أكد الكتاب والأدباء العرب ضرورة وضع خريطة طريق للسياسات الثقافية العربية المشتركة وتوحيد الجهود والوقوف في وجه تغول الهمجية والظلامية التي باتت تهدد الوجود العربي في أساسه ونشر الثقافة العربية المنفتحة على قيم التسامح والتعاون مع الآخر وتجفيف منابع كل الحركات الظلامية وإعادة تأهيل ثقافي واسع وفاعل للإنسان العربي والانفتاح على قيم الإنسانية المشتركة.
وأشاروا في ختام ندوة ” نحو استراتيجية ثقافية عربية ” التي عقدت على هامش أعمال اجتماع المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب الذي اختتم أمس في دبي .. ضرورة نشر ثقافة الوعي ورفض ثقافة الانعزال الفكري والتكفير للقضاء على أمية القراءة والكتابة والأمية الإلكترونية والجهل الذي تسرب إلى قطاع واسع من البلدان العربية وذلك بوضع خطط جديدة للتعليم لمحو بؤر الأمية وجيوبها ودعوة الحكومات إلى تمويل برامج محو الأمية.
وأكدوا ضرورة تعظيم دور المرأة العربية الثقافي في بناء المجتمع والنهوض به والتعزيز من مكانتها في الحضور والعمل الثقافي المشترك
ودعوا إلى فتح الدورات واللقاءات الحوارية الممنهجة بين الشباب لفضح الخطابات الظلامية التي تؤدي إلى تمزيق البلدان ونشر الثقافة العربية المنفتحة على قيم العصرنة والتراث الإيجابي وتمكين الموروث الحضاري والعمل على تعريف الشباب بتراث وطنهم العربي الكبير.
وأكد المجتمعون أهمية ترسيخ سبل الأمن الثقافي الذي من شأنه حماية الشباب والمضي بهم إلى مستقبل زاهر بنشر دور الثقافة ومراكز الفعل الثقافي التي تعمل على انخراط الشباب في الحياة العامة بجانب تفعيل دور المثقف والأديب إيجابيا للنهوض بالمجتمع العربي وتنويره وتعزيز مكانة المجتمع الثقافي وتعميق التواصل بين مختلف الشرائح الاجتماعية ثقافيا واجتماعيا ونشر مفاهيم الحرية والاعتراف بالآخر.
وأشاروا إلى ضرورة الاهتمام بالطفولة ثقافيا وتوفير الإمكانيات والوسائل الثقافية اللازمة التي تساعد الطفل على أن يكون كاتبا أو مثقفا أو مفكرا وبالتالي مواطن الغد الذي يقع على عاتقه حماية الثقافة والوطن العربي الكبير.
ودعا المشاركون في الندوة إلى تعميم بعض التجارب العربية المتعلقة بمشاريع القراءة مثل تجربة دولة الإمارات التي عملت على تعزيز القراءة كفعل ثقافي وحضاري يمكن للأمة العربية هويتها وتفاعلها الإيجابي مع الآخر.
وطالبوا بإشراك الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب في جلسة تسبق اجتماعات وزراء الثقافة العرب للعمل سويا على تمكين اتخاذ قرارات عميقة فيما يخص الاستراتيجية الثقافية العربية.
ونوه الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب بجهود الأمين العام السابق محمد سلماوي لعقد قمة ثقافية عربية .. مشيدا بالبعد الثقافي الذي كرسه اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين عل هامش القمة العربية المنعقدة في نواكشوط يوليو الماضي.