في ليلة أسطورية، شهد قصر “فلورسنا” التاريخي بإيطاليا، أمس الأحد، حفلا مهيبا لبيع السيارة الفيرارى (موديل 2004) التي رسمت عليها الفنانة العالمية شاليمار الشربتلى إحدى لوحات “الموفينج أرت” وهو الفن الذي ابتكرته “الشربتلي” من أجل إثراء الشارع بلوحات الفن التشكيلى بهدف جعل الفن في متناول العيون والأبصار.
وكانت شركة “فيراري” قد تبرعت بالسيارة بينما تبرعت “الشربتلي” بالرسم عليها على أن تذهب حصيلة البيع إلى صالح أطفال التوحد عبر العالم أجمع والعالم العربي على وجه الخصوص، وقد بلغت حصيلة بيع كل المقتنيات التي عرضت في المزاد الذي نظمته مؤسسة أندريا بوتشيلى وجمعية محمد على كلاى حوالى ستمائة ألف يورو، منها 220 الف يورو – أي حوالي ثلث حصيلة المزاد – كانت من نصيب سيارة الفنانة العالمية شاليمار الشربتلي، ومثل بيع هذه السيارة بهذا المبلغ مفاجأة سارة للقائمين على المزاد ومؤسسة بوتشلى التى رعت الحفل في آن واحد، حيث انطلقت المزايدة بسعر افتتاحي هو 20 ألف يورو، وما أن انطلق المزاد حتى بدأ التسابق للظفر بالسيارة التي تضاعف سعرها لأكثر من عشرة أضعاف السعر الافتتاحي ليفوز بها في النهاية رجل الأعمال الإيطالي الشهير جولتيرو فانيلي.
وبجانب سيارة “شاليمار الشربتلي” خصص المزاد جلسات أخرى لبيع العديد من مقتنيات مشاهير العالم، حيث تم بيع إحدى قمصان اللاعب الشهير ليو ميسي بـ ألف وثلاثمائة يورو، كما تم بيع أحد أرواب الملاكمة للملاكم الشهير “محمد على كلاي” بـ 3150 يورو كما تم بيع أحد قمصان اللاعب الشهير جيمس رودريغيز بـ 900 يورو، كما تم بيع قفازان للملاكم الأمريكى الشهير جو فرايزر بـ 700 يورو، كما تم بيع إحدى لوحات الفنان التشكيلي الإيطالي “بريتو” بـ 25 ألف يورو.
وقد حلت الملكة رانيا العبد الله ملكة الأردن، كضيف شرف الحفل الذي ضم عشرات الشخصيات السياسية والفنية، بالإضافة إلى حوالي مائة من رجال الأعمال الأوربيين المشهورين بحبهم للمساعدة في الأعمال الخيرية، وقالت الملكة رانيا عقب تسلمها لجائزة بوتشيلى في كلمة لحضور الحفل إنها سعيدة بالتجمع حول الأعمال الخيرية لما في هذا الأمر من تدعيم للمحبة والتآخى والتراحم الإنساني، وأضافت في كلمتها إن الإعمال الإنسانية تنتصر على كل شرور العالم، وأن الأمل دائما يكمن في أطفال العالم ولهذا يجب أن تبنى المبادئ الإنسانية منذ الطفولة فى قلوب الأجيال الجديدة، واستلهمت ملكة الأردن فى كلمتها روح قصر فلورنسا التاريخى مشددة على أهمية الروح الحضارية في بناء الأمم، كما شددت على أهمية أن يسهم الأغنياء في تخفيف المعاناة عن أطفال العالم، وبحسب حسابها الرسمي على موقع تويتر فقد عبرت الملكة عن سعادتها البالغة بالحصول على هذه الجائزة، قائلة إن سعادتها تنبع من أن هذه المؤسسة كرست عملها من أجل تخفيف معاناة البشرية في أنحاء العالم.
ومن جانيها أكدت الفنانة العالمية شاليمار الشربتلى على سعادتها البالغة بالاشتراك في هذا الحدث الدولي المرموق ووصول سيارتها إلى هذا الرقم المفاجئ الذي سيذهب بالكامل لأطفال التوحد، كما أكدت على سعادتها بتوصيل رسالتها الفنية إلى شرائح أكبر من المجتمع العالمي، قائلة: إن هذه احتفالية في المحبة والإنسانية، فمازالت البشرية بها الكثير من الخير والعدالة والمحبة، وعن أكثر ما أثار إعجابها فى الحفل قالت: أدهشني ذلك التسجيل المصور الذي أبرز مجهودات بوتشيلى في تخفيف معاناة الأطفال في العالم، ومساعدته للأفريقيين في التخلص من الأمراض المستوطنة وضحايا الزلازل، وكيف ساعدوا في إنشاء المدارس ومنح المعونات للمحتاجين، كما أدهشنى مدى الاحترام الذي يتمتع به الفن في أوربا والذي ظهر جليا فى مشهد لن أنساه، فكلما كان يغنى بوتشلى إحدى مقطوعاته كان الجميع يقف احتراما له ولفنه، لا فرق بين كبير أو صغير، ولا فرق بين صاحب منصب أو غيره.
وأضافت الشربتلي: هذا اليوم بالنسبة لي كان درسا كبيرًا في الإنسانية، ولا أخفى إعجابي ودهشتي بحضور كل هؤلاء النجوم من أمريكا كنيقولاس كيدج ومن الأردن كالملكة رانيا، ومن أوربا كأندريا بوتشيلي، ليؤكدوا على معنى واحد فحسب هو المحبة الإنسانية فهذه هي اللغة التي يجب أن نتحدث بها، بل ويجب أن نفرضها على الجميع، فحينما دعيت إلى المسرح قبل المزايدة على السيارة قوبلت بمحبة كبيرة، تؤكد ما كنت أشير إليه سابقا من أهمية تجاوز الأعراق والجنسيات والأديان لنقف جميعا تحت مظلة الإنسانية التي تتسع للجميع.