انطلقت هذا الأسبوع حملة “أولادنا” للتوعية عن التربية الإيجابية بالتعاون بين مكتب منظمة الأمم المتحدة للطفولة بمصر (يونيسف) والمجلس القومي للطفولة والأمومة وبدعم من وفد الإتحاد الأوروبي بمصر في إطار برنامج التعاون المشترك بينهم “التوسع في التعليم والحماية للأطفال في خطر” وهي حملة متعددة الوسائط هي الأولى من نوعها. وتأتي هذه الحملة القومية ضمن نهج شامل لرفع مستوى الوعي ودعم تطوير السياسات لحماية الأطفال من العنف.
يُعد العنف ضد الأطفال ظاهرة عالمية، فوفقاً لتقرير يونيسف لعام 2014: في تحليل إحصائي للعنف ضد الأطفال، هناك ما يقرب من مليار طفل حول العالم أو 6 من كل 10 أطفال في سن 2-14 عامًا يتعرضون للعقوبة البدنية من أولياء أمورهم ومقدمي الرعاية لهم بشكل منتظم. وفي مصر كان قد أظهر المسح السكاني الصحي لعام 2014 (EDHS) والذي تصدره وزارة الصحة والسكان أن 93٪ من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 1-14 سنة تعرضوا لشكل من أشكال الممارسات التأديبية العنيفة من قبل والديهم أو القائمين على رعايتهم، والتي تشمل العنف الجسدي والنفسي. 4٪ فقط من الأطفال تم تأديبهم من خلال نهج خالي من جميع أشكال العنف.
هذا وصرحت الدكتورة مايسة شوقي، نائب وزير الصحة والسكان، والمشرف على المجلس القومي للطفولة والأمومة بأن “القبول الواسع للتأديب العنيف في مصر يوضح الحاجة للتوعية العامة القوية حول الآثار السلبية للعنف الجسدي والمعنوي على الأطفال. ويجب على الأبوين ومقدمي الرعاية أن يكونوا أكثر وعيًا بالخيارات التأديبية البديلة التي تجعلهم يشاركون بطريقة أكثر إيجابية في حياة أبنائهم”، وأضافت أن خط نجدة الطفل 16000، وخط المشورة الأسرية 16021 سيقومان بتوفير النصائح عن أساليب التربية الإيجابية للآباء ومقدمي الرعاية عن طريق الإخصائيين الإجتماعيين المدربين.
ومن جانبه قال رينولد برندر، القائم بأعمال سفير وفد الإتحاد الأوروبي بمصر “مما لا شك فيه أن أطفال مصر هم رأس المال البشري لبلدهم ومن ثم فإن الإستثمار فيهم يساهم في مستقبل مزدهر لمصر. إن حماية الأطفال وتعزيز حقوقهم هو مبدأ رئيسي للإتحاد الأوروبي، وتعكس حملة “أولادنا” التزام الإتحاد الأوروبي بدعم الأطفال المصريين. تأتي هذه الحملة ضمن برنامج أشمل قد خصص له الإتحاد الأوروبي 30 مليون يورو من المنح للمساهمة في الوصول للتعليم وحماية الأطفال في خطر. ونحن سعداء للعمل عن كثب مع المجلس القومي للطفولة والأمومة ويونيسف لضمان نمو الأطفال في بيئة مؤاتيه لتنشئتهم ورفاهتهم.”
وسوف تتواصل فعاليات الحملة الإعلامية عبر الوسائل المتعددة لمدة شهر، لتصل إلى ملايين الآباء والأمهات ومقدمي الرعاية، من خلال إذاعة تنويهات مرئية ومسموعة عبر محطات التلفزيون والراديو المختلفة، والرسائل النصية القصيرة، والمشاركات على وسائل التواصل الاجتماعي التي تتضمن مشاركات بعض الشخصيات العامة تحت شعار #بالهداوة_مش_بالقساوة، فضلاً عن الصحافة المطبوعة والإعلانات الخارجية، والتفاعل المباشر مع الجمهور.
وقال برونو مايس، ممثل اليونسيف بمصر: “تدرك منظمة يونيسف الحاجة الماسة لتعزيز التربية الإيجابية على مستوى الأسرة والمدرسة والمجتمع كجزء من برنامج قومي متكامل لإنهاء العنف ضد الأطفال في مصر، والذي هو أيضا التزام ليونيسف عالميًا. ومن المتوقع أن تصل هذه الحملة القومية لملايين من الناس بفضل قيادة المجلس القومي للطفولة والأمومة ودعم الإتحاد الأوروبي، والتزام المجتمع المدني ومساهمات القطاع الخاص.”
بالإضافة إلى الميزانية المخصصة لحملة “أولادنا” ضمن البرنامج الذي يموله الإتحاد الأوروبي، تلقت الحملة دعمًا عينيًا ملموسًا من العديد من الشركاء من القطاع الخاص. ويتوجه المجلس القومي للطفولة والأمومة والشركاء بشكر خاص لشركات القطاع الخاص المساهمة في الحملة، ومنها: أورانج، ڤودافون، اتصالات، مصراوي، مؤسسة منصور (مترو ماركت وخير زمان)، كازيون، لولو ماركت، أوسكار ماركت، أرامكس، أوبر، مجوهرات “جيه” لجودي بن حليم.