اكتشف مدربا الغوص محمد الصميلي وياسر الرفاعي، فنارًا غارقًا منذ ما لا يقل عن مئة عاما في أحد أعماق سواحل منطقة تبوك وفي منطقة ذات خطورة عالية على أرواح الغواصين.
ووصف الصميلي والرفاعي لـ “الرياض” رحلتهما بأنها رحلة غوص استكشافية لأحد أخطر مواقع الغوص في سواحل تبوك، وأنهما تعمدا الغوص لوحدهما لما تحمله هذه الغطسة من تحديات خطرة ومجازفة؛ حيث تكسرات الأمواج.
وتعتبر أول حاجز يُصعب الدخول إلى الماء العميق، ووعورة هذا المنفذ؛ فيما قد يحدثه للغواص نتيجة قوة اندفاع الأمواج وتكسرها على الحيد المرجاني، وهو أشبه بدوامة لا يعرف مصير من يعبرها.
ويضيفا: بعد تجاوزنا لهذه المرحلة تفاجأنا بوجود عدد كبير من القروش وأسماك البركودا الشرسة ولكنها لم تعيقنا عن مواصلة طريقنا إلى هدفنا الذي بدأنا نراه وكأنه ظل بعيد أرعبنا مشهده لكبر حجمه، وعند اقترابنا منه شاهدنا أسراب البركودا تحلق عليه وكأنها تحرس هذا الكنز الدفين من أي زائر غريب، بدأنا نتجول حول لوحة فنية نقشت عليها ذكريات عشرات السنين لتكسوها بالشعاب ذات الألوان الجميلة في كل أنحائها ليظهر لنا سقوطها واستقرارها على عمق 85 قدما منذ ما يقرب من مئة عام، وقد شاهدنا ثعابين البحر العملاقة بأحجام ضخمة لتزيد من خطورة الوضع، ولفت انتباهنا عدد من أسماك الناجل بأحجام كبيرة والتي يفضلها الجميع لتشد انتباهنا للحاق بها ولتصل بنا إلى موقع أغرب للخيال؛ حيث كانت تقودنا إلى عمق 110 أقدام، ومن هذا العمق بدأت المفاجأة حيث اكتشفنا أننا على قمة جبل وعلى حافة لا نشاهد أسفلها دامسة الظلام وكأننا على طرف أعلى ناطحات السحاب وكان في هذا المكان تيار شديد يجرفنا للأسفل فلو علقنا فيه لما نجونا. وأشارا في حديثهما: أنه ونظرا لخطورة هذا الموقع ولما به من كائنات شرسة فقد فضلنا عدم الإعلان عن تحديد الموقع بالضبط وذلك لعدم ذهاب الغواصين المبتدئين له وتجنبا لحدوث حوادث غرق ووفيات بسبب هذا الموقع الخطر.