سريعا او على مهل مر عام 2016 بكل ما فيه، انكسارات وأحزان ودموع ودماء كثيرة، ولحظات من الفرح ربما ترهق ذاكرتك في البحث عنها طويلا، فلا تجد سوى حبال من الأمل ممدودة ومعلقة في ساعة الحائط معلنة بداية عام جديد.
كنا وعلى مدى سنوات عمرنا الماضية نعلق أحلامنا في ليلة رأس السنة، ومع اقتراب الساعة معلنة منتصف الليل ونهاية عام آخر تزدحم القلوب بدعوات وأمنيات للأقارب والأصدقاء والمطالب الشخصية، سرعان مع تأكلها الأيام وتدور الساعات والشهور ليمر العام وراء العام وراء العام، ونبقى على ما نحن عليه مع تغيرات بسيطة ربما تحدث بفعل الزمن.
عادة مصرية قديمة أن نعلق نجاحنا على الحظ والوقت والأسرة وكل الأمور المحيطة بنا إلا أنفسنا، إذا وجد شخص ناجح قلنا أنه محظوظ وأن الظروف خدمته، وأن أسرته ساعدته في ذلك، ولا ننتبه أبدا إلى مجهوده او نشاطه او تعبه في عمله او دراسته، فقط هو محظوظ.
جميل أن نتمنى وأن نحلم ولكن الأجمل أن نرسم خطة لتحقيق تلك الأمنيات والأحلام مع المتاح من امكانياتنا ، وقتها ستحقق اهدافك تدريجيا لتصل إلى ما تراه وتتمناه طوال طريقك، والشخص الناجح بطبيعة الحال لن يلتفت لكل ما يدور حوله من جدل حول أسباب نجاحه إذا كان بالصدفة او بالمجهود، لكنه مشغول بالخطوة القادمة لتحقيق مزيد من التقدم، الشخص الناجح سيكون بالطبع بعيدا عن دوائر الرغى والحقد، يرى وحده ما لا يراه الآخرين.
سوف يظهر على سطح حياتك ظواهر تبدو خارقة لمجموعة كل هدفها هو أن تركب فوق نجاحك وأن تنسب كل مجهود قمت به لنفسها، ستراه مختبئ خلفك وقت الأزمة لتتصدر أنت المشكلة وحدك ، وبعدها ستراه يتقدمك بخطوات وسيخبر العالم كله بكم المجهودات التى قام بها وأنه بلا شك السبب في النجاح، وتلك الفئة تدرك تماما ضعفها الانساني والمهني هو لا يعرف إلا مصلحة نفسه، ويظن أنه أذكى ممن حوله، والحقيقة أنه تعيس لا أكثر، والناجح يعرف كل حيله ويصمت في انتظار لحظة العدل.
إذا أردنا النجاح لن نتركه للأيام، وإذا سعينا للتقدم لن ننتظر دفعة من أحد ، فقط في العام الجديد سنشحن بطاريات الإرادة ، وسنكون أكثر تنظيما للوقت ، وأكثر عطاء للآخرين حتى وإن لم يطلبوا ذلك.
أمام شجرة الميلاد ، سنكون أكثر ثقة في أنفسنا، وستكون الأيام القادمة معنا لا علينا، وحتما سنبتعد عن كل المحبطين الذين يصدرون دائما كل ما هو سلبي في الحياة، ولن نقف مع أحد في الطريق ليعطلنا عن أهدافنا، أمام شجرة الميلاد لن نترك الأيام القادمة للصدفة والحظ، وسنسأل أنفسنا العام المقبل عن ما تم تحقيقه ، حتى وإن كنا نقول تلك الكلمات لأنفسنا في كل عام.