 فرصة عمل مباشرة، كما تم تقديم برامج تدريبية على الحرف الفنية في مجالات الخشب والنسيج وصناعة الألباستر والرخام لأكثر من 900 متدرب ومتدربة.
وقدمت ا الوزيرة، منصورة خيري، 34 عاما، من قرية الترامسة بمحافظة قنا، والتي رشحتها وزارة التعاون الدولي للبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة كمثال لقصة ناجحة، لتعرض تجربتها التنموية، وقالت “منصورة”، إنها كانت تطمح لتطوير قدراتها واستكمال دراستها ولكن التزاماتها الأسرية حالت دون تحقيق طموحها بالكامل، حيث هي أم لأربعة أبناء إلى أن انضمت إلى المشروع نداء الذي أتاح لها فرصة ملائمة لتطوير قدراتها وتنمية مهاراتها من خلال عدة تدريبات على التطريز.
وأضافت: “النول الفرنسي اكسبني مهارات التطريز وتعلمت أنواع الإبر والخرز فتحسن مستواي وتم اختياري كمشرفة للورشة، وقد اثر المشروع إيجابيا على حياتي، حيث اكتسبت مهارات جديدة كما حقق لي نوع من الاستقلال المادي، وتعلمت تحمل المسئولية والتعاون وحل المشكلات واتيحت لي فرصة التعرف على شخصيات كثيرة بالإضافة إلى فرصة السفر للخارج لتمثيل مصر وقريتي، وقد ساهمت من خلال المشروع في توعية المرأة في قريتي ولم أكن احظى بهذه الفرصة بدون مساندة المشروع لي وبدون دعم زوجي وعائلتي، وقد اثر المشروع على طريقة تفكيري وزاد من طموحي لاستكمال دراستي وإدارة مشروعي الخاص لتدريب الفتيات على التطريز على النول وسوف أكمل تعليمي واعلم أولادي”، مشيرة إلى أنها سعيدة بعرض “تجربة نجاح” خلال هذا المؤتمر الدولي، والتي تؤكد على أن المرأة المصرية قادرة عندما تحصل على الفرصة المناسبة أن تساهم في تحقيق طموحاتها.
وقد أثنى الحاضرون على التجربة وأعربوا عن تقديرهم للدور الفعال الذي تقوم به مصر في مجال الشراكة الدولية للتعاون الإنمائي الفعال ونجاح مصر في تطبيق مبادئ فعالية المعونات الإنمائية بما يعمل على تحقيق أهداف التنمية الوطنية بصورة متميزة.