رهبانية ” الوردية المقدّسة ” ورغبة العذراء مريم
كل راهبة من راهبات الوردية هي صدى لرغبة العذراء،
طلبت العذراء مريم من القدّيسة ماري ألفونسين ، تأسيس ” رهبنة على اسم سيدة الوردية ” ، فتأسست الرهبنة وانضمّ إليها الكثير من الفتيات . وأصبحت رهبنة الوردية التحقيق العملي لرغبة العذراء المقدّسة . جذور رغبة العذراء في تأسيس رهبنة على اسم : ” رهبنة سيدّة الورديّة “
ما هي جذور هذه الرغبة ؟
إنها رغبة صادرة من مصدر كتابيّ بامتياز ، نجدها في : – يوم البشارة : حيث أجابت العذراء مريم للملاك جبرائيل ، بكامل إرادتها وحريتها ، وبكل تواضع وثقة بكلمة : ” نَعَم ” ، وأضافت قائلةً : ” أنا أمةُ الرّب ، فليكن لي بحسب قولِكَ ” ( لوقا ١ : ٣٨ ) .
– في عرس قانا الجليل : عندما نفد الخمر ، طلبت مريم من ابنها يسوع أن يتدّخل ويحل المشكلة، ليبقى الفرح سائداً فقالت للخدم : ” مهما قال لكم فافعلوه ” ( يوحنا ٢ : ٥ ) .
– كانت مريم ترافق يسوع في مسيرته الرسولية … وهي التي كانت واقفة قربه ” على الصليب ” ( يوحنا١٩: ٢٥ ) ، تشجع الرسل ، تقويهم وتعضدهم . وفي العنصرة عندما نزل الروح القدس على التلاميذ الأطهار ، كانت مريم واقفة مع رسل الرب ، وكانت مهمتها ان تُعين وتساعد الرسل في تأدية شرف ” فرح الإنجيل ” ( اعمال الرسل ٢ : ١- ٤ ) بكلّ شجاعة وبدون خوف .
في هذه الرغبة المريميّة ، تنجلى أمام أنظارنا دعوة راهبة الوردية المقدّسة ، وهي أن تنقل رغبة العذراء الى كل إنسان يبحث عن معنى الحياة والفرح والسعادة . ففي كل راهبة من رهبنة الورديّة المقدّسة ، نتلمس روحانية العذراء مريم ” الإنتباه وإسعاد الآخر، المرافقة الروحية والتشجيع والدعم الروحي ، الفرح ، الاتبسامة ، النَعَم لإرادة الله ، عدم الخوف ، المثابرة ، الإنفتاح اللقاء ، الكرم ، التضامن والحماسة التبشيرية … ” .
صحيح أنّ الروح القدس هو في اساس كل دعوة ، اما الأمر المميّز في دعوة تأسيس رهبنة الوردية والإنضمام إليها ، فهو البعد المريميّ الخاص ، يعود بأساسه اللاهوتي والتاريخي ، إلى رغبة العذراء في الصلاة والخدمة والتعليم . فوراء كل دعوة رغبة مقدّسة .
نعم ، إن كل راهبة من رهبنة الوردية ، هي صدى لرغبة العذراء التي دوت في قلب الراهبة القدّيسة ماري ألفونسين ، وما زالت تصدح في رهبنة الوردية … فالكنيسة المقدّسة هي ” القلب المريميّ بامتياز ” .